المرأة السورية والتحديات التي واجهتها عام 2022

هيفيدار خالد_

واجهت المرأة خلال 2022 تحديات كبيرة وذلك نتيجة تصاعد حدة الحروب والصراعات الإقليمية والدولية، الأمر الذي فاقم من معاناة المرأة في كافة أنحاء العالم، وباتت تعاني أزمات إنسانية واقتصادية واجتماعية.

ظاهرة العنف ضد المرأة أصبحت كابوساً مرعباً على المجتمع ككل، فمنذ بداية العام الجاري وحتى يومنا هذا، لاحظنا تصاعداً غير طبيعي في عدد جرائم قتل النساء على يد الرجال بالإضافة إلى جرائم الاعتداء الجنسي والتحرش والخطف والحرق على يد ذويهن، علاوة على الوضع الاقتصادي المتدهور الذي أوهن الكثير من المجتمعات، وأعاق سبل حياتها، فكان للمرأة النصيب الأكبر من آثاره المدمرة من نزوحٍ وتهجيرٍ لخطفٍ وقتلٍ وابتزازٍ وعنف.. كل ذلك بفعل الحروب المستمرة التي تشهدها أغلب دول المنطقة على العموم.

ففي سوريا تعاني النساء في المناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلال التركي والفصائل الإرهابية التابعة له من شتى أنواع الانتهاكات المنافية لقوانين حقوق الإنسان، فلا يكاد يمر يوم دون أن تتعرض فيه النساء لأفظع الانتهاكات وأبشعها… فالضرب والخطف والاعتداء الجنسي، والقتل بات منهجهم بحق كل من يقع تحت رحمتهم.. لتتحول الحياة هناك إلى سواد وكابوس لا يطاق.

أما في مناطق الحكومة السورية فوضع المرأة ليس ببعيد عن أوضاع النساء في المناطق المحتلة. فالعديد من النساء اللواتي فقدن معيلهن لا يستطعن تأمين متطلبات حياتهن وخاصة أن هذه المناطق تعاني من أزمة اقتصادية خانقة وصلت بها إلى حد الموت جوعاً، إضافة إلى معانتهن من الإقصاء في المراكز الحكومية بشكل متعمد وفق منهجية السلطة الذكورية القائمة بقوة في تلك المناطق.. فلا تمثيل أو مشاركة لهن في المشهد السياسي في البلاد إلا ما ندر.

لكن الوضع في مناطق شمال وشرق سوريا التي تقودها المؤسسات النسوية في الإدارة الذاتية مختلفاً تماماً عما أوجع ضمائرنا وأدمى قلوبنا في غيرها من المناطق، فعلى الرغم من حالة الحرب المتواصلة التي يشنها جيش الاحتلال التركي ضد شعوب المنطقة خاصة المرأة والحصار المفروض على المنطقة من كافة الجهات، إلا أن المرأة هنا استطاعت مواصلة نضالها التنظيمي والسياسي والدبلوماسي وحققت مكتسبات حقيقية بعد أن قدمت العشرات من الرفيقات الشهيدات حياتهن من أجل حماية المنطقة والدفاع عنها من كافة الهجمات التي تحاول استهداف وجودها وإرادتها، ليثبتن للعالم أجمع مدى إصرارهن على الحفاظ على المكتسبات التي حققنها خلال ثورة شعوب شمال وشرق سوريا.

من هنا وللحد من الأوضاع المأسوية التي تتعرض لها المرأة في كافة الأماكن ليس في سوريا فحسب، يجب عليها النضال بشكل أكثر فعالية وتنظيم ذاتها والمطالبة بحقوقها مهما كانت الظروف والإمكانات صعبة وضئيلة لا سيما إذ ما تسلحت بالعلم والمعرفة وأرادت وضع حد ونهاية لكافة الآلام والمعاناة التي ترافق المرأة أينما حلت وارتحلت.. فتحويل طاقتها الإيجابية إلى قوة حقيقة على الأرض. والإبداء عن رأيها وإرادتها الحقيقة في الحياة ولعب دور فعال وبارز في المجتمع وبعث الروح في كافة مفاصله، هو جل ما تتمناه النساء في كل بقعة من هذا العالم المترامي الأطراف حتى تندحر قوى الشر والظلام، ويسود الأمن والأمان كل مكان.