No Result
View All Result
المشاهدات 1
لنبدأ بالحقائق والأرقام المحلية؛ لتبديد تفكير التمني السائد، الذي يراهن على فوز ما يسمى (جبهة المعارضة) في الانتخابات المقبلة، قبل كل شيء، انتهك النظام في أنقرة الدستور والقوانين المحلية، والدولية القائمة مرات عديدة لدرجة أنه لا يملك رفاهية خسارة الانتخابات، وتسليم السلطة ببساطة إلى خليفته، قد يواجه رجب طيب أردوغان ووكلاؤه عدة أحكام بالسجن المؤبد، وهكذا، فإن النظام لديه استراتيجية متعددة الطبقات للفوز في الانتخابات.
أولاً: تتراوح الهندسة الانتخابية بين تدبير النظام الانتخابي بأكمله، الذي يشمل البيروقراطية الانتخابية، والدوائر الانتخابية، والقوانين والأنظمة ذات الصلة، ستكون للبيروقراطية الانتخابية أهمية رئيسة، فتم تعين قضاة موالين للنظام في المجلس الأعلى للانتخابات، رئيس المجلس (محرم أكايا)، هو القاضي السامي الذي كان رائداً في قرار المجلس الأعلى للقيادة بالتصويت على الإلغاء في المركز الأول من انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول، التي فاز بها مرشح المعارضة (أكرم إمام أوغلو) في آذار 2019م استجابة لطلب النظام الأحمق، سيتألف رؤساء اللجان الانتخابية من كبار القضاة، وجميعهم معينون من قبل النظام، وهكذا ستكون صناديق الاقتراع واللجان الانتخابية تحت السيطرة المباشرة للنظام، من ناحية أخرى، يمكن للمجلس واللجان الانتخابية رفض المرشحين بأي ذريعة، بل ويمكنهم رفض ترشيح بدائل بدلا من المرفوضين؛ ما يترك أحزاب المعارضة بدون مرشحين في العديد من الدوائر الانتخابية غير قادرة على المشاركة في الانتخابات في دائرة انتخابية معينة، أما فيما يتعلق بفرز الأصوات، فقد دخل المجلس في شراكة مع شركة عمومية متخصصة في الدفاع والبرمجيات! حيث لا توجد هناك حاجة إلى كرة سحرية للتنبؤ بالنتيجة المحتملة.
ثانيا: سيفعل النظام كل ما في وسعه للحفاظ على استقطاب المجتمع وتعميقه فعلياً، واستخراج خطوط الصدع القائمة بين المواطنين العلمانيين والكرد وأنصار غولن، إن استمرار وجود سليمان صويلو في وزارة الداخلية وإعادة تعين المرؤوس الراديكالي لأردوغان (بكير بوزداغ) في وزارة العدل مؤشرات قوية للسيطرة بإحكام على النظام والبلد، وبناءً عليه ستكون العصابات المسلحة شبه الرسمية التابعة للنظام جاهزة للعمل في أيام الانتخابات.
ثالثاً: يمتلك النظام ثلث الناخبين، بغض النظر عما يقوله أو يفعله، لايزال حزب أردوغان على رأس لائحة التصويت، ستكون الحملة الانتخابية، مرة أخرى في صالح النظام بشكل غير عادل، في شكل الوصول إلى مصدر المعلومات الرئيسي للأتراك عبر السيطرة على القنوات التلفزيونية.
رابعاً: فوضى جبهة المعارضة التي تمنع جيناتها المعادية للكرد أي جبهة مشتركة قوية، في هذا الإطار سيستمر الضغط الكبير على حزب الشعوب الديمقراطي بلا هوادة، فلايزال الحزب يتعرض لخطر الحظر، وإجراءات عزل أربعة عشر نائبا عن حزب الشعوب الديمقراطي على أهبة الاستعداد في قاعة البرلمان، سيواجه أحد المرشحين المحتملين (كمال كليجدار أوغلو) عقبات هائلة للتغلب على أردوغان في الجولة الثانية، لأنه قد يكون أقل من التصويت الكردي، أخيراً ستظل مخاطر الصراع الداخلي، وكذلك لمغامرة عسكرية خارجية واحدة أو أكثر كبيرة لإثارة المشاعر الوطنية والتأثير على الناخبين وتخويفهم والتلاعب بهم؛ ما يسمح في حالات التطرف حتى بتأجيل الانتخابات إذا كان منظور الفوز بها قاتما تماماً.
جنكيز أكتار/ أحوال تركية
No Result
View All Result