المستجدات وجدلية التحوّلات، كيف يمكن استشرافها؟

أحمد بيرهات/ كاتب وباحث_

---

الرئيس المشترك لمنتدى حلب الثقافي

عند متابعتنا للتطورات والأحداث الإقليمية والعالمية خلال هذه الفترة يمكننا أن نسميها بكل جدارة مرحلة التحولات.

الصراع الجيوسياسي والهيمنة في الحرب الروسيّة- الأوكرانيّة

مع انتقال الحرب الروسيّة -الأوكرانيّة لمرحلة جديدة مع تقدّم القوات الأوكرانية في عدة مواقع والرفع من سقف مفاوضاتهم مع الروس فالروس يواجهون الناتو بحربٍ من نوع آخر “حرب الغذاء والطاقة”.

لقد اتخذت الحرب الروسيّة الأوكرانيّة منحى جديداً بعد تفجيرات الممرات الاقتصادية عبر استهداف خطوط الغاز الروسي “نورد ستريم 1 و2 ” التي تنقل الغاز الروسي إلى أوروبا كأسلوبٍ جديد في حرب الطاقة ويندرج هذا الاستهداف ضمن أدوات “الصراع الاقتصادي” بموازاة الصراع العسكري والسياسي بين الناتو وروسيا في وقت اقترب فصل الشتاء بالتزامن مع ضم روسيا للأقاليم الأربعة (عبر استفتاء صوري) حملت اسم “معاهدة الانضمام” لتُطرح أسئلة جدية حول الجهة المخططة والهدف منها والمستفيد من هذا الاستهداف.

طرفا الصراع يتهمان بعضهما البعض، فروسيا تتهم أمريكا بحادثة تفجير خط الغاز فتقول أن التفجيرات وقعت في مناطق تسيطر عليها المخابرات الأمريكية وأن أمريكا بذلك تريد إخضاع أوروبا لسياستها وضرب أسفين بين روسيا وأوروبا وخلق رأي عام مؤثر ضد توجهات الحكومات الأوربيّة بالتواصل مع روسيا كألمانيا.

وهناك شكوك روسيّة حول احتمال تغطية أمريكية للنفط الصخري والغاز الأمريكي كبديلٍ عن الغاز الروسي. بكل تأكيد سوف تكون هناك تبعات لهذا الاستهداف بحدوث كارثة بيئية وتأثيرات في المناخ غير مسبوق، من جهتها أوروبا تحاول إيجاد بدائل لأنابيب الغاز الروسيّة.

البديل الأوروبي لغاز روسيا كما هو ملاحظ هو تشغيل خط الغاز الذي يربط بين شبكتي بلغاريا واليونان والحصول على كميات كبيرة من الغاز والتقليل من تأثيرات قطع الغاز الروسي بالإضافة لخط بولندا- نرويج عبر الدنمارك

لقد كان الرد الروسي على تقدّم الجيش الأوكراني في الآونة الأخيرة هو بضم أربعة أقاليم من أوكرانيا (مساحتها 65 ألف كم²  وتشكل 9% من مساحة أوكرانيا البالغة 603.550 ألف كم² ويشكل سكان هذه الأقاليم 21% من سكان أوكرانيا البالغة 44 مليون نسمة وبذلك قطعت الطريق أمام الناتو لمحاصرتها وتضييق الخناق عليها عبر تأمين الحدود القريبة وفتح طريق بري لشبه جزيرة القرم وهذا يعتبر الهدف الرئيسي للاستراتيجية البوتينية).

 لروسيا وبشكلٍ رسمي كرسالة واضحة لحلف الناتو وأن أي اعتداء على هذه المناطق سوف تعتبره اعتداء على روسيا وعبّرت الحكومة الروسية عن ذلك بتصريحاتها الواضحة بإمكانية استخدام السلاح النووي كسلاح رادع بعد حرب الطاقة والغذاء والتي كان لها آثار على كل العالم بضم هذه الأقاليم إلى روسيا ثم فتح الطريق البري بين روسيا وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إليها عام  2014 كما ذكرنا ذلك آنفاً إضافة لوصولها للمياه الدافئة.

من جهتها روسيا ترغب وتريد استنزاف الموقع الجيوسياسي التركي لمصالحها وأجنداتها في صراعها مع أوروبا وأمريكا وذلك بجعل تركيا مركزاً لتصدير الغاز إلى أوروبا وهذا ما سوف يؤثر على الرؤية التركيّة الهشة وانحرافها الاستشرافي بإعادة أمجاد السلطنة العثمانية بعد فشلها الذريع المرتكز على الإسلام السياسي في كل المنطقة.

الدولة التركية تريد الاستفادة من هذا الصراع الدائر بين دول الناتو وروسيا بجعل نفسها مركز لتجميع الغاز سواء بجلبها من روسيا أو أذربيجان أو إيران ونقلها إلى أوروبا فهي تشتري بالروبل وتبيع بالدولار لتستفيد من ذلك بتحسين وضع الاقتصاد التركي المنهار أساساً فهي تريد تحسين وضع صرف الليرة التركيّة وبالتأكيد هذا لن يتحقق بسهولة وبحاجة إلى وقتٍ طويل.

 يشير غياب الحلول والمبادرات الدبلوماسية إلى أن هذه الحرب سوف تطول والخاسر الوحيد فيه هو الشعوب.

الشرارة، الانتفاضة، واحتمالية الثورة في إيران

الأحداث التي شهدتها وتشهدها إيران وشرق كردستان في الآونة الأخيرة تؤكد مجدداً أن الأنظمة في المنطقة لم تعد تستطيع مواكبة المرحلة واكتملت دورتها ولابد من تغييرها والشعوب لم تعد تتحمل الظلم والذل فالذهنيات الحاكمة تعيش وفق عقلية القرون الوسطى، فالأنظمة الدكتاتورية لم تترك وسيلة قمعية إلا واستخدمتها للبقاء في السلطة وما الانتفاضة المندلعة في إيران إلا نتاج التراكم التاريخي للقهر والظلم بحق الشعوب عامةً والمرأة بشكلٍ خاص، فثورة المرأة في روج آفا فعلت فعلتها وامتدت إلى مناطق أخرى وما يحصل في إيران وروجهلات إلا إحدى إرهاصاتها وتبعاتها.

مشاركة الإيرانيين بكل مكوناتهم في الاحتجاجات واتساعها وبعدة أشكال ومشاركة كل الفئات العمرية والمعرفية فيها إنما دليل قاطع على نضوج الظروف الموضوعية ليتكلل هذا الحراك على الأقل ببعض المكاسب لتشكل نقطة انعطافية ومفصلية في صيرورة الوعي المجتمعي في إيران. فحادثة مقتل جينا أميني تحولت إلى رمز للحركة النسوية في العالم وباتت شعار المرأة -الحياة-الحرية بكل اللغات وتُسمع في كل العالم. ارتباطاً بدور المرأة في التحولات التاريخية لابد من تحوّل هذه الانتفاضة إلى ثورة ذات رؤية شاملة لحل المسائل العالقة في إيران، ويتوج ذلك بتحول ذهني- ديمقراطي وفق تنظيم جماهيري واسع وفي كل الميادين والساحات ونداء جمعية “كودار” وحزب الحياة الحرة الكردستاني  PJAKودعوته للنزول إلى الساحات ورفع صوت الحرية عالياً يدخل في صلب هذه الرؤية.

التموضعات الجديدة في شمال سوريا

يُعلمنا التاريخ أن الخطر المُحدق بسوريا يأتي من الشمال وأي إضعاف للكرد وحركتهم التحررية في صراعهم ضد العقلية العثمانية والاتحاد والترقي الجديد يعتبر إضعافاً لموقف شعوب المنطقة قاطبةً والشعب العربي خاصةً وبالتالي خدمةً للموقف والسياسة التركيّة التوسعية والعدائية وهذا ينعكس سلباً على شكل العلاقة بين الشعبين العربي والكردي وهذا ما ظهر في السنوات القريبة الماضية بشكلٍ جلي.

ما شهدته مناطق شمال سوريا وعفرين خاصةً من تموضعات جديدة كمؤشر على رؤية تركيّة جديدة للخروج من أزمتها الداخلية والخارجية مع اقتراب موعد الانتخابات التركية والفرص الضئيلة لنجاح ائتلا MHP-AKP  وتوزيع أدوار جديدة بين الفصائل التركية المرتزقة والمرتهنة لأجندات السلطان العثماني الجديد أردوغان عبر سيطرة هيئة تحرير الشام المصنفة على لائحة الإرهاب العالمية مع الفصائل الأخرى (بأسمائهم المتعددة). بالطبع هذا لن يتم إلا بالتوافق ربما مع أطراف إقليمية ودولية ويعتبر هذا من مؤشرات الاستدارة التركيّة نحو دمشق وما صمت حكومة دمشق وسط هذه الأحداث والتطورات إلا تأكيداً لذلك أو ربما فُتِح قناة سرية بين تركيا وسوريا برعايةٍ روسيّة مع تعيين الشخصية الدبلوماسية السوريّة البارزة بشار الجعفري سفيراً لسوريا لدى روسيا مؤخراً.

الموقف الشفاف والواضح سوف يُفشِل هذه التدخّلات والتي باتت مكشوفة خاصةً بعد ظهور المواقف الهزيلة لدول وحكومات المنطقة وممثليهم والسير وفق مصالح الأوليغارشية الحاكمة في هذه البلدان والتي تعتمد وتسيّر مفهوم الحرب بالوكالة.

دور النضال والكفاح الحقوقي والدبلوماسي وتأثيراتهما على “دعوة القرن”

صادف التاسع من شهر تشرين الأول الذكرى الرابعة والعشرين لبدء المؤامرة الدولية التي استهدفت شخص القائد أوجلان “يوتوبيا الشعوب” بالعيش المشترك وأخوّة الشعوب بخروجه من دمشق نحو عاصمة الحضارة المركزية الأوربية أثينا التي لعبت “دور العاهرة” كما وصفها القائد أوجلان. التفاف الشعوب حول القائد أوجلان وبراديغماه عبر شعار (لا تستطيعون حجب شمسنا)، أفشلت المؤامرة الرؤية الصائبة للقائد أوجلان ظهرت عبر وضع خريطة طريق لحل معضلات المنطقة التي ترتكز على التحول الذهني (النهضوي والتنويري) سوف تنتج التحول الديمقراطي وحل القضية الكردية كأهم أولويات الحلول في الشرق الأوسط.

لقد ظهرت بعض المستجدات والتطورات بما يخص حملة المحاميين لضرورة زيارة لجنة مناهضة التعذيب الأوروبية CPT إلى سجن جزيرة إمرالي وقد تم ذلك في الفترة  ما بين 20-29 أيلول الفائت كخطوة ومؤشر إيجابي على جدية وقوة الحملة الحقوقية والسياسية والدبلوماسية والشعبية لفك وإنهاء العزلة والتجريد على القائد أوجلان وعدم الاكتفاء بذلك بل ضرورة الإفراج عنه كضرورة لفك العُقد في تركيا وسوريا وكل المنطقة لما يمتلكه القائد أوجلان من كاريزما وتأثير على الشعوب عامةً عبر أطروحاته وأفكاره فظروف المنطقة والعالم ومؤشراتها تؤكد أن حريته قاب قوسين أو أدنى.

مقاومة الكريلا وهزيمة جيش محمد الفاتح

الدولة التركيّة منذ تأسيسها وفق معاهدة لوزان وهي تستهدف الكُرد ولم تُشفِ غليلها حتى الآن من مجازر بالو وكنج وكليه زيلان وديرسيم إلى مجازر مرعش وروبسكي، بل زادت من شراسة الهجمات التركيّة وبكل ما توصلت له التكنولوجيا وآلة الحرب العسكرية، لقد استخدمت الدولة التركيّة خلال عام 2021 القنابل والأسلحة الكيماوية لأكثر من 367 مرة (بحسب بيان اللجنة الحقوقية لقوات الدفاع الشعبي HPG) بالرغم من حظرها وفق المعاهدات والقوانين الدولية، استشهد خلالها 46 من مقاتلي الكريلا نتيجة الصمت الدولي المريب، دعم  حلف الناتو وهي ما شجعت الدولة التركية ذات العقلية الانكشارية بالاستمرار في ذلك وبوتيرة أعلى، فخلال الست الأشهر الأخيرة استخدمت الدولة التركيّة القنابل والغاز الكيماوي لأكثر من 2400 مرة استشهد من خلالها 27 من مقاتلي الكريلا و17 منهم مؤخراً (نفس المصدر).

رغم كل هذه الوسائل والأساليب النازية والفاشية لم تستطع هذه الذهنيات العفنة والقروسطية من إنهاء الكرد وحركاتهم التحررية التي باتت تمتلك براديغما خاصة بها تعتمد على الفكر والتنظيم وقوات مقاومة تدافع عن وجودها وتحقيق حرية الشعوب كل ذلك نتيجة المقاومة الفكرية من إمرالي والعسكرية في جبال كردستان والشعبية والحقوقية والدبلوماسية في كل الساحات.

لقد باتت حكومة AKP-MHP قاب قوسين أو أدنى من هزيمتها وتعيش أزمة خانقة على كل الصعد ومؤشرات ذلك واضحة من الأزمة الاقتصادية والأخلاقية التي تعيشها تركيا وفشل مشروعها في العثمانية الجديدة المرتكزة على الإسلام السياسي.

بات فكر وأطروحة ومقاتلي الحداثة الديمقراطية قوة محورية في المنطقة لا يمكن حل معضلات المنطقة بدونهم. التطور الإيجابي الآخر هو ما صدر عن رابطة الأطباء الدوليين لمنع الحرب النووية في 12/10/2022 عبر بيان إذ أكدت على (ضرورة بدء تحقيق مستقل لإثبات استخدام الجيش التركي للأسلحة الكيماوية ضد الكريلا في عدة مناطق وخاصةً في مناطق حماية ميديا في باشور كردستان). كان خلوصي أكار رئيس أركان الجيش التركي قد اعترف بأنهم استخدموا الغاز المسيّل للدموع ضد حزب العمال الكردستاني فكان رد الهيئة أن هذا الغاز المُسيّل يُستخدم لقمع المظاهرات ولا يستخدم في المناطق الجبلية كما أكدت الهيئة أنهم حصلوا على أدلة لاستخدام الجيش التركي للغازات الكيماوية بالطبع هذا التطور يؤكد بأن النضال الحقوقي الدبلوماسي لا يقل أهمية عن النضال العسكري والسياسي ولابد من توسيعها وتعميقها عبر جمع الأدلة واستخدام التقنية في هذه الحيثية.

 لقد تحولت تركيا إلى بلدٍ التوابيت نتيجة نقص الدراية بالسياسة الدولية وتشخيصها للأحداث وفق ذهنيتها الفاشية الشعبوية، فحركة حرية كردستان والكرد عموماً باتوا يجيدون استخدام اللغة السياسية في المحافل الإقليمية والدولية ويتقنونها بجدارةٍ دون الوقوع في الغفلة والتخلي عن السلاح كخاصية وجودة مشروعة.

روح زيلان والمرأة الأوجلانية

في الآونة الأخيرة قامت مقاتلتان كرديتان من قوات وحدات حماية المرأة YJA Star بالقيام بتنفيذ عملية فدائية ضد موقع أمني كبير في مدينة مرسين التركيّة بثت الرعب والخوف في قلوب وذهنية الطغمة الفاشية الحاكمة في أنقرة كردٍ قوي من المرأة الأوجلانية الحرة التي تعرفت على ذاتها وثورتها دائمة الاشتعال، هذه العملية العظيمة هي استمرارية لخط الشهيدة زيلان والتي قامت بعملية فدائية ردت على استهداف القائد أوجلان عام 1996بذلك حمت القائد وحركة الحرية بعمليتها الاستشهادية في وقتٍ كانت المرحلة بحاجة إلى عملية خلّاقة من هذا النوع.

عملية هاتين المقاتلتين (سارة وروكن) أثبتت أن المرأة الأوجلانية الحرة المنظمة والواعية أقوى من كل صنوف الأسلحة الكيماوية وردٍ قوي على استهداف المرأة في كل الأماكن وكرسالة قوية للنظام الثيوقراطي في طهران وكل المظالم التي تمارس بحق المرأة. وصفهن القائد أوجلان يوماً: “إنهن الأكثر ارتباطاً، وأكثر صدقاً وإخلاصاً لذا هن الأقل هروباً والأقل قياماً بالأعمال التخريبية وإنهن يولينَ أهمية وقيمة كبيرتين للثورة”.

الذهنية التسلطية ترى باستهدافها للمرأة ضرورة لاستمرار العقلية المهيمنة والدكتاتورية بكل تأكيد سوف يتوّج نضال المرأة الواعية والمنظمة والتي تقود ثورة الحرية في كل المنطقة في باكور وروج آفا وباشور وروجهلات كردستان وسوف تتوّج بالنصر استناداً على العلم والفلسفة فالقرن الواحد والعشرين سوف يكون عام ثورة المرأة بامتياز فثورة لا تشارك فيها المرأة ليست بثورة حقيقية.

ضرورات المرحلة وثالوث الإدارة المجتمعية

بعد كل ما قلناه في مقالتنا نستنتج ونتوصل إلى أن:

هذه التطورات تفرض على الإدارة الذاتية الديمقراطية وهي مطالبة في الأساس بتقوية جبهتها الداخلية عبر إبداء الأهمية لتحسين الأوضاع الاقتصادية للسكان القاطنين في مناطق شمال وشرق سوريا ومكافحة حالات الفساد في مؤسساتها، والتركيز على الاستعداد والتحضير الجيد والدائم لأي طارئ وهجوم من قبل أعداء الإدارة الذاتية الديمقراطية فهذه الهجمات أساليبها متعددة ومتنوعة فأي فراغ -إن وجد سوف- يملأه الأعداء بكل تأكيد لذلك لابد من تطوير أساليب وأشكال الدفاع والمقاومة ورفع السوية والجاهزية المطلوبة وفق ما يتم تسميته أوجلانياً بالحرب الشعبية الثورية التي تجمع ثالوث الإدارة المجتمعية والقوات العسكرية وعامة الشعب وكل فرد أو مؤسسة من مكان عمله وفي المكان والزمان المناسبين.

إن مواجهة هذه الصعوبات والحروب التي نواجهها عبر المقاومة الشاملة للوصول إلى بر الأمان وتحقيق آمال الشعوب في تعميق وترسيخ الإدارات الذاتية الديمقراطية في كل سوريا والمنطقة عموماً، فالغفلة هنا سم قاتل ويمكن تجاوزها بالحكمة ومعرفة الذات، والتحوّل الديمقراطي الذي يُعبّر عن جوهر الأوجلانية لا يمكن تطبيقه دون إجراء التحوّل الذهني المنشود فالولادة والنهضة الديمقراطية سوف تتم بتجاوز الذهنيات الدوغمائية وتجاوز الفردية والأنانية، وما من شك أن التحرر الذهني مهم بمثابة شرارة الانبعاث فالالتجاء وقراءة العصرانية الديمقراطية التي تعتبر عن حداثة الأمة الديمقراطية كإحدى الحلول الجوهرية لمعضلات الإنسان والطبيعة حيث تبدأ مرحلة الانعتاق من الخمول والجمود وتستمر بمسيرة الحرية حتى الوصول إلى مجتمع خالٍ من الاضطهاد وتحقيق العدالة والمساواة والديمقراطية.