الشهباء/ فريدة عمر-
أكد عضو مكتب العلاقات في مجلس سوريا الديمقراطية في عفرين والشهباء، جمال رشيد، أنَ التقارب التركي-السوري لم يخدم مصالح الشعب السوري، إنما يزيد الأزمة تعمقاً، فيما حثَ شعوب المنطقة من هذه المخططات، وضرورة توحيد النضال والموقف.
تستمر الانتهاكات والجرائم المروعة، بأشكالها كافة في المناطق، التي تحتلها دولة الاحتلال التركي، وهذا لا يبدو أمرا غريبا، فتاريخ تركيا حافل بالجرائم، وملطخ بالدماء، والفظائع، وبلا شك هذا حال المرتزقة والفصائل الموالية لها، والتي ترعاهم تركيا، إن صحّ التعبير، فالأحداث الأخيرة، التي شهدتها المناطق، التي تحتلها تركيا وعفرين على وجه الخصوص، ما هي إلا تبادل للأدوار، وسيناريو آخر من إنتاج تركيا، لتنفذ سياستها الإجرامية في المنطقة، كما يحدث منذ أعوام متواصلة.
مخططاتهم ليست وليدة اليوم
حول استمرار الانتهاكات، والجرائم التركية المستمرة، والتقارب، والتفاهمات التركية السورية واللقاءات الأخيرة على المستوى الدبلوماسي والاستخباراتي، التقت صحيفتنا، عضو مكتب العلاقات في مجلس سوريا الديمقراطية في عفرين والشهباء جمال رشيد، الذي استهل حديثه حول هذه المخططات، التي لها تاريخ عميق، ويد في إطالة عمر الأزمة السورية، وقال: “ما يحصل في الآونة الأخيرة، في مناطق شمال وشرق سوريا، وخاصة في المناطق الشمالية من تعويم جبهة النصرة وهجماتها الأخيرة على عفرين، وامتدادها على باقي المناطق، لم تكن وليدة اللحظة، وإنما هي عملية احتلال منذ الهجمات الأخيرة لمناطق عفرين، وسريه كانيه، وكري سبي/ تل أبيض، فكانت أعمق من ذلك، التدخلات الخارجية كانت منذ بداية الأزمة السورية، التي بدأها أولا الشرفاء من الثوار، والكتاب والسياسيين، فكانت بداية الثورة ،هي بداية لتصحيح أخطاء تعاني منها شعوب سوريا بشكل عام، ولكن غياب هيئة ثورية حقيقية قوية، تستطيع إدارة الانتفاضات، التي حدثت ضمن سوريا والتدخلات من عدة جهات، والتي كانت لغايات تلك الجهات، وكل التدخلات التي مازالت تؤثر على الأزمة السورية إلى الآن والتي أدت في الكثير من المراحل إلى إضعاف الثورة السورية، وحتى إخراجها من مضمونها الحقيقي، وكانت للدولة التركية المحتلة، تدخل واضح، ودور كبير منذ الأيام الأولى في إخراج الثورة السورية عن حقيقتها، واستخدام هذه الكتائب، والفصائل التي كانت موجودة لصالحها، وتمكينها من تنفيذ غاياتها”.
وتابع رشيد:” لأجل ذلك المخططات، هي مخططات منذ بداية الأزمة السورية، ولم تكن مخططات جديدة، ولكن الذي أدى إلى تقويض هذه المواقف، هو غياب وجود آلية صحيحة، وإبعاد الثوريين الحقيقين، الذين كانوا يعملون لصالح الشعب السوري عن قيادة وإدارة هذه الثورة، فعملت الدولة التركية مع باقي الدول المتداخلة في الشأن السوري، إلى إعداد شخصيات ومرتزقة تابعة إلى الجهات المتداخلة، وإيصالهم إلى المراكز القيادية، التي نرها الآن في إدارة ما يسمى بفصائل الجيش الحر، والفصائل الإسلامية المتشددة”.
خروج الثورة السورية عن مسارها الحقيقي
وأضاف رشيد خلال حديثه عن التحول الكبير في مسار الثورة السورية؛ بسبب التداخلات في الشأن السوري، وإنها العامل الأساسي في إبعاد الثورة عن مضمونها الصحيح: “فإبعاد القيادات الثورية، التي كانت عبارة عن مجموعة من الضباط الثوريين، الذين كانوا يجدون من الثورة السورية، ثورة للشعب السوري في تحقيق إعادة التلاحم الوطني، والمطالب والحريات التي كانت مكبوتة في زمن ما، وتعيين مكانهم شخصيات ارتزاقية، فهذه الشخصيات ماتزال موجودة على الساحة السورية، فهي لا تمد للثورية بأي صلة، وإنما هي عبارة عن شخصيات ارتزاقية، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لذلك كان هذا كله من مصلحة تلك الدول، التي تدخلت في الأزمة السورية، حقيقة عمليات المقايضات وإضعاف الثورة السورية وإخراجها عن معناها الحقيقي، توصلت إلى الانتقال من الحروب، التي كانت عن طريق الفصائل، إلى حرب مباشرة من قبل الدولة التركية كحربها على عفرين، وباقي مناطق شمال وشرق سوريا، وبلا شك هذه التداخلات كانت شاهدة أمام دول العالم أجمع والمنظمات الدولية والإنسانية، ولكن للأسف الشديد كانت المصالح الدولية وكافة الجهات التي تعدّ نفسها راعية للسلام، أكبر من مصالح الشعوب، فكل الاتفاقيات والاجتماعات التي تحدث من أستانا، والاجتماعات، التي حدثت في سوتشي، كانت تعمل لصالح تلك الدول ولم تعمل لمصلحة الشعب السوري, بالأساس لم يكن هنالك أي تواجد لممثلين عن الشعب السوري، فأغلب هذه الاجتماعات كانت تحدث بين روسيا وتركيا وإيران، وماذا ستفعل هذه الدول لصالح الشعب السوري، والأزمة السورية بحد ذاتها لصالح تلك الدول، التي لا تريد لهذه الأزمة حتى أن تنتهي؛ لأن مصالحها مرتبطة باستمرارية الأزمة السورية”.
المرتزقة أداة الجرائم التركية في المناطق المحتلة
وأضاف رشيد، أن المناطق، التي تحتلها تركيا تشهد جرائم يومية، فلا فرق إن تنوع الاسم، والذهنية واحدة:” فالكثير من الأحيان كانت الأزمة السورية، ساحة لتصفية الحسابات لصالح أماكن وجهات أخرى، وكما لاحظنا حتى تأثير الحرب الأوكرانية في كثير من الأحيان على الأرض السورية، تكون عبارة عن عمليات تصفية حسابات لصالح ذلك الصراع، ما بين الدول، فما حدث في عفرين وسري كانيه، وكري سبي أمام أعين العالم، ومازال يحدث إلى يومنا هذا، جرائم بكل معنى الكلمة وليست عبارة عن احتلال منطقة ما فقط، فهي مخططات قديمة، والتي بدأت بتغير كل شيء في منطقة عفرين، فلا الشجر، ولا الحجر، ولا الإنسان سلم من تلك الجرائم، فلاحظنا عمليات سرقة الأثار تكون بغايات مدروسة ليس فقط لغايات اقتصادية، إنما دراسة لتغير البنية التاريخية لتلك المناطق”.
رشيد تابع حديثه :”ما حدث بالتاريخ القريب من عمليات المقايضات، التي أدت إلى تجمع الفصائل الارتزاقية في مناطق إدلب، وسري كانيه وكري سبي/ وتل أبيض وصولا إلى حدودها مع منبج، وما لاحظناه في الآونة الأخيرة في محاولات الدولة التركية من تجديد علاقاتها مع النظام السوري، فحينما فشلت الدولة التركية في إحياء أمجادها العثمانية، وإعادة أمجادها في السلطنة، كان مخطط لها في أن تكون هي الفرصة من خلال ما سمي بالربيع العربي، وذلك عند فشلها، بأنها لم تستطع أن تستغل الفرصة، كما كانت تراها بين الأقطاب، التي حدثت آنفا في العالم، فاضطرت للتوجه نحو النظام السوري، نظرا لما يحدث في الداخل التركي من أزمات اقتصادية وحجب للحريات، فالداخل التركي عبارة عن بركان يمكن أن ينفجر في أي لحظة مستقبلية”.
