عاد الأمل والتفاؤل إلى المزارعين

 محمد سعيد_

ذلك بعد أن بشرت أمطار الخريف الأرض، والبشر، بهطول أولى هذه الزخات، والتي أدت انقلاب المناخ إلى مناخ شتوي، بارد نوعاً ما.

حيث سجلت نسباً متفاوتة لباكورة هذه الأمطار الخريفية في مدن إقليم الجزيرة المختلفة ـ وذلك في يوم السبت الماضي ـ حيث أشارت الأرصاد الجوية التابعة لحكومة دمشق إلى كمية الهطول في المدن والبلدات المختلفة في مناطق الجزيرة.

فحسب الأرصاد سجلت أقل كمية هطول في قامشلو، حيث بلغت خمسة ميليمترات، وأعلى كمية هطول سجلت في بلدة العريشة وبلغت 17،5 ميليمتر، ثم تلتها بلدة تل براك 14،5ميليمتر بريف الحسكة، بينما بلغت كمية الهطول في مدينة الحسكة عشرة ميليمترات، بينما سجلت في ديرك تسعة ميليمترات، وفي عامودا سبعة ميليمترات.

ويأتي هذا الهطول تزامناً مع قرار رفع سعر مادة المازوت الزراعي لهذا الموسم؛ ما سيلعب دوراُ كبيراً في عزوف العديد من أصحاب الزراعة المروية، عن تشغيل الآبار الزراعية والاعتماد عليها، وعوضاً عن ذلك التركيز على موضوع الزراعة بعلاً، وترك هذه الأرض مرهونة بسخاء السماء.

وهطول المطر بكميات كافية، وأوقات مناسبة، تصل بالمحصول إلى مرحلة النضج وجني الثمار، وهذا الأمر سيصبح كارثة على المزارعين والمواطنين والاقتصاد المحلي بشكل عام إذا ما ـ لا سمح الله ـ كانت هذه السنة أيضاً سنة جفاف وندرة للأمطار، ما سيؤدي ذلك إلى خسائر كبيرة للمزارعين، تصل بهم إلى ما تحت خط الفقر بكثير، وهذا سيؤدي إلى الجوع وانتشار الفوضى وهجرة الكثير منهم.

وهذا سينعكس سلباً على الناتج المحلي، وسيؤدي إلى مشاكل اقتصادية واجتماعية عديدة، وأيضاً إلى نقص كبير في المحاصيل الاستراتيجية (الغذائية)، وسيخلق الفوضى وظهور الكثير من الأمراض المجتمعية، التي تؤدي إلى عدم الاستقرار في المنطقة.

لذلك واجب على الإدارات وضع خطة للنهوض بالواقع الزراعي، ودعم المزارعين لإعادة تشغيل الآبار، والاستثمار بالزراعة المروية، وتحقيق إنتاج وفير قادر على سد حاجة السوق المحلية، أو بتعبير أدق سد حاجة المواطنين من هذه المحاصيل، وبشكل خاص محصول القمح، الذي يعدّ أهم محصول على وجه الإطلاق، لذلك يطلق عليه اسم المحصول الاستراتيجي.