سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

منهـجيّة التـواصل الـمعرفـيّ عـنـد الإنســان

عبد الله رحيل_

وُجد الإنسان على ظهر البسيطة، منذ أن قُدِّر للأرض أن تكون سكنا، وموطنا له، فكان يتشارك مع الموجودات، ومع المخلوقات الأخرى من نبات، وحيوانات مفترسة، يشاركها الوجود، ويصارعها عليه، فخلق مجتمعا مشاعا، يتنقل فيه وراء الكلأ والماء؛ طالبا الكهوف ملجأ له في حمايته من الكوارث، والافتراس، حتى وجد نفسه مضطرا للثبات، وللاستقرار فصار يبني الأكواخ، ويثقِّف الحجر رماحا، وأدوات صيد، ودفاع؛ كان لها التطور البدائي في صياغة حياته، إثر الاجتماع والتكوين للحياة المجتمعية، ولو على حد صغير بين الجهات التشاركية له؛ لتلك العلة في الخلق والتكوين، وتطوير واقعه؛ وجد نفسه مندمجا في تكوين المجتمعات البشرية القائمة على التفاعل مع الموجودات، والمشاركة، فكان لا بدَّ له من إيجاد سبل التواصل، والتفاعل، والتفاهم مع من حوله، وقد ارتأى إلى حفظ نتاجه الثقافي الفكري، والاجتماعي، وفيما بعد النتاج الثقافي، في تلك الحياة البدائية الكبيرة، والممتدة في عمق فضاء المجتمع، الذي يعيشه؛ فقد كان محتما عليه أن يخترع ويكتشف، نوعا ما، وسيلة التواصل بين الآخرين من أبناء جنسه؛ فلجأ إلى نوع من الكتابة التصويرية، وبناء على ما وثَّقه علماء الآثار، وما بيّنته الاكتشافات الأثرية، والرسومات والسويات المكتشفة، ظهرت أولى معرفة الإنسان بالكتابة  منذ سنة 5000 قبل الميلاد.
وقد كانت بلاد الرافدين أول حضارة أوجدت الكتابة التصويرية، وأول ما ابتدع الإنسان فيها الكتابة، فيؤرخ علماء الآثار والتاريخ إلى ظهور الكتابة المسمارية في بلاد الرافدين سنة 3600 قبل الميلاد، وهي كتابات بشكل مسامير كانت تنقش على جدران الكهوف والمغاور، وقد عرفها السومريون والأكاديون، وقد اُشتُهر هذا النوع من الكتابة منذ عام 300 ق. م، وفي عام 2400 ق. م، تم اعتماد الخط المسماري في الكتابة باللغة الآكادية، ومنها البابلية، واللآشورية وقد عرفت الشعوب المجاورة لبلاد الرافدين هذه الكتابة، ومن ذلك اللغة الفارسية القديمة، وقد فكَّ العلماء رموز الخط المسماري في القرن التاسع عشر، وتم بذلك التعرف على الحضارة والنقوش المستعملة، التي كانت هناك.
ومن بعد ذلك وضع حمورابي سنة 1728- 1696 ق.م شريعته، وقوانينه المدنية، والأحوال الشخصية، وقانون العقوبات، فهذا يدل دلالة واضحة على أن الكتابة كانت سائدة في تلك العصور التاريخية، حتى الملك الآشوري أشور بانيبال 668-626ق. م، قد جمع الكتب من أنحاء مختلفة من العالم، وخزَّنها، فجمع أول مكتبة بالعالم في نينوى بالعراق، ثم توالت أنواع عديدة من الكتابة، منها الهيروغليفية، وهي كلمة إغريقية تعني المقدّس، وقد استخدمها الفراعنة في بلاد النيل؛ للتعبير عن الرسومات والنقوش في المعابد، والمقابر، وتزيين التماثيل، لكن الأبجدية الأولى للإنسان منذ ظهوره، لم تظهر إلا في السواحل الشرقية لحوض البحر المتوسط سنة 1100 ق. م، وقد ابتكرها الفينيقيون، واستمدوها من الكتابة السومرية والمصرية القديمة، وجعلوا لها حروفا، وأصواتاً، ويمكن لنا الجزم، أنها البداية الأولى لعصر الكتابة، ولشكل الكتابة، وقد طوّروها، حتى أصبحت أبجدية للشعوب، التي تكتبها، وتعرفها، وقد أخذها الرومان بهد ردهٍ من الزمن، فطوّروها.
وقد دارت في الأزمان المتعددة خلافات، وآراء حول وجود الكتابة في المنطقة العربية من عدمها، فيما رأى أدباء ومفكرون قدماء، أن لا كتابة للعرب مطلقا، ومنهم عبد القادر البغدادي 1093هـ، وابن عبد ريه الأندلسي 328هـ، ومحمد بن سعيد الزهري 230هـ، وعمرو بن بحر الجاحظ 255هـ، والذي أنكر وجود، ومعرفة العرب للكتابة، وحذا حذوهم المستشرقون، الذين نفوا بدورهم الكتابة عند العرب، ومنهم مرجليون، وشارل جيمس، وجورجولين ليفي، وبلاشير، ورأيهم كله يدور، أن لا كتابة عند العرب.
لكن بالمقابل، قد أثبت عديد من الأدباء والمؤرخين العرب، وجود الكتابة والتدوين عندهم قديما، وعند الشعوب المجاورة لهم، مثل أحمد بن فارس 395هـ، والأصفهاني 356هـ، وياقوت الحموي 626هـ، وحجتهم في ذلك ما جاء بالأشعار الجاهلية القديمة، من ذكر للكتابة، والحروف، ومما ذُكر في القرآن الكريم مصطلح الكتابة ” أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ” و”رَسُولٌ مِّنَ ٱللَّهِ يَتْلُواْ صُحُفًا مُّطَهَّرَةً” ففي هاتين الآيتين ذكر القراءة، والدراسة الصريح، والذي يدل على معنى الكتابة والقراءة، والتلاوة في صحف مقروءة، ومكتوبة؛ فهذا يدل دلالة واضحة على أن الأقوام القديمة، عرفت الكتابة والقراءة؛ لإشارة القران الكريم للمصطلح، لكننا نميل إلى أن الكتابة كانت موجودة ومعروفة عند عموم العرب في الجاهلية الأولى، وممن شاركهم العيش في ذلك الزمان، مثل قول أبو النجم العجلي:
“أقبلت من عند زياد كالخرف
تخـط رجـلاي بخـط مــختلف
تُكتِّبانِ في الطَريقِ لامَ اْلِفْ”
 فهنا الشاعر لو لم يعرف شكل اللام والألف؛ لما أوردهما في شعره.
وفيما يخص تطور الكتابة، التي كانت موجودة، فقد أورد ابن منظور رواية، يربط بينها، وبين وجود الكتابة من خلال تشبيه عينيّ الناقة، بشكل تدويرة حرف الميم، في قول ذي الرمة:
“كأن عينيها منها وقد ضَمِرَتْ
وضمّها السير في بعض الأضا، ميمُ”
فقيل له: من أين عرفت الميم؟ قال والله ما أعرفها، إلا أني خرجت إلى البادية، فكتب رجل حرفا، فسألته عنه، فقال: هذا حرف الميم، فشبّهت به عين الناقة، فإن صحّت هذه الرواية، فهي تثبت أن البداة في الصحراء، يعرفون الكتابة والقراءة.
ولكن الدليل الدامغ لوجود الكتابة في العصور، التي خلت هو، كتابة القرآن الكريم بتفصيلاته، وبترتيبه، وبدقته، بلغة مقروءة، وُزّعت نسخه على الأمصار كلها، فقرؤوه، وحفظوه، وبذلك لو لم يكونوا يعلمون الكتابة والقراءة، فكيف لهم من كتابة القرآن الكريم وقراءته؟
ثم بعد ذلك ظهرت اللغة المروية، ووجدت في وادي النيل، وهي اختراع من الهيروغليفية، وتتكون من ثلاثة وعشرين حرفا، وهي تنتمي إلى اللغة الحامية، التي كان المصريون القدماء، يستعملونها في أوراق البردي، أو الأوشتراط، وهي عبارة عن قطع فخار، يدوّنون عليها أسماء المغنيين من أثينا الإغريقية، كما دلت المكتشفات الأثرية.
ثم بعد ذلك أخذ التدوين والكتابة شكلهما الحضاري، بمرور العصور المختلفة حتى عام 200 م، عندما اخترع الصينيون حروف الكتابة البارزة، بحفرها على قوالب خشبية، ومن ذلك كتاب البوذي المقدس، طبع عام 973 م في 130ألف صفحة بالقوالب الخشبية.
أما في المنطقة الصحراوية، وفي المناطق، التي انتشرت فيها القبائل العربية، والشعوب الأخرى من الجزيرة العربية، وما شابهها فقد كانت الكتابة معروفة عندهم بشكل متفاوت، وبمناطق متفرقة منها، فعرب ما قبل الإسلام أوجدوا الخط الحميري، والتمودي القديم، حتى حدا بهيروتس أبو التاريخ: “أن العرب هم الذين علموا الكتابة للإغريق”، ومما تجدر الإشارة هنا، أن الكتابة عرفت نوعين من موجوداتها، وهما التقييد، والتدوين، فعُرف التقييد على أنه كتابة ضيقة، لنفر قليل من البشر، وهو مجرد كتابة بعض العهود، أو المواثيق، التي كانت تدور بينهم، لكن يكمن التدوين في الكتابة الواسعة، التي تشمل مناحي الحياة كلها، من تأليف، وتبويب، وجمع، وتدوين وهم على عهد قريب من الجاهلية، ورغم بعض تدوينات الحديث الشريف، وفيما صح عن كتابة المعلقات الجاهلية، وتعليقها على جدار الكعبة، ومما جاء في المفضليات، والأصمعيات، ذلك كله يبدو دليلا عميقا عقليا على وجود الكتابة والتدوين، لكنه ربما يكون على نطاق ضيق.
فيما رفض الدكتور شوقي ضيف انتشار الكتابة في العصر الجاهلي، ومما سبقه من عصور، لكنه أثبت أن تكون الكتابة على نطاق ضيق “في قطع تُكتب على رُحَل، أو على حجر، أو على جلود لأبناء القبيلة، أو بعض أفرادها” ولكن وإن كانت قليلة، هذا يحكم على وجود الكتابة رغم قلتها، ورفضه لها، وقد كان هذا النموذج من الكتابات سارياً حتى عصر بني أمية، حتى سار التدوين زاحفا بين متون الأسفار المتعددة، وعلى يد كتاب مثل زياد بن أبيه في المثالب، وتدوين عروة بن الزبير غزوات النبي صلى الله عليه وسلم، وفي هذا المجال، يسعنا أن نورد ما جاء عن الراوية حماد، أن الوليد بن يزيد أرسل في طلبه، فقال في نفسه،” لا يسألني إلا عن طرفيه، قريش، وثقيف، فنظرت في كتاب قريش وثقيف” نقف هنا عند كلمة ” في كتاب قريش وثقيف” أي أن هناك كتابا مؤلفا في أخبار قريش، أو أخبار قبيلة ثقيف؛ كي يقرأ منهما، ويعرف حال سؤاله عنهما؛ ما يدل دلالة واضحة أن تأليف الكتب معروفا عند العارفين للقراءة والكتابة، لكن ابن سلام الجمحي في كتابه طبقات فحول الشعراء، ضعّف رواية تداول الشعر بالكتابة، من كتاب إلى آخر، بقوله:” ليس لأحد أن يقبل من صَحيفة، ولا يروي عن صُحُفي”.
ولا غرو، وفي معرض حديثنا عن تطويع الإنسان لعناصر الطبيعة لحاجاته الحياتية المختلفة، فقد غدت للكتابة أهمية كبرى في حياة الإنسان العصري، منذ بدأته، وحتى بلوغ أوج الفضاء، واكتشافه، حيث تعدَّت مخزنه الثقافي، والعلمي، والاجتماعي، لكنها صارت وسيلة تواصل، لا يمكن الاستغناء عنها، حتى أخذت شكلا آخر في عصرنا الحالي بالكتابة الإلكترونية، وفق برامج ورموز وأرقام دالة على تطور الإنسان المعرفي، بفضل سعيه الحثيث دائما نحو التطور.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle