أكاديمية الشهيد بشير للتكنولوجيا… حلم يتحقق لأطفال الشهداء

قامشلو/ دعاء يوسف-

وسط فرحة الأطفال بتعلمهم ما يحبّون، وأهداف سامية وضِعت لتطوير إمكانيات أطفال الشهداء من الناحية التكنولوجية وبناء مجتمع مُتعلم، افتتحت أكاديمية الشهيد بشير للتكنولوجيا أبوابها لأطفال الشهداء لتكون الأولى من نوعها في تعليم الأطفال فيما يتعلق بالحاسوب والتكنولوجيا.

افتتحت الأكاديمية الأولى للتكنولوجيا أبوابها لأطفال الشهداء، لتحتضن أحلامهم وتكون يد العون لهم نحو بناء مستقبل مشرق، وذلك في 25/9/2022 في شارع الوحدة وسط مدينة قامشلو من قبل مجلس عوائل الشهداء في إقليم الجزيرة بالتعاون مع هيئة التربية والتعليم في إقليم الجزيرة.

هدف الأكاديمية

لمعرفة المزيد عن أهداف الأكاديمية ونظام عملها التقت صحيفتنا روناهي بالإدارية في أكاديمية الشهيد بشير للتكنولوجيا سلمى علي، والتي بدأت حديثها عن أهمية هذه الأكاديمية بالنسبة للأطفال والمجتمع قائلةً: “لتطوير أطفالنا وبناء مجتمع مثقف من الناحية التكنولوجية لأن مدارس التكنولوجيا قليلة أو نادرة في المنطقة وبهذه الخطوة نكون على أول الطريق في مواكبة الدول المتقدمة فبناء مستقبلنا يبدأ بأطفالنا”.

وعن سبب اختيار أطفال الشهداء لاستقبالهم فقط في الأكاديمية قالت سلمى: “هم أكثر من ذاق آلام الفراق وويلات الحروب، ومن حقهم أن يأخذوا هذه الفرصة فهم أولاد من أعطوا أرواحهم للوطن”.

أشارت سلمى أنهم بعد الإعلان عن افتتاح الأكاديمية تقدمت الكثير من العوائل لضم أولادهم إليها، ولكن كون مساحة الأكاديمية وسعة استقبالها للطلاب صغيرة، استقبلت 32 طفل حيث ضمت الأكاديمية ثلاثة صفوف فقط.

التدريس في الأكاديمية

بينت سلمى أن نظام التدريس قائم على مدار سنتين: “في كل سنتين سوف نُخرّج دفعة من الطلاب، وتحتوي كل سنة على ثلاثة فصول”.

وعن المواد التي تُدرّس في الأكاديمية فهي أربع مواد للحاسوب والتي هي “برمجة- تصميم ومونتاج- إلكترون- حاسوب”، وخمس مواد نظرية “رياضيات- عربي- كردي- إنكليزي- فيزياء وكيمياء”.

تطرقت سلمى أن هذه الدروس تعطى من الأحد إلى الخميس على مدار خمسة حصص يومياً وفقاً لبرنامج الأكاديمية، وزادت: “لقد ضمت الأكاديمية كادر مختص حامل للشهادات الجامعية في المجالات التي تدرّسها الأكاديمية”، كما اطلعتنا سلمى على الأعمار التي استقبلتها الأكاديمية وهي من 12 إلى 16 سنة.

وبعد تخرج الأطفال كما نوهت سلمى سيصبحون في عمر الـ 18 سنة وهو السن المقبول للانخراط في مجالات العمل ضمن الإدارة الذاتية.

واختتمت الإدارية في أكاديمية الشهيد بشير للتكنولوجيا حديثها: “نتمنى أن نؤدي الهدف الذي نسعى إليه من هذه الأكاديمية، ونأمل أن نُخرِّج أطفال يصلون للمستوى الذي نريده، فالكثير كان حلمهم هذا المجال، كون الأطفال أصبحوا يندفعون إلى موجة التكنولوجيا التي يشهدها العالم”.

أحلامنا تُبنى

والتقت صحيفتنا بالطالب آزاد أحمد محمد ذي 12 سنة والذي أبدى سعادة بالغة في التحدث عن الأكاديمية والدروس التي يأخذها: “مجال الحاسوب من المجالات التي كنت أريد التعمّق بها وتعلمها، واليوم من خلال هذه الأكاديمية أجد أنني أسير نحو ما أسعى إليه”.

وعن نظام التدريس والحصص التي تعطى ضمن الأكاديمية قال آزاد: “بما أننا ندرس أمور نحبها ونحلم بتعلمها لا نشعر بالملل وخاصةً في الدروس المتعلقة في الحاسوب”.

وتمنى آزاد في ختام حديثه أن يأخذ هذه الفرصة جميع الأطفال الذين يحلمون بتعلم التكنولوجيا: “أريد أن يشعر بالسعادة كل طفل حلم يوماً أن يكون مصمم أو مبرمجاً أو غيرها من اختصاصات الحاسوب الجميلة، هذه الأكاديمية تبني حلمي، ولنكن من تحقق أحلام جميع الأطفال في التعلم”.

وفي الصدد ذاته، بينت جيهان كادوس ذات الـ 12 عاماً أن أحلامها اليوم تبنى على أرض الواقع: “بفضل هذه الأكاديمية أجد نفسي اليوم أخطو في أول الطريق نحو تعلم ما أحب”.

وقد أبدت جيهان حبها للإلكترون: “لقد انضممت للأكاديمية لأني عشقت كل ما يتعلق في الحاسوب وأريد أن أختص في مجال الإلكترون”.

واختتمت جيهان حديثها: “أشعر بالسعادة عندما أرى أطفال كثيرين يشاركوني حلمي، فأنا أريد أن أكون فرداً  مفيداً لوطني”.