تكرار سيناريو استهداف المرأة يفضح سياسة مرتكب الجريمة

روناهي/ قامشلو ـ يكرر المحتل التركي استهداف إرادة المرأة الحرة في شمال وشرق سوريا، عبر الطائرات المسيرة، فتذهب قياديات وأمهات أبطال ضحية تلك المسيرات، فكانت الشهيدة زينب محمد بالرئاسة المشتركة لمكتب العدالة والإصلاح في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، شهيدة شهر أيلول باستهداف الدولة التركية لها.

منذ بزوغ شمس الحرية على شمال وشرق سوريا، بفضل ثورة روج آفا، التي تُعرف أيضاً بثورة “المرأة” والاحتلال التركي يستهدف قوة المرأة لكسرها، فمنذ أن بدأت المرأة في هذه المناطق تعرف حقوقها، وحقيقتها، وصلابة إرادتها وأصبحت الرائدة في مجالات الحياة كلها، أدرك المحتل التركي مدى تأثير المرأة الحرة على المجتمع، ليخطط بعقله الإجرامي باستهداف هذه القوة الجبارة عن طريق المسيرات، وعلى وجه الخصوص المرأة القيادية في قوات حماية المرأة، تلك المرأة التي وصل صيت قوة كتفها لحمل السلاح إلى كل أصقاع العالم، ففي تاريخ 22 تموز المنصرم هاجمت مسيرة تابعة للدولة التركية المحتلة سيارة على طريق قامشلو، فأدى الهجوم إلى استشهاد إحدى قيادات في قوات سوريا الديمقراطية، وقائدة وحدات مكافحة الإرهاب (YAT) “جيان تولهلدان”، والقياديّة “روج خابور”، والمقاتلة في وحدات مكافحة الإرهاب “بارين بوطان”، عندما كنَّ يؤدينَ واجبهنَّ باقتدار.

مشهد الاستهداف لم يتوقف

مشهد الاستهداف لم يتوقف هنا بل استمر، فاستهداف المركز التعليمي في الحسكة، الذي كان تحت رعاية الأمم المتحدة بتاريخ 19 آب أسفر عن استشهاد خمسة فتيات إلى جانب إصابة 10 منهنَّ، ولا ننسى مجزرة حلنج بكوباني التي استشهدت فيها أيضاً ثلاث نساء، عضوتا منسقية مؤتمر ستار في إقليم الفرات، “هبون ملا خليل ـ وزهرة بركل ـ والأم أمينة ويسي”، باستهداف طائرة مسيّرة تابعة لدولة الاحتلال التركي، ويقع منزل الأم أمينة ويسي في قرية حلنج التابعة لمدينة كوباني.

اليوم المشهد ذاته يتكرر، دون أن يحرك المجتمع الدولي ساكناً ففي تاريخ 27/9/2022 استهدف الطيران التركي المسير الرئاسة المشتركة لمكتب العدالة والإصلاح في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، زينب محمد، والتي ناضلت أيضاً عضوة في مجلس المرأة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD، بالقرب من بلدة كركي لكي.

وفي هذا الصدد، أصدرت “منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة” في قامشلو يوم 28/9/2022 بياناً أدانت فيه تركيا على ارتكابها لجرائم متعددة منذ اندلاع الأزمة السورية، وجاء في البيان: “تستهدف تركيا النساء اللواتي سطرن أروع وأعظم الملاحم في التاريخ، وحققن الأمن والاستقرار في المنطقة، ما يقوم به المحتل التركي يرتقي لمستوى جرائم ضد الإنسانية”.

وناشد البيان منظمات حقوق الإنسان، التي ترى ما يحدث في المنطقة من انتهاكات بحق الإنسانية دون أن تفعل ما يجب أن تفعله: “استهداف الرئاسة المشتركة لمكتب العدالة والإصلاح في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، زينب محمد ـ يلماز شرو، على طريق كركي لكي أثناء جولة عمل للمراكز تحت أنظار، ومسمع التحالف جريمة، ونحن منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة، ونساء بشكل عام في المؤسسات والمنظمات، ندين ونستنكر بشدة هذه الجريمة، ونتعهد أننا سنستمر بالنضال، ولن نلتزم الصمت حيال الهجمات الوحشية، كما نطالب المنظمات الدولية والجهات الحقوقية بالتمعن بأفعال تركيا، وأننا نحمل مسؤولية هذه الهجمات الدول الضامنة، وعلى رأسها روسيا، ودول التحالف كونهم الراعين لحماية شمال وشرق سوريا من الهجمات، والتعديات ضمن اتفاقية وقف أطلاق النار، ونطالب بمحاسبة تركيا وفرض الحظر الجوي في المنطقة”.

إدانة للمسؤولين عن الجرائم

كما وأدان المجلس التنفيذي لإقليم الجزيرة استهداف مسيّرة للاحتلال التركي، الرئاسة المشتركة لمكتب شؤون العدل والإصلاح زينب محمد، ويلماز شرو أثناء تفقدهما مراكز الإصلاح والتأهيل، الذي يحوي الآلاف من مرتزقة داعش، وأكد بيان المجلس، أن هذا الاستهداف تقويض للجهود الرامية لإنهاء خطر داعش، وخاصة فما يحدث في السجون.

وأوضح المجلس من خلال البيان، الذي أصدره أمام مقر المجلس التنفيذي في ناحية عامودا، التابعة لمقاطعة قامشلو: “إن استهداف إداريينا في مكتب شؤون العدل والإصلاح، بالتزامن مع حملات قواتنا الأمنية والعسكرية، وبالتعاون والتنسيق مع قوات التحالف للقضاء على خلايا داعش الإرهابية، التي يدعمها الاحتلال التركي، بعد فشل محاولاتها الاستيلاء على سجن الصناعة بالحسكة، ومحاولاتها في مخيم الهول لإعلان خلافتهم المنشودة، وما تلك المحاولات إلا ضرب استقرار وأمن المنطقة، وتقويض الجهود كافة، الرامية لإنهاء خطر داعش، وخاصة ضمن السجون، التي تأوي الآلاف من عناصر داعش.

وحمل المجلس المجتمع الدولي، وغيره من الأطراف المنادية بالإنسانية، والتي تدعي، أنها ضامنة الأمن في المنطقة: “إننا في المجلس التنفيذي لإقليم الجزيرة، ندين، ونستنكر هذه الأعمال الإرهابية للاحتلال التركي، والتي تعدّ جرائم حرب ضد الإنسانية، ونحمّل المجتمع الدولي والتحالف، وروسيا مسؤولية المجازر، والقتل والدمار، اللذين تمارسهما تركيا المحتلة، من خلال صمتهم، وعدم اتخاذهم مواقف تكون رادعة لتركيا، عبر ممارساتها وعدوانها على مناطقنا بشكل مستمر، ودعمها للإرهاب، كما نناشدهم باتخاذ مواقف واضحة رادعة لهجمات الاحتلال التركي”.