نجم عن الحرب الدائرة في اليمن منذ اندلاعها في العام 2015 آثار كارثية على قطاع التعليم، حيث دفع الطلبة في اليمن فاتورة باهظة، فمنهم من تسرب من التعليم، وآخرون يتلقون تعليمهم في ظروف غير مهيأة، أو في مبانٍ مدمرة، وتحت أزيز الرصاص.
تعليم على الرصيف
وجد طلبة مدرسة صلاح الدين في مدينة تعز، الواقعة جنوب غربي اليمن أنفسهم وسط الشارع، بعد أن تم إخراجهم بالقوة من المبنى البديل لمدرستهم، الواقعة على خطوط النار في الجهة الشرقية للمدينة بتاريخ 11 أيلول الجاري، ومنذ ذلك التاريخ لا يزالون يتلقون تعليمهم في الشارع، وسط ضجيج السيارات والمارة دون أي تدخل من الجهات المعنية، أو مكتب التربية لإيجاد حل، ومكان بديل وآمن لهم.
تدرس ابنة إلهام الصلاحي، البالغة من العمر ثماني سنوات في المبنى البديل لمدرسة صلاح الدين، وتفاجأت عندما أخبرتها ابنتها أنهم تلقوا حصصهم المدرسية في الشارع، الواقع بجانب المدرسة، تقول عن ذلك، “فوجئت بعودة ابنتي من المدرسة مبكراً؛ لتخبرني أنهم نظموا الطابور الصباحي، وبعض الدروس في الشارع، ثم أخبرتهم مدرستهم بالانصراف إلى منازلهم”.
وأضافت “في اليوم التالي ذهبت مع ابنتي، ورأيت وضع الطلاب، كان مؤلماً جداً، وهم في الشارع يأدون تحية العلم، ويحضرون الحصة الأولى، والثانية ثم ينصرفون، كان منظراً قاسياً في ظل تخاذل الجهات، وكأن أمر الطلبة، لا يعنيهم”.
تضطر إلهام الصلاحي للذهاب مع ابنتها، والانتظار حتى تكمل الحصتين المقررتين في الشارع، وتعود بها إلى المنزل خوفاً من أن يصيبها مكروه.
طرد الطلاب
معلمة مادة الاجتماعيات في المدرسة، إقبال عبده سعيد، تقول: “دمرت الحرب المدارس، وتم تحويل معظم المدارس إلى مبانٍ بديلة، كما نحن الآن في مبنى بديل منذ خمس سنوات، لكن تم طردنا قبل أيام بحجة إخلاء المبنى لمالك العمارة، والتي كانت عبارة عن فندق قبل الحرب”.
وأوضحت “تم إخراجنا بالقوة دون تنسيق مسبق معنا، أو توفير مبنى بديل، وناشدنا المسؤولين في المحافظة، لكن لم يستجب لنا أحد”.