سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

بارين كوباني …”الحاضرة في دمائنا”

بقلم: محمد الأمين/ موريتانيا


بينما كانت هداية تسخن الماء في المطبخ، وتجهز عدة الشاي، إذ بالصغيرة، بريتان، تدخل عليها مبتسمة، وهي تسأل بفضول كعادتها:

 – لماذا تسخنين الماء يا أمي؟

 – لدينا ضيف اليوم، وقد يأتي في أي لحظة الآن …
ثم أضافت، وهي تطفئ النار: وبالمناسبة ستعرفين منه كل شيء عن الصورة البارحة.

وقبل أن تجيب بريتان الصغيرة، سمعت صوت أحدهم يدق الباب، فقالت لها هداية: اذهبي، وافتحي الباب، لا بد أنه هو، وأنا دقائق، وأكون معكم.

طارت بريتان إلى الباب، وما إن فتحت الباب حتى صرخت بفرح:

 – خالتي زيلان!!
أغلقت زيلان الباب وراءها، وانحنت على بريتان تضمها بشدة، ثم قالت لها، وهي تمسك بخديها المكتنزتين:

– ماذا يفعلون بك، كل يوم تزدادين جمالا، أيتها الساحرة الصغيرة!

قالت بريتان وهي تضحك:

 – هداية تمنعني من الخروج إلى الشارع بمفردي
فتُقبِلها زيلان، وهي تقول:

 – ذلك لأنك أجمل كعكة في العالم، والشارع مليء بالذباب البشريّ، وكراهية كل ما هو جميل!

حين أنهت هداية إعداد الشاي – وكانت حريصة على المقادير التي تحب زيلان – حملته، وخرجت من المطبخ، فوجدتهما في الردهة، زيلان تحكي قصة على ما يبدو، وبريتان تصغي، تضحك، وتتناول من علبة الشوكولا التي أحضرتها خالتها.

قالت هداية، وهي تضع الصينية على الطاولة:
– لا تطعميها الشوكولا، هذه المدمنة لا تشبع منها!
ضحكت زيلان على كلمة مدمنة الشوكولا، وقالت بفخر:
– من شابه خالته فما ظلم!
ضحكن، وصبّتْ هداية لأختها الشاي، فتناولته منها، وأخذت رشفة ..رشفتين ..ثلاثة… ثم ترمقها بنظرة مبهمة، ثم تهمس لها:
– لا زلتِ الوحيدة يا هداية التي تعرفين كيف أحب الشاي!
فترد هداية في زهو:
أتظنين أن غيابك الطويل عنا، سينسيني!
يضحكن…وتقاطعهن بريتان:
– أمي، هل خالتي زيلان، هي من كنت تقصدين بأنه سيحدثني عن الشخص في الصورة؟
– نعم، اذهبي، واحضري الصورة.

طارت الصغيرة بريتان، وعادت تركض، وهي تحمل صورة في إطار مزخرف أعطتها لخالتها.

أمسكت زيلان بالصورة، وشردت، وهي تنظر في عينيها، حتى نسيت أنهم معها!

كانت الصورة لمقاتلة كردية تبتسم بسعادة، ولطف شديدين، تقف وسط المارة، ترتدي زيا عسكريا تعتليه ثلاثة حروف: Y.P.J.

ويقطع الصمت سؤال بريتان:

 – أتعرفينها يا خالتي؟

 تجيب زيلان دون أن ترفع نظرها عن الصورة
– لم أعرف شخصا في حياتي، تأثرت، وتعلقت به بقدرها!

هذه يا صغيرتي هي فخرُ نساء الكرد، أينما كانوا، وأحد أقوى دعائم القضية …إنها الشهيدة بارين كوباني!

تدعى أمينة عمر، وتعرف بـ بارين كوباني…ولدت في عام 1988 في قعر كلبين بـ حلب، وتربَّت في كنف أسرة وطنية بين خمس شقيقات، وثلاثة أشقاء، وفي عام 2013 اضطرت أسرة بارين للنزوح إلى عفرين، بعد أن تعرضت قريتهم لهجوم من قبل تنظيم الدولة الإسلامية: دا..ع..ش.

وفي عفرين تعرفت بارين على بعض النساء الإيزيديات، اللائي استطعن الهروب من قبضة تنظيم الدولة، وحين حكين لها ما فعل دا..ع..ش في سنجار، وعن المجزرة التي راح ضحيتها 5000 شخص من رجالهم، ثم أخذوا نساءهم، وفتياتهم، جواري، باعوهنّ في أسواق الموصل، والرقة، والمناطق الأخرى، التي كان يسيطر عليها دا..ع..ش، قررت بارين حينها أن تنضم لوحدات حماية المرأة: Y.P.J..

انضمت بارين إلى وحدات حماية المرأة في عام 2014، وهي وحدات مسلحة تماما مثل وحدات حماية الشعب، إلا أن الأولى خاصة بالنساء والأخيرة للرجال، وفي العام نفسه، هاجمهم تنظيم الدولة، بشكل مفاجئ، وحشد كل قواته، فحاصرهم، وقطع عنهم الإمدادات!

وراح يتقدم … ويدمر، ويقتل كل ما في طريقه، من أجل الاستيلاء على كوباني.

ولكن المفاجأة، التي جعلت العالم بأسره يقف مبهورا، مشدوها، فاغرا فاه، هو أن كوباني، تلك المدينة الكردية الصغيرة، وقفت في وجه تنظيم الدولة دا..ع..ش الذي أرهق العراق، ومزق سوريا، وأرهب العالم!

ورغم الحصار الشديد، وقطعهم الامدادات عنها، استمرت كوباني في القتال مكبدة العدو خسائر فادحة، حتى حسب دا..ع..ش أنه يقاتل دولة، وليس مدينة واحدة!
استبسال وحدات حماية المرأة والشعب في القتال ضد التنظيم، رغم قلة العدد والعدة في مواجهة أعداد العدو الغفيرة المتزايدة المحملة بآخر أنواع السلاح، لمدة 134 يوما، جعل التحالف الدولي يرسل بعض الطائرات للمساعدة في القتال، ما جعلها نهاية دا..ع..ش حتى الجذور !.

كانت بارين، التي شاركت في الحرب بشراسة، وكأنها تنتقم للحرائر، اللائي تم بيعهن بثمن دون الماشية حتى، والخمسة آلاف، التي قُتِلت ظلما وعدوانا في سنجار، تقول: صدقوني إن الدين والإنسانية بريئان من هؤلاء براءة الذئب من دم يوسف!

عرفت كل هذا – بعد انضمامي لوحدات حماية المرأة 2017 – من رفاقها والقليل منها، فهي نادرا ما كانت تتكلم عن نفسها. كانت نشيطة .. مرحة .. وحماسية في كلامها وأفعالها ..تأثرت بها وكانت، وما تزال قدوتي..

قالت لي ذات يوم في إحدى اللحظات النادرة، التي تتكلم عن نفسها: لم أكن أعرف شيئاً عن عالم السياسة، أو النضال العسكري، قبل انضمامي إلى وحدات حماية المرأة، لكنني أدركت لاحقاً، أن حريتي تبدأ بدفاعي جنباً إلى جنب مع أبناء بلدي عن أرضي وشعبي، ومفاهيم الحرية الديمقراطية، التي نسعى إلى تحقيقها في سوريا…

لقد كانت الكوديلو الإسبانية، والدوتشي الإطالية، والفوهرر الألمانية، وبارين كوباني الكردية! … وجاءت لحظة رحيل هذه النعمة عنا!
بعد عام من انضمامي إلى Y.P.J، أي سنة 2018، كان الرئيس التُّركيّ أردوغان، قد طفح كيله، واكتفى من اللعب في الخفاء بعد هزيمة دا..ع..ش!

لذا أخذ عصابة أخرى، أطلقوا على أنفسهم: الجيش السوري الحر، ودربهم في الأراضي التركية، وأعطاهم أحدث أنواع الأسلحة، ولكنه هذه المرة لم يتركهم وحدهم، كما فعل مع دا..ع..ش، بل أرسل معهم الجيش التركي، في معركة حشد فيها الطائرات الحربية، والدبابات، والمدرعات ضد إقليم واحد، أهله لا طائرات حربية لهم، ولا دبابة !
وحصل هذا الغزو لشمال سوريا أمام العالم أجمع، وبمباركة روسيا التي انسحب جنودها قبل الغزو بقليل والولايات المتحدة الأمريكية، التي انسحبت، ودمرت قاعدتها هناك!

بدأ الغزو بـ 70 طائرة حربية فوقنا، في مشهد كأنه غيمة سوداء تلتهم سماء المدينة …انطلقت وحدات حماية الشعب: Y.P.G، ووحدات حماية المرأة: Y.P.J، أخذنا مواقعنا …الطائرات التركية تقصف… دم المدنيين يسيل…الدبابات تدمر… أرواح الأبرياء تصعد …الجيش التركي، والجيش السوري الحر، يرتكبان أبشع الفظائع في تقدمهم من كل قرية إلى قرية …ومجازر لا تنتهي!

كنت من ضمن فرقة بارين في ناحية بلبلة التابعة لعفرين، وقد اشتبكنا مع قوات الجيش الحر هناك …وبعد مدة كانت نتائجها خسائر بشرية من كلا الطرفين، جاءنا الأمر بالانسحاب من هناك لإعادة التنظيم، لكن الانسحاب الكلي حينها لم يكن ممكنا، إذ يجب أن يبقى من يغطي البقية؛ ليتمكنوا من الانسحاب، قالت بارين أنا وآرين ونوجين سنغطيكم، وصاحت بالبقية سمعتم الأوامر، ماذا تنتظرون!

 قلت لها أنا سأنضم إليكم للتغطية على الرفاق، قالت، وهي أول مرة أراها غاضبة: قلت انسحبوا…هذا أمر يا زيلان!!

لم أفه بكلمة…انسحبت مع الرفاق، وبعد دقائق من انسحابنا، توقف صوت إطلاق النار، فبكى الجميع!!

بعد استشهاد بارين، وإثر المقاومة الشرسة، التي لاقوها من ثلاثة أشخاص فقط، لم يتملكوا أنفسهم …سحبوا جثة الشهيدة بارين، وشوهوها وقطعوا أطرافها، وأخذ أحدهم فيديو، وهو يضع قدمه على صدرها، بعد أن جردوها من ثيابها! … ونشر الفيديو على مواقع التواصل، ليراه العالم، الذي بلا ضمير، وليثبتوا مقولة بارين: إن الدين والإنسانية بريئان من هؤلاء، براءة الذئب من دم يوسف!!

هنا شعرت زيلان بـ يدٍ صغيرة تمسح دمعة تدحرجت على خدها …فضمت بريتان الصغيرة إلى صدرها، وهي تقول: لقد غابت بارين، لكن ما لا يعرفونه أن الغياب شكل من أشكال الحضور، فبارين ليست غائبة، بقدر ما هي حاضرة في أذهاننا …قلوبنا… ودمائنا!!

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle