أنامل شابة عفرينية تتحدى المصاعب والمستحيل في مخيم سردم

الشهباء/ فريدة عمر ـ

من يمتلك الإصرار لا يعرف المستحيل والاستسلام، هذا قالته لنا الشابة فيان عثمان التي تُصِرُّ على تعلّم الرسم رغم قلة إمكانياتها وظروفها الصعبة في مخيمات التهجير.

ما يراه المرء ضمن مخيمات مهجري عفرين رغم كل الآلام والصعوبات يصعب عليه ذكره في بضع كلمات، إن بريق الأمل والإصرار يشع من كل خيمة، إنَه شعب لا يعرف الاستسلام طريقه إليه.

 في هذه المرة لفت انتباهنا الشابة فيان عثمان، المهجرة من مدينة عفرين وتقطن مع أهلها في مخيم سردم في مقاطعة الشهباء، حيث تهوى الرسم والأعمال اليدوية.

خلال زيارتنا لفيان عثمان، ضمن الخيمة الصغيرة التي تقطن فيها مع أسرتها، حدثتنا فيان: “أحب الرسم منذ الصغر، فحينما كنا في عفرين كان كل شيء حولنا يوحي للجمال، الطبيعة والجبال، الأشجار، كنت أرسم في البداية الزهور والعصافير كنت أرى في طبيعة مدينتي عشقاً وجمالاً لا يوصف”.

وتابعت فيان: “حين تهجّرنا من عفرين إبّان احتلالها من قبل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، سكنّا ضمن هذه المخيمات، تلك المخيمات التي شهدت على الليالي التي أمضيناها في حسرة وشوق لمدينتنا وديارنا، أظن أنها هي أيضاً عشقت تلك المدينة /عفرين/ من كثرة حديثنا عنها”.

تتحدى العوائق

واستكملت فيان: “حبي للرسم لم يتوقف، في كل مرة كنت أشرد بها في خيالي في زاوية خيمتنا، يخطر في بالي شيء ما، فسرعان ماكنت أمسك ورقة وقلم لأرسم، كنت أخشى أن أنساها”.

وأضافت أن الصعوبات والظروف المعيشية لم تسمح لها بتوفير كل المستلزمات التي تريد بها تطوير موهبتها وحبها للرسم، كان يصعب عليها شراء أقلام التلوين التي تساعدها في الرسم، اختارت بدلاً عنها الأشياء المتوفرة لديها كأن تستعمل بعض من الحبوب كالعدس والأرز في تزيين رسوماتها: “إضافة إلى هذا أحب أن أصنع أشياء ورقية ملونة وأشغال يدوية للزينة”.

وأكدت فيان أن من يريد شيئاً يفعله رغم كل الصعوبات بالإرادة القوية، فمن يمتلك الإصرار لا يعرف المستحيل والاستسلام وأشادت: “صحيح أن ظروفي صعبة ولم تسمح لي بشراء أدوات تساعدني بالرسم إلا أنني سأواصل”.

فيما قالت فيان في ختام حديثها إنه يوجد الكثيرون مثلها بحاجة إلى دعم قدراتهم، فهي تطمح أن تصبح رسامة وستحقق حلمها يوماً ما لأن إصرارها أقوى وستتغلب على كل الظروف.

يسكن في مخيمات النزوح الألف من مهجري عفرين، ولكل منهم رواية كافية لأن تسرد في كتب تحاكي مقاومتهم وإصرارهم على العودة.