حكيم سفكان…من يعش تحت سماء الوطن أصدق في أدبه وفنه وقوله

حاوره/ عبدالرحمن محمد –

حكيم سفكان اسم كثيراً ما مرّ على أسماعنا، وصوت جهوريّ ثوري طالما أحببناه وحرك فينا مشاعر الحب والغضب، وكلمات شعر رقيقة ثائرة، وإطلالة واثقة على شاشات التلفزة الكرديّة.
ابن قامشلو وعضو فرقة بوطان بين عامي 1987 –1990م. انتقل إلى أوروبا لينضم إلى «فرقة برخودان» ويساهم في بروزها على ساحة الفن الكردي في أوربا، ساهم في افتتاح مركز الثقافة الكردية في روسيا وتأسيس وافتتاح تلفزيون (مَد تي في MED-TV) وغيره من القنوات التلفزيونية الفضائية الكردية، وكتب عشرات المقالات في الصحف والمجلات الكردية التي صدرت في الخارج والداخل، وكذلك عمل معداً ومقدماً ومسؤولاً للعديد من البرامج التلفزيونية والفعاليات الفنية والثقافية والحفلات الفنية في عدة مدن وبلدان أوربية. كان لنا معه هذا الحوار القصير.

ـ كمقيم في أوروبا منذ سنوات ما الدور الذي لعبه الفن والموسيقا في أوربا بالنسبة للقضية الكردية؟
نظراً للقمع والمنع الذي كان يطال كل ما له صله بالكردايتية والقومية، والسياسية الشوفينية التي كانت متبعة ومازالت من قبل الأنظمة المستبدة في كل أجزاء كردستان، هاجر العديد من الفنانين والمثقفين والمطربين إلى الخارج، وأولئك وجدوا متنفساً وفرصة لإيصال صوتهم وفنهم وثقافتهم للعالم، وكانت الموسيقا والأغنية إلى جانب الأدب من أقوى الأساليب التي ناضل بها الكرد وبخاصة في أوربا، وفيما يخص استبداد الشوفينية التركية بحق الكرد، كما كانت دول الَمهجر ساحات لإظهار المواهب الفنية والموسيقية والثقافية الرائدة. التي لعبت ومازالت تلعب دوراً ريادياً.

ـ لو تحدثنا عن أعمالك الخاصة وما أنجزت منها حتى الآن؟
لي مجموعتان شعريتان وثلاثة البومات غنائية، ولأنني أقيم في أوروبا وهناك العديد من الفنانين والموسيقيين، ولذلك اهتممت أكثر بالشعر الغنائي الملتزم وتعاونت مع الكثيرين من الفنانين الموجودين، ولي كتابان في ذلك لم أنشرهما حتى الآن، وكل ذلك أعتبره أرشيفا لأعمالي وثمرة لعمل عشرات السنين.

ـ عملت لفترة ضمن فرقة برخودان كيف تقيم دور الفرقة وأين أصبحت الآن؟
كانت فرقة برخودان من أولى وأبرز الفرق الفنية الثورية التي تأسست في أوروبا وعملتُ فيها، بل إنها كانت صوت الثورة وصداها، ولعبت دوراً رائداً في حركة التحرر الكردستانية وإيقاظ الوعي والحسِّ الثوري، وكذلك في مجال الفن والموسيقا، كان لي شرف العمل ضمنها ومنذ ست سنوات لم أعد أعمل كعضو دائم فيها؛ لكنني ما زلت أتواصل معها ونتعاون في مجالات عدة، وأعتقد أن الفرقة بحاجة لأن تخطو خطوات جديدة لتعود لمركز الصدارة بين الفرق الكثيرة الموجودة على الساحة اليوم وبخاصة في ظل المتغيرات الكثيرة اليومية.

ـ إلى أي مدى استطاعت الأغنية الثورية التأثير في حركة التحرر الكردستانية وماذا قدمت لها؟
في بداية انطلاق حركة التحرر الكردستانية وفي نهاية السبعينات وبداية الثمانينات بالضبط، لعبت الأغنية الثورية دوراً هاماً بل دوراً أساسياً وكانت السبب في انضمام العشرات بل المئات إلى الكفاح السياسي والمسلح، وكانت صوت حركة التحرر الكردستانية لكنها اليوم لم تعد تلعب ذلك الدور لأن الظروف تغيرت كثيراً ولابد من التغيير في الأسلوب والأداء والتوجه بالأغنية السياسية والثورية، ورغم أننا نشاهد العشرات من الأغنيات تحت مسمى الأغنية الثورية في الحدث اليومي، إلا أن القليل منها يستحق هذه التسمية ويرتقي إليها، ويقوم بذلك الدور والتأثير المرتجى منها، ولي في هذا المجال مقالات تشرح الأسباب والنتائج بهذا الخصوص.

ـ ما الدور الذي تلعبه الأغنية الآن وتأثيرها في الحراك اليومي في الداخل والخارج؟
كلما كانت الثورة تخطو خطوة كانت الأغنية قبل سنوات تلعب دور الإعلام والدعاية والتعريف بها في الخارج ودعمها في الداخل، وكانت الخطوات إلى الأمام تتزامن على الصعيد السياسي في الخارج والمقاومة والكفاح المسلح في الجبهات، كانت الأغنية بمثابة بيانات سياسية، واليوم أيضاً تساهم وسائل التواصل والإعلام في التعريف بالنضال والاطلاع عليه ومعرفته وتعريف العالم بما يجري من سياسة وكفاح ونضال على كلِّ الصعد.

كابن روج آفا وسورية كيف تنظر إلى ما يجري في سورية وفي شمالها بالأخص؟
ما جرى ويجري في سورية والشرق الأوسط غيَّر الكثير من الثوابت والمعطيات على أرض الواقع، فالأطماع تظهر من جديدن وكذلك التدخلات الدولية السياسية والعسكرية التي تحيل سورية لساحة صراع دولية، فالبطولة والمقاومة الملحمية في كوباني وعفرين غيرت الكثير من المفاهيم العالمية عن الكرد ووجودهم وبطولاتهم وثقافتهم، وعشرات التقارير اليوم نراها في أوروبا والعالم عن هذه البطولات والإنجازات في روج آفا وشمال سورية، ما يتغير ويحدث كبير ومهم كما حدث في تحرير كوباني واحتلال عفرين، وأقول هنا إن من حرر كوباني قادر ومؤكد سيحرر عفرين، وستعود مدينة الزيتون لأهلها، لن تعود سورية كما كانت وستتغير كثيراً، وكذلك لن يعود الكرد إلى عهود العبودية والاستسلام بعد كل هذه البطولات والتضحيات والإنجازات العظيمة.

ـ كيف تنظر إلى دور المرأة فيما نشهده من تغيُّرات شاملة اليوم؟
المرأة بحاجة إلى الحرية أكثر من الرجل، وهي التي تصنع الثورة وتحرر الشعوب، المرأة من صنعت الانتصارات العظيمة في حركة التحرر الكردستانية وفي ثورة روج آفا، والقائد الأممي عبدالله اوجلان قال: «ثورتنا ثورة المرأة»، في مجال الأدب ما تزال الخطوات خجولة لأنها ما تزال رهينة العادات والتقاليد، أما في مجال الفن من موسيقا ورسم ومسرح وفي أغلب جوانبه فإن المرأة متقدمة في هذا المجال على الرجل وإذا سنحت لها الفرص أكثر فإنها ستبدع أكثر وستنجز ما يستحق كل تقدير، المرأة رسمت وقررت وخطت خطوات تستحق الثناء عليها، وهي التي تقود المجتمع وبكل ثقة.

ـ في كلمة أخيرة ماذا يقول الشاعر والفنان حكيم سفكان لمحبيه؟
الفن والأدب متلازمان ومن أبرز سمات التقدم والتحرر الفكري والذهني، ونحن خطونا خطوات مباركة في تطوير وتقدم مجتمعنا، وأخص هنا من يقيمون في داخل كردستان بأجزائها الأربعة، ومن يعيشون على ترابها، أنتم الأصل والأساس في كل خطوة، فمن يعيش الحدث والثورة والانتفاضة ومن يتفاعل على الأرض والواقع بالكلمة واللحن واللوحة هو الأصدق والأوفى، ربما كنا نٌنظِّر ونتكلم ونرسم ونخطط للكثير، وللغد الأجمل لكن أحلام أوروبا وغيرها في الخارج لن ترتقي إلى طموح وإحساس وعنفوان من يثبت خطاه على أرض الوطن، وينعم بالحب والسلام تحت سمائه المباركة .