التنمية المستدامة وفرص تطبيقها

يصعُب تطبيق مبدأ التنمية المستدامة في مناطق سوريا عموماً وشمال وشرق سوريا خصوصاً، وذلك لأسباب كثيرة يتطلب شرحها والحديث عنها الكثير من الوقت والجهد، فتطبيق هذا المبدأ يتطلب في البداية وقبل أي شيء آخر فهم مبدأ التنمية المستدامة وماذا يعني هذا المصطلح والذي له العديد من التعاريف التي لا تختلف كثيراً عن بعضها البعض، ولكن أقرب تعريف لهذا المبدأ ـ من وجهة نظري طبعاً ـ هو بأنها التنمية التي تأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الاجتماعية والبيئية إلى جانب الأبعاد الاقتصادية لحسن استغلال الموارد المتاحة لتلبية حاجيات الأفراد مع الاحتفاظ بحق الأجيال القادمة.

 وهذا التعريف للمبدأ يحتم علينا أن لا نكون أنانيين في استهلاك الموارد الطبيعية المتاحة بما يخدم مصالحنا في الحاضر، والضغط على هذه الموارد وإيصالها إلى حدود الفناء من أجلنا نحن (الآن) مهملين عن عمد أم عن غير عمد حق الأجيال القادمة في استهلاك واستخدام هذه الموارد فيما يساعدهم على البقاء، وهذا يتطلب مننا أن نقوم بترشيد استهلاك الموارد الطبيعية المتجددة وغير المتجددة بطريقة نصل معها إلى تحقيق التوازن المطلوب للوصول بأجيالنا الحالية والأجيال القادمة إلى بر الأمان..

 ترشيد استهلاك الموارد يبدأ من الفرد،  فيتوجب عليه عدم استهلاك وهدر كميات كبيرة من المياه على سبيل المثال، وعدم تلويث الجو بالمخلفات الناجمة عن روتين حياته اليومية ولو بقدر ضئيل يساعد على ايقاف ارتفاع درجة الحرار ة ما ينذر بكارثة على مستوى الجنس البشري بشكل عام، لذلك يجب البدء برفع مستوى الفرد من الوعي بالبيئة وأهمية الموارد البيئية وضرورة المحافظة عليها والكوارث التي ستحدث في حال اختل توازن هذه الموارد بشكل كبير، فأي عبث في البيئة مهما كان الموقف صغيراً وتافهاً في نظر البعض فهو حتماً سيؤثر سلباً على البيئة المحيطة ويتجاوز الضرر في كثير من الأحيان المحيط الذي يعيش فيه الشخص ليهدد الكرة الأرضية برمتها، لذلك وجب علينا كمختصين في هذا المجال أو عارفين بأهمية التنمية المستدامة إلى رفع الوعي المجتمعي بأهمية تطبيق مبدأ التنمية المستدامة في مجتمعاتنا المتناحرة والمتحاربة لنتمكن من العيش بسلام والمحافظة على الموارد الطبيعية المتجددة وغير المتجددة بالحالة المناسبة والطبيعية..