نوري سعيد
يقال (يلي ما يستحي مكيّف) وهو ما ينطبق على تركيا التي تحتل مناطق عديدة من الأراضي السورية، ومع ذلك تطلب من الائتلاف التفاهم مع دمشق، وكان الأولى بها الإعلان عن سحب قواتها من سوريا؛ كبادرة حُسن نية، بمعنى أن تبدأ بنفسها.
طبعاً نحن لسنا ضد أي تقارب تركي – سوري أو أي تفاهم بين ما تسمى بالمعارضة وحكومة دمشق ولكن تركيا دولة محتلة وأردوغان بعد أن فشل في القمة الثلاثية التي جمعته مع بوتين ورئيسي وقبل ذلك مع أمريكا في الحصول على الضوء الأخضر للقيام بالهجوم على سوريا، لكن في المقابل كانت هناك محاولات إيجاد تفاهمات عسكرية وأمنية بين حكومة دمشق و(قسد) لصد إي هجوم تركي محتمل. ومن باب إفشال هذه التفاهمات يحاول التقرب من حكومة دمشق للضغط عليه لحمله على عدم الاعتراف بالإدارة الذاتية لأنها تضم الكرد ولأن تركيا تعتبر الكرد عدوها الأول أينما كانوا حتى إصرارها على تطبيق الميثاق الملي يصب في ذلك الإطار، والذي يقضي بضم أجزاء من سوريا والعراق إلى تركيا.
ومهما حاولت تركيا أن تظهر نفسها كدولة ضامنة والتقرب من الآخرين لن يصدقها أحد لأن التهديدات التي يطلقها أردوغان باحتلال شمال وشرق سوريا خير دليل معاش، وما يمكن توضيحه أن الانعكاسات التركية نحو حكومة دمشق تتضح بتأجيل الهجوم التركي إلى حزيران القادم موعد الانتخابات والاكتفاء بالمسيّرات، ناهيك عن ضعف موقف الائتلاف في مفاوضات جنيف واللجنة الدستورية واحتمال مغادرتهم تركيا، بينما من غير المستبعد زيادة الضغوطات على الإدارة الذاتية لأن أردوغان يعترض على وجود الكرد، وقال ذات مرة، أننا أخطأنا في العراق؛ بقيام إقليم كردي ولن نعيد الخطأ في سوريا وصرّح أيضاً: “إذا نصب الكرد خيمة فوق القمر سوف أحطمها”.
وهنا نقول، ليطمئن أردوغان لأننا لن ننصب أية خيمة على القمر ولكننا سنبقى شوكة في حلقه على كوكب الأرض، وسوف نحمي إدارتنا الذاتية، ونُصر على التآخي والعيش المشترك، ولا حل للأزمة السورية إلا من خلال حوار أخوي سوري – سوري وفي دمشق حصراً. بينما يجب على أردوغان الاهتمام بالشأن الداخلي التركي فحسب، وعليه أن يدرك أن مشروع إعادة أمجاد السلطنة والعثمنة قد ولّى ولابد من العودة إلى شعار صفر مشاكل مع الجيران، إذا أراد الفوز في الانتخابات القادمة.