روناهي/ الدرباسية –
اتسعت دائرة الهجمات الوحشية، التي تشنها دولة الاحتلال التركي ضد أهالي شمال وشرق سوريا، لتشمل هذه المرة مناطق تُقصف لأول مرة، مثل القرى التابعة لناحيتي عامودا، والدرباسية، ففي سابقة هي الأولى من نوعها استيقظ أهالي تلك القرى يوم الاثنين في الثامن من آب الجاري على صوت مدفعية دولة الاحتلال التركي، حيث كانت تقصف عدداً من قراهم، ولا سيما على القرى الواقعة على طريق الدرباسية ـ عامودا.
وكما هو معلوم، فإن هذا القصف كان قد سبقه قصف وحشي ومستمر على مناطق أخرى من شمال وشرق سوريا، وخاصة على قرى زركان، وتل تمر، ومنبج، وتل رفعت، فأتى القصف الأخير كخطوة تصعيدية جديدة تقدم عليها دولة الاحتلال التركي، وقد وليها بعد ذلك تصريح جديد لرأس النظام التركي، يعيد تأكيد عزم نظامه على شن هجمات جديدة ضد مناطق شمال وشرق سوريا.
التصعيد التركي الأخير عده أهالي الدرباسية رداً تركيا على رفض المجتمع الدولي، لشن أي هجوم جديد على مناطق شمال وشرق سوريا.
توسيع الهجمات دليل وحشية المحتل التركي
وفي هذا الصدد، تحدث لصحيفتنا محمد شامي قائلا: “إن هجمات دولة الاحتلال التركي، ليست بجديدة، ولكن الذي اختلف هذه المرة مكان الاستهداف، حيث إن الدرباسية وقراها لم تتعرضا للقصف قبل هذه المرة، وهذا إن دل على شيء، فإنه يدل على مدى وحشية دولة الاحتلال التركي، حيث يحاول قدر المستطاع توسيع دائرة هجماته الوحشية، ليشمل كامل جغرافيا شمال وشرق سوريا، وذلك بعد فشله في الحصول على ضوء أخضر دولي لشن هجوم احتلالي مزمع ضد شمال وشرق سوريا”.
وأضاف شامي: “إن هدف المحتل التركي من هذه الهجمات، هو إفراغ المنطقة من سكانها، للإقدام على خطوة جديدة باحتلال مناطق أخرى من الأراضي السورية، ظناً منه بأن أهالي المنطقة، سيتخلون عن أرضهم وترابهم، وشعوب شمال وشرق سوريا تُعيد التأكيد في كل مرة، على أنها لن تتخلى عن أرضها مهما حصل، فهي ستبقى تدافع عن هذه الأرض، حتى آخر نفس، وهذا الصمود، الذي يبديه أهالي المنطقة يشكل حجرة العثرة الرئيسية في مشروع أردوغان الاحتلالي التوسعي”.
واختتم محمد شامي حديثه: “إننا كشعوب شمال وشرق سوريا، مستعدون دائما للدفاع عن أرضنا، ولن نتنازل عنها لا لأردوغان ولا لغيره، فما حققناه بفضل دماء أسودنا ولبواتنا، سنحافظ عليه ونحميه بدمائنا”.
شعوب المنطقة اختاروا النضال والدفاع عن أرضهم
ومن جانبها تحدثت زهرة حج حسن، التي أكدت على استعدادها للنضال والوقوف في وجه المحتل التركي، حتى النهاية، وقالت: “منذ الأزل وأجدادنا يعيشون على هذه الأرض، يعيشون من خيراتها ويدافعون عنها، ونحن لن نتوانى عن إكمال المسيرة، هذه الأرض التي احتضنتهم، ونحن من بعدهم كل هذه السنين، لن نتخلى عنها بين ليلة وضحاها، هذه الأرض احتضنتنا لكي ندافع عنها عند الضرورة، واليوم ومع وجود طورانية بحجم طورانية دولة الاحتلال التركي، فإن هذه الضرورة تحققت اليوم، ولا يمكننا أن نتهرب من مسئولياتنا؛ لأن التاريخ وأحفادنا من بعدنا سينتقدوننا، فالتخلي عن الأرض يعني عمليا التخلي عن العرض، والشرف والأخلاق”.
وأوضحت زهرة: “إن تعويلنا أولا وأخيرا، هو على إرادة شعبنا وبطولات قواتنا، لأننا نشاهد بأم أعيننا بأن كل القوى الدولية تتخذ موقف المتفرج، عند ما يتطلب الأمر التحرك؛ لذلك فإن كل الاتفاقات التي وقعت بضمانات دولية هي الآن باطلة، وفقدت مصداقيتها، وجميع الاتفاقيات المرتبطة بوقف إطلاق النار في شمال وشرق سوريا، تم اختراقها منذ لحظة توقيعها، وهذا الاختراق جاء على يد دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها، لذلك لا يمكن أن يُطلب منا الالتزام بالاتفاقيات من طرف واحد، وبناء عليه، فإننا نقوم بكافة التدابير، التي من شأنها حمايتنا وصد دولة الاحتلال التركي”.
واختتمت زهرة حج حسن حديثها: “نحن لسنا دعاة حرب، ولكن لو فرضت علينا فلا شك بأننا سندافع عن أنفسنا، ونقاوم حتى النهاية، لأنه حان الوقت؛ كي يدفع النظام التركي الفاشي فاتورة الدماء، التي اريقت على أرض وطننا”.
