روناهي/ قامشلو ـ
عدة جولات تفصلنا عن نهاية منافسات دوري الرجال للدرجة الأولى بكرة القدم للموسم 2021 ـ 2022، وحتى نتفادى أخطاء هذا الموسم يُتطلب التجهيز منذ الآن للموسم القادم، وخاصةً في رفع المستوى التحكيمي، والذي لم يكن بالمستوى المطلوب هذا الموسم.
وأعلن الاتحاد الرياضي في إقليم الجزير مؤخراً عن وقف النشاطات الرسمية في الإقليم تماشياً مع الإعلان عن حالة الطوارئ في شمال وشرق سوريا، بسبب تهديدات دولة الاحتلال التركي بمهاجمة مدينتي منبج وتل رفعت.
ولم يُعرف هل الموسم الرياضي 2021 ـ 2022 سوف يكتمل أم لا؟ بسبب توقف الميزانية من قبل الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا وتحويلها لخدمة حالة الطوارئ، وبحسب المعلومات قد يتم العمل على إنهاء دوري الرجال بكرة القدم للدرجة الأولى، لأنه تبقّى له عدة جولات فقط، ولكن من المؤكد الموسم القادم سوف ينطلق لا محالة بعد أشهر، ويتطلب من مكتب كرة القدم واللجنة الفنية الوقوف على أهم الأخطاء التي كانت تحدث خلال الموسم الكروي الحالي لكافة الفئات، ومن القضايا التي يتطلب الوقوف عليها هو العمل على الارتقاء بالواقع التحكيمي الذي لم يكن بالمستوى للمطلوب، وظهرت أخطاء كثيرة من الحكام وفي الوقت نفسه لم يكن هناك تعاون حقيقي من الكثير من الأندية، ولم يستطع الاتحاد الرياضي حماية الحكام لا من جهة القرارات الرادعة ولا جهة جلب حماية لهم أثناء المباريات، وحصلت عدة حالات اعتداء على الحكّام وليهرع الاتحاد الرياضي باتخاذ قرار في 30/6/2022، بشطب أي نادي يعتدي على الحكّام في قرار غير مدروس وظهرت تبعياته بعد حادثة مباراة ديرك والأسايش.
تحدثنا عن أهمية حماية الحكام إن كان عن طريق عقوبات رادعة من قبل الاتحاد الرياضي ووضع عناصر من قوى الأمن الداخلي أثناء المباريات الهامة والحساسة لحمايتهم، ولكن القرار الذي ذُكِر آنفاً لم يزِد الطين إلا بلة، لأن الاتحاد أولاً لم يلتزم بالقرار الذي أصدره، ومن ثم لم يحسب حساب لعواقبه، فمثلاً قرار شطب النادي في حال الاعتداء على الحكم لم يُطبق على نادي ديرك، وذلك بعد قيام لاعب بالاعتداء على حكم الساحة، بل تم نقل مباريات فئة الشباب وهبوط النادي من الدرجة الأولى للثانية، ولاقى قرار الهبوط جدلاً واسعاً، وكانت الكثير من الآراء تتفق على أن القرار ظالم، وأن النادي لا يجوز أن يُعاقب بسبب تصرف فردي من لاعب، وبنفس الوقت تساءل الكثيرون في حال كان هناك صراع بين ناديين على لقب الدوري، وقام النادي بإغراء لاعب وتقديم أموال له في سبيل ضرب الحكم حتى يعاقب ناديه، ويتعرض للشطب، ماذا ستكون حالة النادي الهابط والبطولة بشكلٍ عام؟، وبخصوص قرار هبوط نادي ديرك حصلت مشاورات ولقاءات وقام وفد من نادي ديرك بزيارة الاتحاد الرياضي وبرفقة شخصيات من ناديي سردم والأسايش، ومن ثم توجهوا لمنزل الحكم محمود درويش الذي تعرّض للضرب للاطمئنان عليه، وقد نشهد تغييراً في موقف الاتحاد الرياضي وتعديل القرار بخصوص هبوط نادي ديرك في الفترة القادمة.
ومن جديد ننوه على مدى أهمية الحكام في البطولات وضرورة الاهتمام بهم من جهة حمايتهم، وصولاً لأجورهم التي لا تُلبي ظروفهم المعيشية، ولكن النقطة الأهم هي تطوير الواقع التحكيمي من خلال دورات صقل مكثفة للحكام، وأن يعمل الحكم أيضاً على تطوير ذاته في هذا المجال، وبنفس الوقت يُتطلب إقامة دورات تثقيفية للإداريين والمدربين والتأكيد لهم على ثقافة تقبّل الخسارة، وأن الحكم هو شخص قابل لارتكاب الأخطاء، ولا يجوز ضربه لأي سبب كان.
ويتطلب كما ذكرنا العمل على إقامة عدة دورات مكثفة عملية ونظرية قبل بداية الموسم القادم للحكام في إقليم الجزيرة، وخاصةً التركيز على جانب لياقتهم البدنية، حيث لمسنا العديد من الحكام لم تكون لياقتهم مساعدة في الوقوف بالمكان المناسب بالمباراة، كما لم يكن هناك تجانس وتفاهم بين حكام الساحة ومساعديهم، ولاحظنا هذا الأمر من خلال تغطيتنا لمباريات الدوري، ومنذ سنوات لم نشهد اختبارات ودورات تلبي الطموحات على الصعيد التحكيمي رغم وجود حكام دوليين لدينا في المنطقة، ولهم الخبرة والقدرة لمساعدة الحكام حتى يظهروا بمستوى أفضل من الموسم الحالي.
