د. جورج لحدو
يُحارب الجهاز المناعي عادةً العدوى والبكتيريا الخطيرة للحفاظ على صحة الجسم، يحدث مرض المناعة الذاتية عندما يُهاجم الجهاز المناعي الجسم لأنه يخلط بينه وبين الأجسام غريبة، هناك العديد من أمراض المناعة الذاتية بما في ذلك الذئبة الحمامية الجهازية.
تم استخدام مصطلح الذئبة لتحديد عدد من الأمراض المناعية التي لها أعراض سريرية مميزة، ولكن الذئبة الحمامية هي أكثر أنواع الذئبة شيوعًا.
غالبًا ما يُشير الناس إلى مرض الذئبة الحمراء عندما يقولون الذئبة، ومرض الذئبة الحمراء هو مرض مزمن يمُكن أن يكون له مراحل من تفاقم الأعراض التي تتناوب مع فترات من الأعراض الخفيفة، يستطيع معظم المصابين بمرض الذئبة الحمراء أن يعيشوا حياة طبيعية مع العلاج.
العمر الذي تظهر فيه علامات الإصابة بالذئبة الحمامية الجهازية
يُمكن أن يحدث الذئبة الحمامية الجهازية عند الأطفال، في معظم الحالات يبدأ مرض الذئبة خلال سنوات المراهقة للطفل حيث يكون متوسط العمر هو 12 في مرحلة البلوغ تحديدًا، قد يكون ذلك بسبب الارتباط بين الذئبة والهرمونات التناسلية التي تزداد في الجسم حينئذ.
نادرًا ما يُشاهد عند الأطفال قبل سن الخامسة، يُمكن أن يحدث الذئبة عند الرضع ولكن ليس لهذا علاقة بالذئبة الحمامية الجهازية، وهو ليس شائعًا جدًا.
أعراض الذئبة الحمامية الجهازية
هناك العديد من الأعراض المصاحبة لمرض الذئبة الحمامية الجهازي، ومن أبرزها:
ـ تعب شديد.
ـ ألم في المفاصل.
ـ تضخم المفاصل.
ـ طفح في الخدود والأنف على شكل فراشة.
ـ تساقط الشعر.
ـ فقر الدم.
ـ مشاكل في تخثر الدم.
ـ تحوّل الأصابع إلى اللون الأبيض أو الأزرق وتنميل عند البرد، وهو ما يُعرف بظاهرة رينود.
ـ تعتمد الأعراض الأخرى على الجزء الذي يُهاجمه المرض من الجسم، مثل: الجهاز الهضمي، أو القلب، أو الجلد.
ـ أعراض الذئبة هي أيضًا أعراض مشابهة للعديد من الأمراض الأخرى مما يجعل التشخيص صعبًا، إذا كان لديك أي من هذه الأعراض فاستشر طبيبك.
أسباب وعوامل خطر الذئبة الحمامية الجهازية
غير معروف السبب الرئيسي للذئبة الحمامية الجهازية، ولكن هناك العديد من العوامل التي لها دور في الإصابة، ومن أهمها:
1ـ العامل الجيني:
مرض الذئبة غير مرتبط بنوع جين معين، ولكن يكون مرضى الذئبة الحمامية الجهازية يُعانون عادةً من أمراض مناعة ذاتية أخرى.
2ـ العامل البيئي:
بعض المؤثرات البيئية التي تزيد من خطر الإصابة بالمرض ما يأتي:
ـ الأشعة فوق البنفسجية.
ـ بعض أنواع الأدوية.
ـ الفيروسات.
ـ التعرض للتوتر.
ـ التعرض لإصابة.
3ـ العامل الجنسي والهرمونات:
يُصيب النساء أكثر من الرجال، كما قد تُعاني النساء أيضًا من أعراض أكثر حدة أثناء الحمل وفترات الحيض، دفعت هاتان الملاحظتان بعض المهنيين الطبيين إلى الاعتقاد بأن هرمون الإستروجين الأنثوي قد يلعب دورًا في التسبب في مرض الذئبة الحمراء، ومع ذلك لا تزال هناك حاجة لمزيد من البحث لإثبات هذه النظرية.
مضاعفات الذئبة الحمامية الجهازية
قد تُسبب الذئبة الحمامية الجهازية العديد من المضاعفات، ومن أبرزها:
ـ تخثر الدم، والتهاب في الأوعية الدموية.
ـ التهاب في شغاف القلب.
ـ نوبة قلبية.
ـ سكتة دماغية.
ـ مشاكل في الذاكرة.
ـ تغيرات سلوكية.
ـ نوبة صرع.
ـ التهاب في أنسجة الرئة.
ـ التهاب الكلى.
ـ انخفاض في وظائف الكلى.
ـ الفشل الكلوي.
تشخيص الذئبة الحمامية الجهازية
لتشخيص إصابتك بمرض الذئبة يجب أن يكون لديك 4 – 11 علامة شائعة للمرض، تقريبًا كل الأشخاص المصابين بمرض الذئبة لديهم اختبار إيجابي للأجسام المضادة للنواة، ومع ذلك فإن وجود نتيجة إيجابية وحدها لا تعني أن لدى المريض مرض الذئبة.
لا يوجد تحليل واحد كافي لتشخيص الإصابة بالذئبة الحمراء، وغالبًا يتم تشخيص المرض من خلال إجراء العديد من التحاليل والفحوصات إلى جانب الفحص الجسدي، ومن أبرزها:
ـ فحص تعداد الدم الكامل.
ـ التصوير بالأشعة السينية للصدر.
ـ فحص البول.
ـ فحص وظائف الكلى.
ـ تحليل سرعة ترسب كريات الدم الحمراء.
ـ فحص وظائف الكبد.
ـ تحليل العامل الروماتويدي.
ـ خزعة الكلى.
ـ فحوصات تصويرية للدماغ، والرئتين، والمفاصل، والعضلات، والقلب.
علاج الذئبة الحمامية الجهازية
لا يوجد علاج لمرض الذئبة الحمراء، الهدف من العلاج هو السيطرة على الأعراض، وغالبًا تحتاج الأعراض الشديدة التي تشمل القلب، والرئتين، والكلى، والأعضاء الأخرى إلى العلاج من قبل المتخصصين.
1ـ علاج الذئبة الحمامية الجهازية الخفيفة
يتم العلاج على النحو الآتي:
ـ مضادات الالتهاب: يُستخدم لعلاج ألم المفاصل، كما يجب استشارة الطبيب قبل الاستخدام.
ـ جرعة منخفضة من الكورتيكوستيرويد: لعلاج أعراض التهاب الجلد والمفاصل.
هيدروكسيكلوروكوين: هو علاج في الأساس لمرض الملاريا، ولكنه يُستخدم في علاج الذئبة الحمامية الجهازية.
ـ ميثوتركسيت: يُستخدم للتخفيف من جرعة الكورتيكوسترويد المستخدمة.
بيليموماب: هو دواء بيولوجي يُستخدم في حالات معينة وخاصة.
2ـ علاج الذئبة الحمامية الجهازية الشديدة
يتم العلاج على النحو الآتي:
ـ جرعة عالية من الكورتيكوسترويد.
ـ أدوية لتثبيط جهاز المناعة، يتم استخدمها في حال عدم الاستجابة للكورتيكوسترويد، أو عدم القدرة على استخدامه بسبب أعراضه الجانبية.
ـ مميعات الدم، مثل: الوارفارين في حال وجود مشاكل في تخثر الدم.
الوقاية من الذئبة الحمامية الجهازية
نظرًا لأن أسباب مرض الذئبة غير معروفة تمامًا فلا توجد طريقة لمنعها، يُمكن التحكم بالمرض وتجنب الأشياء التي تؤدي إلى تفاقم المرض لدى الطفل، ويُمكن ذلك من خلال الآتي:
ـ عدم التعرض لأشعة الشمس.
ـ ارتداء ملابس واقية من الشمس وملابس واقية عند خروج الطفل من المنزل يُساعد في حماية الجلد.
ـ الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم سبع إلى تسع ساعات كل ليلة.
ـ تناول جميع الأدوية على النحو الموصوف.
