تشهد زراعة الذرة تطوراً ملحوظاً للعام الثاني على التوالي في شمال وشرق سوريا، من حيث المساحة المزروعة، وتقديم الدعم للمزارعين، بالإضافة إلى استعداد شركة التطوير الزراعي لاستقبال الإنتاج بأسعار تشجيعية.
تشهد شمال وشرق سوريا إقبالاً متنامياً على زراعة الذرة، ولكنها تواجه تحديات أبرزها تقليص تركيا الوارد المائي لنهر الفرات المتدفق إلى سوريا.
يعدّ محصول الذرة من المحاصيل الزراعية الاستراتيجية المهمة؛ لما لها من قيمة غذائية عالية، حيث تستخدم في العديد من المأكولات، بالإضافة إلى إدخالها في المركبات الغذائية للأطفال. كما يستفاد منها علفاً للمواشي، وإنتاج زيت الذرة.
هذا وتعد مناطق شمال وشرق سوريا مناسبة لزراعتها، حيث ينتج الدونم الواحد من الأرض 1200 كغ، لخصوبة التربة، وملاءمة المناخ لها، غير أن زراعتها تأثرت وتراجعت نتيجة سنوات الحرب، من هجوم مرتزقة داعش، والهجمات التركية على المنطقة، وقطع مياه الفرات والحصار المفروض على شمال وشرق سوريا.
الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، ومن خلال هيئة الزراعة والري، قامت بوضع خطة استراتيجية لتطوير زراعة الذرة، من تقديم البذار للفلاحين، وتوفير مادة المازوت من أجل السقاية، وتوفير السماد واستعداد شركة التطوير الزراعي؛ لشراء محصول الذرة من الفلاحين بسعر تشجيعي، ومنع الإتجار، ونقل الذرة إلى الخارج؛ ما أدى إلى تعاف تدريجي لهذه الزراعة وتطويرها.
كما توجه العديد من الفلاحين في شمال وشرق سوريا خلال العامين الفائتين إلى زراعة الذرة البيضاء؛ للاستفادة منها علفاً للماشية والدواجن.
وحسب مديرية الإنتاج النباتي في إقليم الجزيرة، فقد زرعت مساحة 82 ألفاً و698 دونماً في 1582 قرية حتى الآن، وبلغ عدد المزارعين 8022، ومن المتوقع زيادة النسبة خلال الفترة القادمة، كما جهزت المديرية 2480940 لتراً من مادة المازوت للفلاحين بمعدل وسطي 30 لتراً للدونم الواحد.
