روناهي/ قامشلو ـ
كلمة مدرب ليست كلمة عادية وليس كل إنسان قادر على أن يكون مدرباً لأنها مسؤولية كبيرة ومهمة صعبة وليست بالسهلة، وخاصةً في مجتمعات تحاول دائماً تصغير الآخر وعدم منحه يد المساعدة عند اللزوم، وفي عالم كرة القدم بمناطقنا بات الكثيرون من الفئة الشابة يعملون كمدربين وأصبح من الضروري مساعدتهم، وأن يقبلوا هم أيضاً بهذا الأمر في حال قَدِم مدرب ومنحهم النصيحة في سبيل تطوير ذاتهم وعملهم في مجال التدريب.
سابقاً كان من الصعب تواجد مدربين من أعمار شابة، ويجب أن تقع هذه المهمة بنظر الكثيرين على عاتق شخص لديه أقل ما يمكن من 35 سنة وما فوق، وقد لعبت الشروط والسياسة التي كانت تفرض على مناطقنا من قبل حكومة دمشق قبل عام 2011، دوراً كبير في قلة عدد المدربين الحاصلين على شهادات التدريب والتي كانت تمنح من الاتحاد العربي لكرة القدم التابع لحكومة دمشق.
ولكن رغم ذلك برز مدربين كبار على مستوى الفرق الشعبية ومنهم مازالوا مستمرين ولم يستطيعوا الحصول على الشهادات التدريبية من حكومة دمشق لأسباب مختلفة ومنها التعامل بطائفية وخاصةً مع أبناء الشعب الكردي، وحتى أنه كان معروفاً بأن الشهادات كانت تمنح في الكثير من الأوقات عبر وجود شخص يدعمك ذو منصب في الحكومة أو تدفع رشاوي مقابل تلك الشهادة، وطبعاً لا ينفي الأمر وجود مدربين استحقوا الشهادات التي حصلوا عليها ومنها شهادات آسيوية.
بعد عام 2011 وقيام الثورة السورية وثورة روج آفا عام 2012 ودخول البلاد في منعطف جديد، ومع الإعلان عن الإدارة الذاتية في عام 2014 وتشكيل هيئة الشباب والرياضة في إقليم الجزيرة، وبعدها عام 2015 تم تشكيل اتحاد رياضي، فقد بدأت الدورات التدريبية لتخريج مدربين في عام 2016 في الجزيرة وهي مستمرة إلى يومنا هذا، وآخرها كانت دورة تدريب ” roj..c” والتي كانت بمشاركة العشرات من مختلف الأعمار ولكلا الجنسين، ولعلها كانت ناجحة بشكلٍ كبير ولعبت دوراً هاماً في منح المدربين معلومات مختلفة في علم التدريب بالإضافة إلى شهادات تخوّلهم ممارسة التدريب في إقليم الجزيرة.
هذه الدورات التدريبية التي تقام منذ سنوات أكبر المصاعب التي كانت تواجه من كان ينخرط فيها، هو بأن كل رئيس مشترك جديد للاتحاد الرياضي كان يلغي قرار الرئيس الذي قبله والذي كان ينص في حال المشاركة والحصول على شهادة تدريب يستطيع مزاولة عمله كمدرب في إقليم الجزيرة وإن لم يحضر فهو لا يستطيع أن يكون مدرب، ولكن كل رئيس مشترك كان يأتي ويقيم دورة ويقول من لا ينضم للدورة سوف يُحرم من مهمة التدريب في الإقليم؟، وهذا الأمر غير مقبول ويتطلب وضع حد له.
على الجميع التعاون
قدمنا لمحة عن بعض الأمور التي كانت تواكب عالم المدربين بمناطقنا، حيث نشهد اليوم مجموعة كبيرة من الفئة الشابة باتت تقوم بمهام التدريب، عبر المدارس الكروية والفرق الشعبية والفئات العمرية وحتى على مستوى تدريب أندية الرجال في إقليم الجزيرة، وهناك مدربين من أعمار شابة ولهم الشغف والطموح في الاستمرار والتعمق أكثر في علم التدريب، وهذا الأمر لا يحدث بجهود المدرب فقط، بل يلزمه الكثير من العوامل لنجاحه بهذه المهمة، وأهمها تلقيه العلم الصحيح للتدريب، والانضمام للدورات بكثافة وتطوير ذاته عبر الكتب المتوفرة إن كان على الإنترنت أو عبر قنوات اليوتيوب والتي تختص في علم التدريب.
ونكرر على أهمية نقطتين الأولى بأن هذا المدرب الذي يقوم بمهام التدريب ينقصه بكل تأكيد الخبرة ويحتاج للنصيحة، وهنا لا يجوز أن يتعالى ويرفض تقديم أي مدرب ذو خبرة له هذا الأمر، وأن لا يصاب بالغرور وأن يستمر في قراءة الكتب في علم التدريب وتطوير ذاته عبر الاطلاع على حلقات التدريب للمدربين في العالم وهي متوفرة على الإنترنت، والنقطة الثانية يتطلب من المدربين الذين هم ذوي خبرة ولديهم باع طويل في مجال التدريب أن لا يبخلوا بتقديم يد العون لهؤلاء الشباب في عملهم التدريبي، وأن لا يسخروا منهم كما يفعل البعض، فهم يجلسون وينظرون ويسخرون من هؤلاء الشباب المدربين بدلاً من مساعدتهم وتقديم النصائح لهم والعلم الصحيح للتدريب.
