الاتحاد الرياضي يُقرّر هبوط نادي ديرك إلى الدرجة الثانية والنادي يرد باستقالة جماعية

روناهي/ قامشلو ـ

---

صبّت معظم التعليقات على قرار هبوط نادي ديرك من الدرجة الأولى إلى الدرجة الثانية بأنها معارضة للقرار، وجاء ذلك بعد اجتماع لمكتب كرة القدم واللجنة الفنية للعبة والتي أصدرت قراراً بهبوط النادي للدرجة الأدنى رغم أن ذلك يتناقض مع القرار الذي أُصدِر مؤخراً بأن كل نادي يتعدى على الحُكام سوف يؤدي ذلك إلى شطبه.

عارض أغلب المُعقبين على الصفحات الرياضية في شبكات التواصل الاجتماعي على قرار الاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة بهبوط نادي ديرك للدرجة الثانية ومعاقبة فئة الشباب أيضاً!، وجاء ذلك بعد أحداث مؤسفة بحسب الاتحاد الرياضي التي واكبت مباراة الأسايش وديرك في ملعب الجزيرة بديرك ضمن منافسات إياب الجولة التاسعة من دوري أندية إقليم الجزيرة للرجال بكرة القدم للدرجة الأولى، والتي انتهت بفوز الأسايش بهدف دون رد.

هبوط النادي

وبعد المباراة اجتمعت اللجنة الفنية ومكتب كرة القدم في الاتحاد الرياضي وعبر منشور نُشِر على صفحة الاتحاد الرياضي الرسمية وكان على التالي:

اجتمع مكتب كرة القدم في الاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة 17/7/2022

وبعد دراسة تقارير الحُكام ومراقب مباراة ديرك مع الأسايش لفئة الرجال، وبعد القرار الذي أُصدِر من قبل الاتحاد الرياضي بتاريخ 30/6/2022.

تقرر ما يلي:

1- هبوط نادي ديرك إلى الدرجة الأدنى لفئة الرجال بعد الأحداث المؤسفة التي حصلت خلال المباراة، ويتم تحرير كشوف لاعبيه ويخسر كافة مبارياته المتبقية قانونياً 3×0 في الدوري والكأس.

2- فصل اللاعب فرهاد خالد حسين من نادي ديرك من أسرة الاتحاد الرياضي في إقليم الجزيرة مع رفع كتاب إلى القضاء بحقه ومنعه من دخول الملاعب والصالات المرخصة في إقليم الجزيرة.

3- فصل دمهات بهزاد حسين من أسرة الاتحاد الرياضي مع رفع كتاب إلى القضاء بحقه ومنعه من دخول الملاعب والصالات المرخصة كافة في إقليم الجزيرة.

4- نقل كافة المباريات المتبقية لفئة الشباب لنادي ديرك إلى خارج أرضه وسوف يُحدد الملعب لاحقاً من قبل مكتب كرة القدم.

5- استناداً للمادة 11 الفقرة 11/5 يتم إيقاف مدرب نادي ديرك بيرج سركيسيان أربع مباريات متتالية مع اقتراح فصله من أسرة الاتحاد الرياضي وعدم مرافقته للفريق بأي صفة كانت.

تنويه إلى كافة الأندية الرياضية التحلي بالروح الرياضية مهما كانت الأسباب وفي حال حدوث مخالفة من الأندية سوف تُتخذ بحقه أقصى العقوبات.

وكان الاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة أصدر قراراً بتاريخ 30/6/2022، ووقتها أيضاً عارضه الكثيرون والذي كان على الشكل التالي:

ـ أي اعتداء على الحُكام يشطب النادي مباشرةً من الاتحاد الرياضي.

تخبّط في تطبيق القرار

وهنا لم يتم شطب النادي من الاتحاد الرياضي، بل تمت معاقبته للهبوط للدرجة الثانية؟ ومن ثم تم معاقبة فئة الشباب ونقل مبارياته خارج أرضه؟ كل هذا التناقض في القرارات ينتظر الإجابة والتي قد لا نراها، كما لم نشهد أجوبة على الكثير من القرارات التي لا تُنفذ أو تُحرّف ويحصل فيها اجتهادات من هنا وهناك.

نادي ديرك الذي صعد لمصافِ الدرجة الأولى هذا الموسم وكان يحتل المركز الثالث برصيد 46 نقطة في سلم الترتيب، وحتى لحظة إعداد هذا التقرير لم يتراجع الاتحاد عن قرارته أو تم تعديله، فالأمر بات عادياً بالعودة عن قرارته مثلما حصل سابقاً بهبوط نادي الطريق للدرجة الثانية ومن ثم العدول عن القرار بعد مضي حوالي 24 ساعة من قراره.

موجة غضب معارضة

وبعد إصدار القرار ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بحالة غضب من القرار واعتبروه بأنه مجحف وظالم لنادي ديرك الذي يمثل مدينة كاملة، حيث عُرِف بطيب أخلاقه وحسن ضيافته بحسب المعلقين والمتابعين والذين طالبوا الاتحاد الرياضي بالرجوع عن قراره وعدم معاقبة نادي كامل بسبب تصرف شخصي.

ومن بين المُعقبين كان لحسين محمد الرأي التالي:

ينبغي على الاتحاد الرياضي مراجعة قراره والنظر بعين الحرفية والموضوعية لهذا القرار، حيث أن الاتحاد الرياضي يعتبر المنهل والنبراس للأخلاق والعدالة ومنه تستمد الفرق أخلاقها وتصرفاتها وبقناعتي القرارات القاسية في أي مجال كان هو الهروب من الواقع إلى الأمام ومثل هذه القرارات لا تُتخذ إلا للأشياء الكبيرة وغير القابلة للحل ولكن أن تعاقب نادي ومؤسسة وجماهير عريضة بسبب تصرف فردي أو نتيجة نرفزة فهذا قرار مجحف ونحن نعلم حالات الهيجان في الملاعب. ينبغي على اتحادنا الموقر مراجعة حساباته والعد للعشرة قبل اتخاذ هكذا قرارات إلا إذا كان هناك فردية ومزاجية في اتخاذ القرارات. اتحادنا الموقر أنتم أكبر بكثير من ردات الفعل وأنتم القدوة فلا تكونوا عوناً لمن يحاول الاصطياد في الماء العكر.

والكثير من المدربين واللاعبين والشخصيات الرياضية تضامنوا مع نادي ديرك وأكدوا على أن القرار مُتسرع ويتطلب معاقبة المتجاوزين على الحكم وعلى كل من أساء للاتحاد في حال حصل ذلك.

استقالة جماعية

من جانبه نادي ديرك قدّم استقالة جماعية من العمل الرياضي في إقليم الجزيرة كرد على القرار الذي اتخذه الاتحاد بحقهم وجاء ذلك عبر بيان نُشِر عبر صفحة النادي الرسمية وكان على الشكل التالي:

جمهورنا العزيز.

بارك الله فيكم ونحييكم ونُحيي كل الأندية والفرق والكيانات والفعاليات والأشخاص.

الرياضيين والرياضيات.

على وقفتكم المُشرفة مع نادينا.

وتعاطفكم معنا ضد القرار المُجحف الذي طال نادينا.

نوضح لكم ما يلي:

اجتمع مجلس إدارة النادي بشكلٍ طارئ لمناقشة القرار وحيثياته.

حيث اتفق الجميع على أن خطأ ما حدث بعد نهاية المباراة وهو التعدي على الحكم بشكلٍ فردي من أحد اللاعبين، وهذا التصرف غير مقبول في منظومة النادي الأخلاقية والرياضية، حيث أن ديرك وأهلها معروفون بِحُسن الضيافة والأخلاق العالية.

لطالما كان نادي ديرك سبّاقاً لتطوير الرياضة في شمال شرق سوريا عبر المؤسسة الرياضية المتمثلة بنادي ديرك ومدرسة ديرك الكروية، وكان عنوان المشروع الأخلاق قبل الرياضة.

نادي ديرك تحمل طيلة سنتين من عمر النادي الكثير من حالات عدم التوفيق للحكام في مبارياتنا ولم نعترض ولم نتصرف أي تصرف مُشين يُسيء للاتحاد أو لكوادره.

النادي تحمّل مسؤوليات مالية ولوجستية ضخمة للسير بالنادي والارتقاء به في سلم الترتيبات لكافة الدوريات.

بدون استلام أي مساعدة سواء مالية أو لوجستية من الاتحاد الرياضي.

فقط تحمل داعمو النادي ومحِبوه المسؤولية.

حكم مباراتنا مع الأسايش (مباراة الحدث)، لم يكن بمستوى الحدث أبداً، حيث أخطأ في احتساب الوقت الضائع بما لا يقل عن ١٥ دقيقة، بين الإصابات والتبديلات وطرد لاعب من الأسايش الذي استغرق أكثر من ٢ دقيقة للخروج.

ولم يكن صارماً في إخراج حارس الأسايش بعد كسر الكتف وبلع اللسان، مما أدى لتوقيف اللعب أكثر من مرة لمعالجته ومعالجة لاعبي الأسايش، واستدعاء المعالجين لأقل احتكاك. مما أدى لشحن الجماهير المُحِبة وشحن اللاعبين والطاقم الفني. ومع ذلك لم يحصل أي تعدي على أحد خلال زمن المباراة الأصلي. وبعد نهاية المباراة قام أعضاء الإدارة بالالتفاف حول الحكام لحمايتهم مشكورين. ومع العلم أن أمن الملعب هو من واجب الاتحاد الرياضي وليس إدارة النادي. ولم يقدم الاتحاد الرياضي أي حماية للملعب ولا للحكام كما هو منصوص عليه.

تصرف أحد اللاعبين بفردية وقام بالتعدي على الحكم وهو لاعب شاب تنقصه الخبرة. مع ذلك لا يمكن قياسه بمنظومة النادي كمؤسسة أخلاقية مشهود لها من كل الأندية التي حلّت ضيفاً على ديرك.

النقطة السلبية الأخرى، (لماذا) تم تعيين حكام من قامشلو مع أن أحد الأطراف هو نادي الأسايش من قامشلو؟.

مراقبو المباراة لم يقوموا بواجبهم بتنبيه الحكم للوقت الضائع.

نؤكد على عدم تدخّل الطاقم الفني بأي مشاجرة أو شتم أو سب بشهادة كل الحاضرين ويمكنكم الرجوع لشريط المباراة.

كم من مباراة حصلت فيها أحداث مشابهة وكانت القرارات أكثر حكمة ولم تكن قاسية لهذه الدرجة؟

تحت أي قانون ونظام داخلي تحرم مدينة ديرك من مشاركة ناديها في بطولات شمال وشرق سوريا الدوري والكأس وهبوطه للدرجة الثانية؟.

على ماذا استند الاتحاد الموقر في قراراته.

والقرار للعلم اتُخِذ من طرف الاتحاد وجاء أحادياً.

ولم يكلف نفسه استدعاء أي شخص من النادي لمناقشة ما حدث للوصول للطرف الآخر من الحقيقة.

نعتقد كإدارة أن القرار مجحف، ظالم، كيدي، غير عادل بحقنا وحق جماهيرنا.

لذلك قررنا كمجلس إدارة نادي ديرك الاستقالة الجماعية من جميع مهامنا، والانسحاب من كافة البطولات والفعاليات والنشاطات الرياضية المقامة تحت رعاية الاتحاد الرياضي في إقليم الجزيرة (الحالي).

فإذا كانت هذه رغبتكم وهدفكم في القضاء على نادي ديرك ورياضة ديرك.

فلتعلموا أنكم وصلتم إلى هدفكم يا اتحادنا الموقر.

ونتمنى لبقية الأندية التوفيق والنجاح.

وبغياب نادي ديرك من المؤكد أنكم ستفقدون نادياً تميّز بنكهة المنافسة والروح الرياضية والأخلاق العالية.

حاولنا أن نُسعدكم، ولكن يبدو أن أيادي العابثين لا يحلو لها إلا أن تُفسد كل ما هو جميل.

نادي ديرك الرياضي.

وتبقى كل الاحتمالات مفتوحة بخصوص القرار أن يتوقف أو يتم تعديله، وخاصةً الاتحاد الرياضي كما ذكرنا ضمن سياق التقرير لديه تخبط في القرارات سابقاً وبكل تأكيد دائماً يتطلب حماية الحكام ومعاقبة كل مخالف ومتجاوز ولكن بعدالة ودون تحيّز أو تمييز بين الأندية واللاعبين، وحتى ساعة إعداد هذا التقرير لم تحدث أي تطورات بخصوص قرار هبوط النادي للدرجة الثانية.