الشهباء/ فريدة عمر ـ
يشكل علم المرأة جوهر علم اجتماع الحرية، ويعدّ رؤية جديدة، وأسلوباً جديداً في كيفية مناقشة القضايا الاجتماعية الموجودة، ونقداً لآراء العلماء، ولأسس النظريات الاجتماعية، ولفكر المدارس، التي همّشت قضية تحرر المرأة، ولم تقدمْ الأهمية المطلوبة لها.
من أسباب وجوب ظهور علم المرأة، هو الحاجة إلى البحث عن حقيقة، ومعنى الحياة، لقد قام النظام الذكوري بتشويه ما هو مرتبط بالحياة، فنرى قيام الآلاف من الرجال يومياً بقتل النساء، والأطفال، ومن ثم قيامهم بالانتحار، ومنع النساء من المشاركة في كل ما هو مرتبط بالحياة الاجتماعية، وحصرها في نطاق البيت، وقطع صلات المرأة مع المجتمع، وجعلها آلة تخدم شهوات ونزوات الرجل البعيدة عن الأخلاق الاجتماعية، ما تقدم كله يؤكد ما تعيشه الحياة من أزمة في منطقتنا. وفي هذا السياق، تحدثت الناطقة في مركز دراسات، وأبحاث جنولوجي في عفرين – شهباء زهريبان حسين، واستهلت زهريبان حسين حديثها: “انعدام الأخلاق عن الحياة، يتم من خلال انعدام الجمال والمساء فيها، ما يعني ابتعادها عن القيم المعنوية التي تعطي ثيمة لحياة الإنسان”.
وأضافت: “لن يكون من المبالغة القول: إن الحرب المتنوعة، التي نعيشها في المنطقة، يعود سببها الرئيسي إلى فقدان الحياة لمعناها، لدرجة أن القيام بالاعتداء والتعذيب لامرأة أو لطفل، بات أمراً روتينياً، حيث وصل الأمر لرؤية مشاهد قتل النساء، والتعدي على الطفولة أمر معتاد في وسائل الأعلام”.
الجنولوجي علم وضْعِ أسس الحياة العادلة
واستكملت زهريبان حديثها: “لقد قام الرجل بالاعتداء على المرأة، باستخدام المناهج البحثية، وأهدافها، وأدواتها، ونتائجها بشكل منظم، وممنهج ضد المرأة، داعماً معطيات دراسته بالميثيولوجيا والدين والفلسفة، فلا نجد بحثاً أو علماً محايداً يتطرق إلى حقيقة المرأة وإلى جوهر قضيتها، وهذا ما يدفعنا إلى التأكيد على ضرورة علم الجنولوجي، والذي سيكون علم اجتماع بديل عن العلوم الاجتماعية في يومنا هذا”.
وأوضحت زهريبان، أن تعمق الأزمة الاجتماعية يعود إلى الأزمة العلمية والروحية، التي يعيشها النظام الذكوري المهيمن، حينها هناك حاجة لعلم جديد، يقوم بتقديم البديل، فعلم الجنولوجي لا يرتبط بالمرأة فقط، بل إنه علم اجتماع يعمل من أجل وضع الأسس الصحيحة للحياة الحرة للجنسين.
المجتمع يزدهر بالمرأة
فيما أكدت زهريبان: “أن طبيعة المجتمع ستبقى غير واقعية، مادامت حياة المرأة الطبيعة غير مفعلة بالمجتمعات، فالتنوير الحقيقي والشامل للطبيعة الاجتماعية، غير ممكن إلا بالتنوير الحقيقي والشامل لطبيعة المرأة، وكما أن تسليط الضوء على وضع المرأة بدءا من تاريخ استعبادها كأنثى، إلى استعبادها اقتصادياً، واجتماعياً، وسياساً، وذهنياً، يقدم مساهمات كبرى لوضع حلول لمشاكل التاريخ الأخرى في المجتمع الراهن بجوانبه كافة”.
وتابعت زهريبان: “قدرتنا على الحياة لا تكتمل إلا من خلال فهمنا لمعنى الحياة، رغم أن الفهم المطلق للحياة، غالباً ما يكون مستحيلا، لكننا مرغمون على ذلك، لأن ديمومة الحياة لا تكون إلا من خلال التعايش الواقعي مع عناصر المجتمع المختلفة، لأن المعنى هو واقع وإدراك القيمة الأساسية للحياة، فمن خلال هذا الإدراك يمكن لعلم المرأة أن يكون خطوة أولية نحو علم اجتماع سليم”.
النهوض بواقع المرأة
فيما سلطت زهريبان الضوء على واقع المرأة خلال حديثها قائلة: “إن تاريخ المرأة حافل بالإنجازات، فالشرق الأوسط الذي أنشئ بكفاح المرأة، مشبع الآن بالمآسي الاجتماعية؛ نتيجة الإيديولوجية الجنسوية المطبقة على المجتمع بأكمله. فينبغي إخراج المرأة من كونها أماً مقدسة، ومحور الشرف، وزوجة لا استغناء عنها، ولا حياة بدونها، والبحث في حقيقة المرأة بصفتها عنوان الذات”.
