مطالب ودعوات لحل ملف داعش دولياً، وإطلاق عمليات أمنية محلياً

بقاء ملف داعش عالقاً، يزيد من تخوف الأهالي، ويدفعهم للمطالبة بتحريكه من قبل المجتمع الدولي، وبحله في أسرع وقت ممكن، داعيين قوى الأمن الداخلي إلى إطلاق حملات أمنية في المنطقة.

يشكل مرتزقة داعش في مناطق شمال وشرق سوريا خطراً كبيراً، سواء المعتقلون لدى قوات سوريا الديمقراطية، أو الأسرى المحتجزون في المخيمات، ناهيك عن الخلايا النائمة، التي تنشط، وتنتعش يوماً بعد يوم، وخير مثال هو ما حصل في سجن الصناعة بالحسكة، في الـعشرين من كانون الثاني من العام الجاري.

وتسعى الإدارة الذاتية، بكل إمكاناتها، وقواها إلى ضبط نشاط المرتزقة، والحد من جرائمهم في المنطقة، إلا أن تلك المساعي لا تكفي، وسط تغافل الدول الأوروبية، والمنظمات الإنسانية، والحقوقية عن البحث في قضية داعش بمناطق شمال وشرق سوريا، ومن ثم حلها.

وفي مخيم الهول والمعروف، أنه أخطر مخيم في العالم، 45 كم شرق مركز مقاطعة الحسكة، تزداد الجرائم يوماً بعد يوم، الأمر الذي يزيد من تخوف أهالي المنطقة، حيث وصلت حصيلة القتلى في المخيم إلى 148 شخصاً، وحصيلة الذين أصيبوا بحوادث أخرى إلى 103 أشخاص، علماً أن منذ بداية العام الجاري حصلت ثماني عشرة حالة قتل، وإصابة ثلاثة عشر آخرين، على الرغم من الجهود المكثفة، التي تبذلها قوى الأمن الداخلي؛ للحد منها في المخيم.

داعش يهدد أمن المنطقة

وأبدى مواطنون في ناحية الهول، وحي غويران في الحسكة، تخوفهم من وجود داعش في المنطقة، عبر وكالة أنباء هاوار، على ضرورة حل ملف داعش في المنطقة.

حيث يؤكد المواطن عبد الله الطلاع من أهالي وسكان حي غويران جنوبي الحسكة، أن بقاء المعتقلين دون محاكمة، يشكل خطراً كبيراً يهدد أمن واستقرار مناطقهم، وقال: “منذ اعتقال المرتزقة في سجن الصناعة، ضمن حي غويران، أثر بشكل سلبي على حياة أهالي الحي، وكذلك ما يخص أمن المدينة، فهو يأوي ارهابيين، ويثير القلاقل بين الحين والآخر، مع كل ممانعة للمرتزقة داخل السجن، وكان آخرها هجوم الخلايا على السجن”.

وأضاف “أن وجود المعتقلات، وبقاءهم محتجزين فيها، دون حلول، مع وجود خلايا لها، تتحرك خارج السجن، لن يجلب للمدينة سوى المزيد من الضرر والدمار”، مناشدا الدول استعادة رعاياها من المرتزقة.

الوقائع تكشف الخطورة

وشهدت مدينة الحسكة بشمال وشرق سوريا، في الـعشرين من كانون الثاني هجوما لخلايا مرتزقة داعش على سجن، كان يحتجز أكثر من خمسة آلاف مرتزق “سجن الصناعة”، في محاولة من الخلايا تسهيل محاولة فرار المرتزقة من السجن، وقد فشل الهجوم بعد سبعة أيام من المعارك في حيي “غويران، والزهور” ومحيط السجن. وعن تأثير هذه الجرائم لمرتزقة داعش في المنطقة، قال المواطن عدنان الهاشم من الحي ذاته: “يعد سجن الصناعة قنبلة موقوتة، في وجه المواطنين القاطنين في الأحياء المحيطة به، وتنظر الإدارة الذاتية إلى هذا السجن بعين الحذرة والمراقبة لأحداثه كلها، وما شهدته المدينة عند هجوم المرتزقة على السجن، وتدمر المنازل، والاضرار البشرية والمادية، التي لحقت بالسكان، والخوف والرعب، الذي خيم على الأهالي، يوضح مدى تلك الخطورة القائمة”.

وطالب المواطن عدنان الهاشم المنظمات الحقوقية الدولية، السعي، والعمل على إنهاء خطورة داعش، والعمل على إعادتهم إلى بلدانهم، لإبعاد خطر تلك القنبلة الموقوتة.

ويقع مخيم الهول، الذي يعد الأخطر في العالم، على بعد أقل من 200 متر، من مركز الناحية المأهولة بالسكان من الجهة الجنوبية، ويضم 56 ألفا، و97 شخصا ” من السوريين، والعراقيين، والأجانب”، جلهم من الأطفال، والنساء من عوائل مرتزقة داعش، من بينهم ثمانية آلأف و109 نساء وأطفال لداعش ينتمون لدول أجنبية.

مطالب بإطلاق عمليات أمنية في المنطقة 

وعن خطورة وجود هذا المخيم في منطقة آهلة بالسكان، أوضحت المواطنة نسرين حسن، من أهالي ناحية الهول التابعة لمقاطعة الحسكة، إن الناحية، التي تضم مخيم الهول، والذي يحتجز فيه أسر مرتزقة داعش: “الجميع يتحدث، أن مخيم الهول قنبلة موقوتة، فالمخيم يشهد حالات قتل مستمرة، لذا يشكل خطراً كبيراً على أهالي ناحية الهول، الذين يجاورون هذا المخيم”.

وتشعر المواطنة نسرين حسن بالقلق إزاء بقاء واقع المخيم على ما هو عليه، دون أي تحرك دولي جاد، قائلة: “لدينا قلق ومخاوف كبيرة من هذا المخيم، فجرائم القتل، التي ترتكب بداخله، قد ترتكب خارجه، إذا خرج عن السيطرة”، مطالبة بتشديد المراقبة، وبإطلاق عمليات أمنية موسعة، وزيادة أعداد القوات الأمنية؛ للحد من الجرائم، التي تقع فيه، وللحد من فرار أسر داعش، ووصول الخلايا إليهم”.

وناشدت المجتمع الدولي، والدول، التي لها مواطنون في المنطقة، تحمل مسؤولياتها في حماية أهالي المنطقة من خطورة داعش، ومحاكمتهم عبر محاكم في شمال وشرق سوريا، أو ضمن بلدانهم.

ويذكر أن قوى الأمن الداخلي، تطلق عمليات أمنية داخل المخيم، وخارجه بين الفنية والأخرى؛ للحد من جرائم مرتزقة داعش، والقبض على خلاياه خارج المخيم.

بقاء ملف داعش معلقاً يضاعف الخطورة

وضمن السياق ذاته، عبر المواطن حسان السلطان عن استيائه ببقاء ملف داعش معلقا “كل ما تشهده ناحية الهول من اضطراب أمني وغيره، ووقوع حالات اغتيالات، جميعها نتيجة تواجد هذا المخيم، والكل يعلم أنه قنبلة موقوتة، وفي أي لحظة ممكن أن تنفجر، ويسبب ضرراً، وأزمة لأهالي ناحية الهول، بشكل خاص، والمنطقة بشكل عام”.

ويرى حسان السلطان، أن إنهاء خطورة مرتزقة داعش على شمال وشرق سوريا، يكمن في تحمل الأطراف الدولية مسؤولياتها، وفي مقدمتها التحالف الدولي، والدول التي لها مواطنون في المخيمات، وفي المعتقلات، ويترتب لمعالجة ملف داعش توحيد الجهود الدولية، والعمل بشكل جاد.