No Result
View All Result
المشاهدات 4
أساطير وروايات عدة نُسِجت حول تمثال “أبو الهول” الواقع في منطقة الأهرامات بالجيزة غرب العاصمة المصرية القاهرة، على مدار تاريخه الممتد لما يقارب أربعة آلاف عام. آخرها ما تم تداوله من صور وفيديوهات تُظهر التمثال، وهو مغمض العينين على غير عادته المعروفة منذ آلاف السنين، مما أثار ضجة في مواقع التواصل الاجتماعي في مصر.
وترجح الدراسات الأثرية أن التمثال الشهير كان مُغطى بطبقة من الجص الملون، وتشير لذلك الألوان الأصلية التي لا تزال ظاهرة إلى جانب إحدى أذنيه، أما تاريخ نحته فيعود بحسب الدلائل التاريخية إلى عهد الملك خفرع صاحب ثاني أكبر الأهرام الثلاثة في الفترة بين عام 2532 إلى عام 2525 قبل الميلاد، وهو ثالث أو رابع فراعنة الأسرة الرابعة في الدولة القديمة، ونجل خوفو صاحب الهرم الأكبر.
ويعد أبو الهول أحد أضخم وأبرز التماثيل في العالم، ويصل طوله حتى 73.5 متر، أما عرضه فيبلغ 19.3 متر، في حين يبلغ طول الأرجل الأمامية حوالي 15 متراً، ويصل ارتفاع أبو الهول من سطح الأرض حتى قمة رأسه ما يقارب 20 متراً.
تحتمس ولوحة الحلم
وارتبط عديد من الروايات والأساطير بالتمثال الشهير، فوفق كتاب “أبو الهول تاريخه في ضوء الكشوف الحديثة” لعالم الآثار المصري سليم حسن، كان حلم أثناء النوم بين قدمي تمثال أبو الهول سبباً في تولي الملك تحتمس الرابع مقاليد الحكم، على الرغم من أنه لم يكن يملك الحق الشرعي في السلطة، وتحتمس الرابع هو الملك الثامن في الأسرة الثامنة عشرة قد حكم من الفترة 1401 إلى 1391 قبل الميلاد، أي بعد نحو ألف عام من تاريخ بناء تمثال أبو الهول.
ويسرد الكتاب أن زيارة الملك تحتمس الرابع منطقة الأهرامات، لولعه الشديد بركوب الخيل، كانت كلمة السر وراء الكشف عن بقية تمثال أبو الهول، وأثناء الرحلة، توجه تحتمس الرابع إلى رأس تمثال أبو الهول لينال قسطاً من الراحة، وحينها كان رأس التمثال هو الجزء الوحيد الظاهر منه.
بعدها أعلن تحتمس الرابع أن أبو الهول جاءه في المنام يطلب منه إزالة الرمال عن بقية جسده، ووعده بأن يصبح ملكاً على مصر حال تنفيذ هذا الأمر، ليتولى بعدها مقاليد الحكم.
وتوثيقاً لقصته التي أطلق عليها الأثريون “قصة الحلم”، دونها تحتمس الرابع على لوحة كان نصها: “خرجت للصيد في هضبة الأهرامات، وكان يوماً شديد الحرارة، وتوجهت إلى أبو الهول لأحتمي بظله من الشمس، وخاطبني أبو الهول شاكياً من الرمال التي تخنقه وطلب الاعتناء به”.
وجرى العثور على هذه اللوحة المثبتة بين قدمي التمثال عام 1817 في حالة سيئة، لتعرضها لتآكل بفعل الأمطار في منطقة الأهرامات.

لحية أبو الهول
من المتعارف عليه أن فراعنة مصر جميعهم كانوا يرتدون اللحية الصناعية، حيث تُظهر ذلك التماثيل التي صمموها، ولا يكاد تمثال يخلو من اللحية، ما دفع للتساؤل بشأن مصير لحية أبو الهول.
وتزعم بعض الروايات أن “ثلث” لحية أبو الهول وجدت في أحد متاحف بريطانيا، حيث أهداها عالم المصريات الإيطالي جيوفاني كافيغليا، الذي عثر على جزء من اللحية في الرمال، التي كانت الرمال أخفتها بالكامل، فيما عثر عليها خلال أعمال حفر وتنقيب قام بها عام 1817. كما جرى العثور على أجزاء أخرى من اللحية عامي 1925 و1926، وما زالت في بريطانيا حتى هذا الوقت.
الغموض الذي يحيط بأبو الهول امتد إلى الزعم بأنه أغلق عينيه فجأة، وانتشرت قبل أيام صور ومقاطع فيديو تظهر عينيه مغمضتين، خلافاً لما اعتاده المصريون طوال نحو أربعة آلاف عام، إلا أن مصادر في وزارة السياحة والآثار المصرية نفت ذلك الأمر ووصفت تلك الصور بالمفبركة.
وعلّق متخصص الآثار المصرية على أبو دشيش، في تصريحات صحافية، قائلاً إن تلك الصور غير منطقية وليست صحيحة، مؤكداً أنه على مدار الزمن ظل تمثال أبو الهول يحيطه “السحر والغموض”، ولأنه من إحدى أيقونات الحضارة المصرية القديمة، ظل دائماً حديث العالم المفتون بغموض وجمال الحضارة المصرية القديمة المتفردة.
وذكر أبو دشيش، أن تمثال أبو الهول يوجد فيه أربعة أنفاق، فهناك السرداب الأول أعلى ظهر التمثال، وكان المهندس الفرنسي بيرنغ، حفره عام 1937 خلف رأس أبو الهول، واستخدم بريمة للحفر وصل بها لعمق ثمانية أمتار داخل التمثال، ثم توقف عندما تعثرت البريمة، وحاول علاجها بوضع كمية من البارود داخل السرداب لتفجيره، ولكنه تراجع حتى لا يدمر الأثر الفريد، وأشرف زاهي حواس على تنظيف ذلك السرداب لاحقاً.
وأشار أبو دشيش إلى أنه كان من أهم ما تم العثور عليه بداخله جزء من رداء الرأس الخاص بأبو الهول، مضيفاً أن السرداب الثاني يوجد في الجانب الشمالي من التمثال، ولا يمكن رؤيته الآن، بعد أن تم إغلاقه بواسطة العالم الفرنسي بارثر، فيما يقع السرداب الثالث خلف “لوحة الحلم”، حيث حفر المغامر الإيطالي كافيغليا، في أوائل القرن التاسع عشر، أسفل صدر أبو الهول حيث عثر على لوحة الحلم.
وكالات
No Result
View All Result