رامان آزاد_
نوروز ليس مناسبة احتفاليّة وفق التقويم، بل رمزٌ يستلهمُ منه الشعبُ الكرديّ روحَ المقاومةِ والثورةِ على الظلمِ، وهو مناسبةٌ مفتوحةٌ لكلِّ الشعوبِ المُحِبةِ للسلامِ والعاملةِ لأجله، ولذلك عمدَ الاحتلالُ التركيّ ومرتزقته إلى تدميرِ النصبِ التذكاريّ لكاوا الحداد في يومِ احتلال عفرين وجرّفوا أضرحةَ الشهداءِ من أحفادِ كاوا الذين قاوموا العدوانَ طيلة 58 يوماً، في مسعىً لإطفاءِ شعلة نوروز، ولاحقاً أزالوا النصب التذكاريّ في دوّار نوروز، واعتدوا على العائدين من الاحتفال.
لتجميل صورة الاحتلال سمحوا بالاحتفال
شهدت عفرين ليلة نوروز للعام الرابع من الاحتلال التركي، حالة خوف من إيقاد شعلة نوروز خشية الاعتقال، ورُصدت نقاطٌ محدودةٌ أُشعلت فيها النيران، وأوعزت سلطات الاحتلال التركيّ للمتعاملين معها كرابطة المستقلين الكرد وشخصياتٍ بالمجلس الوطنيّ الكرديّ بإقامة الاحتفال في ثلاثة مواقع (راجو وميدانكي وباسوطة)، واقتصر الحضور على بضعِ مئات بما فيهم المرتزقة والمستوطنين، وبذلك تمّ صنع صورة الاحتفال الشكليّة التي تناقلتها مواقع إعلاميّة وصفحات التواصل الاجتماعيّ وتحقّق الهدفُ الدعائيّ لتجميلِ صورةِ الاحتلالِ، ولكنَّ الحواجز تعرضت للمواطنين العائدين من الاحتفالِ، وأساءت إليهم، واعتُقل عدداً منهم من المواطنين.
ذكرتِ المصادرُ المحليّة أنّ مرتزقة “الحمزات” وعناصر الشرطة المدنيّة على الحاجز المشترك في مدخلِ مدينة عفرين الكائن في ترندة تعرضوا يوم نوروز للمواطنين الكرد العائدين من الاحتفال بلدة باسوطة، واعتدى عناصر الحاجز بالضرب على بعض المواطنين الكرد ووجّهوا لهم الشتائم والإهانات، بسبب رفعهم علم إقليم كردستان. وجاء الاعتداء رغم أنّ سلطات الاحتلال التركيّ والمرتزقة سمحوا للمواطنين الكرد بالاحتفالات المحددة بمواقع (باسوطة وراجو وميدانكي)، فيما منع مرتزقة “أحرار الشام” الاحتفال في جنديرس وشران. كما وقعت حالات اعتداء على المواطنين الكرد على حاجز القوس (المدخل الشرقيّ للمدنية) بسبب مشاركتهم في الاحتفال بعيد نوروز.
ورغم حضور المرتزقة الاحتفال ورفع أعلامهم، والاحتفاء بأغانٍ عربيّة، إلا أنّ معظم أوساط المرتزقة أبدت على معرفاتها وصفحاتها امتعاضاً للسماحِ بالاحتفالِ ونعتوه بأوصافٍ سيئةٍ.