سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

عفرين… لا تسمح لك الخروج منها إلّا برفقة الروح

سوزدار وقاص (إعلامية)_

في إحدى ليالي الشتاء الباردة من شهر كانون الثاني الباردة في مدينة قامشلو، كنا كالعادة على رأس عملنا في متابعة ونشر الأخبار اليومية المتعلقة بمناطق روج آفا، وشمال وشرق سوريا مروراً بالشرق الأوسط إلى العالم.
صباح الـعشرين من تشرين الثاني 2018 مرّ كعادته إلى الرابعة عصراً، حيث بدأ طوفان الحرب في مدينتي عفرين، فجأة لم نجد سوى وكالات، والمواقع الإخبارية، والمحطات التلفزيونية، قد بدأت نشر أخبارها العاجلة، وعناوين مختلفة “المحتل التركي بدأ هجومه ضد عفرين”.
نشرنا خبرنا العاجل الأول، حول هجوم المحتل التركي على المدينة، بعدة غارات جوية، بعد تهديداته المتكررة، وبينما نحن نظن أن هذا الهجوم يستمر ساعات، أو ربما يوماً أو يومين، كما عادته في هجماته المتكررة، لكن هذه المرة خابت ظنوننا واستمر لـثمانية وخمسين يوماً حيث… (مقاومة العصر).
حالة الحرب، والمعارك، والهجوم، لم تكن جديدة لي، كوني عشتُها في حيي الشيخ مقصود طيلة أربع سنوات متتالية، لذا عرفت ما معنى أن تسمع أصوات القصف، والقذائف، والصواريخ، عرفت ما معنى شعور الموت، والفناء، والحياة، أن نعيش بحرية، وبأمان مع من نحب، وفي أماكن نحبها، شعور الخوف علينا من الأذية، لكن ما أن تكون أنت هذه المرة المشاهد للحرب، وتشاهد بأم عينيك مدينتك تصارع الهجوم، بالطبع ستُصاب بالخوفِ، وبالهلعِ، وبالقلقِ، وستدركُ خطورةَ الحربِ، وكأنك لم تعش طيلة هذه السنوات تلك الحرب القذرة، التي تعودت عليها.
مرّت الأيام، ونحن نحدق في نشرات الأخبار، وقلوبنا تخفق مع كل مشهدٍ مصوّر من مدينتي، طائراتٌ تقصفُ المساجدَ والآثار، والصواريخ توجه صوب أجساد أهلها، وجدران بيوتها، كلنا كنا آذاناً صاغية فيما يجري، وبانتظار خبر توقف الهجمات، وانسحاب المحتل، أو تدخل جهة حقوقية، أو إنسانية أو دولية، لكن لم يحدث ذلك، بل يوم تلوَ اليوم، كُنا نشاهد قرىً من قرانا تُحتل، تُغتصب ويستشهد أبناؤها وأهلها.
تلك الأيام لم تكن عادية فيما يتعلق بي وبالجميع، ماذا حصل؟ وإلى أين الدرب؟ إلى أين سنصل؟ أنبقى أحياء، أم سنموت؟ عشنا الحرب رغم بعدها بمسافة كبيرة لكننا شعرنا بمن فيها.
من سمع عن مقاومة روج آفا ليس كم يراها عن قرب، في الحقيقة أهالي روج آفا بمكوناتها، وطوائفها تُرفع لهم القبعة بمقاومتهم ونضالهم، عفرين كانت بوابة هذه المقاومة، من الداخل أهلها، الذين سطروا ملاحماً في تأدية دورهم ووظيفتهم، دون أن يأبوا ويخشوا طائرت الاحتلال التركي، ومن الخارج قوافل الإنسانية والمعنوية من شمال وشرق سوريا وحلب إلى شنكال وأوروبا، الذين ذهبوا لمرات عدة إلى عفرين مساندةً لقواتها، وأهلها رغم شدة الهجمات ووحشيتها.
أنا بدوري وصلت إلى عفرين، ولكنني لا أذكر الوقت والتاريخ بالضبط، كنتُ مع قافلة المدنيين من إقليم الجزيرة، استغرق الطريق للوصول إلى عفرين يومين، في الطريق راودني شعور وتساؤلات هل سأعود سالمةً من هناك، أو أموت بداخلها، وهل سنصل إليها أم لا نصل؟ بكل الأحوال ذهبنا وتركنا كل هذه التخيلات جانباً.
على عتبة جبال قرية باسوطة المُطلة على مدينة عفرين وقراهان وقفنا وعيوننا تحدق للمدينة، حيث يخرج في كل بقعة منها دخانٌ أسود، وتارة، تملأ أرجاءها أصوات وضجيج الحرب والطائرات، هذه المشاهد كانت مؤلمة، لأنك ترى مدينتك تنهار وتدمر، في المساء كنا نلتقي في زوياها تحت أصوات القصف، ونسرد ذكرياتنا، ونمشي في شوارعها، والرصاصات تذهب يميناً وشمالاً.
من منا.. بل وأي عفريني يمكنه نسيان تلك اللحظات المؤلمة، التي عصفت بنا، من منا يمكن نسيان أشلاء أهلنا هناك، من منا يمكنه نسيان كل حجرة بيت فيها، كل شجرة زُرعت وأرضٌ فُلحت، بعرق صاحبها، والأهم من يقدر أن ينسى أضرحة الشهداء هناك.
مقاومة العصر، التي استمر في عفرين ثمانية وخمسين يوماً لم تكن عادية أو قليلة، هذه المدة كانت كافية أن تتصدر اسم عفرين المحافل الدولية، وعلى لسان كل فرد وشاعر وفنان، وكّاتب وسياسي، وناشط وصحفي، في تلك الجغرافية الصغيرة على الخارطة، مقاومة مقاتليها من وحدات حماية الشعب والمرأة “أطفالها، نساؤها، رجالها و مسنوها وشيوخها في الدفاع عن مدينتهم، كانت تسرد صرخة عفرين القائلة “لا تتركوني أعاني الاحتلال”.
في وصفه لمدينته “غزة” أثناء الحرب يقول الكاتب أدهم الشرقاوي في كتابه بعنوان “النُطفة” (كل المدن لها أبواب تسمح لما يدخلها بالخروج متى شاء.. إلا غزة فأبوابها تسمح لك بالعبور مرة واحدة فقط إلى الداخل، تمامًا كالعشاق القدامى، الذين حين يفتحون قلوبهم لأحد مرة لا يسمحون بخروجه إلا برفقة الروح)، لكن لطالما فلسطين مغتصبة من قبل إسرائيل، وعفرين من قبل تركيا فحال الاثنان متشابهة في الشعور، وفي الوصف، وفي الواقع.
لذا، وهنا سأعتذر من الكاتب هذه المرة وأقول: إن عفرين أيضاً لا تسمح لأحد بالعبور مرة واحدة إلا برفقة الروح، وستدرك ذلك عندما تسير في شوارعها وبين أشجارها، وتحت سمائها وترتشف مياهها، وتاكل زيوتها، وتقطف من رمانها وعنبها.

احتلوا عفرين ولم يتمكنوا احتلالها في قلوب أهلها
شعورُ الفراقِ أمرٌ بشعٌ ومؤذٍ، مؤذٍ لأنك تستيقظ صباحاً في مكان غير منزلك، وغير مدينتك وغير قريتك، مؤذٍ الاستيقاظ خارج وطنك، ثم تستذكر أنه لم يعد لك، بل أنه اُحتل، اُغتصب أمام أعين العالم، دون أن يرف لهم جفن، مؤلمة تلك الحقوق عندما تؤخذ بقوة الاغتصاب.
لكن من أبشع المظاهر، التي من الممكن أن تراها الأعين، هؤلاء الذين أيدوا هجمات المحتل ضد أبناء جلدتهم، وضد أهلهم، وأرضهم وهم بعيدون عنها مسافةً وروحاً، هؤلاء الذين عمدوا إلى ارتداء الأطقم الرسمية، وأيديهم في جيوبهم، يتبروزون على حساب شعبهم وأهلهم، هؤلاء رفعوا كل شعارات الحرية والسلام، وبداخلهم تجمعت قذارات العالم، أخرجوا أهلهم من مدينتهم، ومن منزلهم، بخيانتهم وببطش المحتل.
عفرين اليوم…
لم تعد عفرين كما عُرف عنها، تغيرت تماماً، سكانها، أشجارها، شوارعها، قراها، أسماؤها ومعالمها، المحتل لم يحتل فقط، بل اغتصب كل شبر منها لتتحول إلى بؤرة للتعذيب، وللاعتقال، وللقتل، وللخطف، وللسرقة، وإلى بؤرة الوحوش، جمعوا كل قذارتهم في هذه المدينة، التي احتضنت كافة المكونات، واحتضنت أهلهم حتى مع بدء الأزمة السورية وكانت ملجأً آمناً لهم.
يعيش أهالي عفرين اليوم في مُخيمات مقاطعة الشهباء المرتبطة بمقاطعة عفرين ونواحيها، سنواتٌ أربع مضت، وهم على أمل العودة، أربعة أعوام، وهم يتحملون برد الشتاء وحرارة الصيف، تحت خيام في سبيل العودة بعد تحرير مدينتهم.
في الحقيقة هم المناضلون الحقيقيون، ولطالما تعايشوا مع كافة هذه الآلام، فبدون شك ستُسترد حقوقهم، فهم الجذور التي لاتموت بل يمنحون الحياة.
للتذكير..
شنت دولة الاحتلال التركي، في الـعشرين من كانون الثاني عام 2018 هجمات عنيفة على مدينة عفرين، واستخدمت اثنتين وسبعين طائرة حربية، واستهدفت أكثر من خمسة وثمانين ومائة موقعاً خدمياً وطبياً وعسكرياً، رافقها قصف بالمدافع وبالصواريخ، أعقبها هجمات برية برفقة مرتزقة “الجيش الوطني السوري” الذي شُكل من قبل دولة الاحتلال التركي عام 2017، وغطاؤهم السياسي ما يسمى بـ “الائتلاف الوطني السوري، وبينهم المجلس الوطني الكردي”، واحتلها تماماً في الـثامن عشر من آذار من العام نفسه، بعد أن استخدمت صنوف عديدة من الأسلحة،  بما فيها الأسلحة الكيميائية.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle