محمد حسين: تركيا تستغل التناقضات الدولية لاحتلال عفرين كاملة

كركي لكي/ غاندي إسكندر –

يستذكر عضو المجلس الرئاسي لمجلس سوريا الديمقراطية، محمد علي حسين احتلال عفرين بمرور أربعة أعوام، بصور، وبمشاهد لجريمة الاحتلال إلى جانب مقاومة العصر المستمرة حتى الوقت الحاضر، مؤكداً محاولات تركيا باحتلالها كاملة، مستفيداً بذلك من الوضع العالمي المتأزم متكيفاً مع التناقضات الدولية.

نقاط عدة ناقشتها صحيفتنا “روناهي” في الذكرى الرابعة لاحتلال عفرين، بحوار خاص مع عضو المجلس الرئاسي لمجلس سوريا الديمقراطية محمد علي حسين، الذي أكد أن مقاومة العصر، كشفت زيف المجتمع الدولي ومؤسساته الأمنية أمام جريمة الاحتلال التركي لعفرين، مشيرا إلى أن الغزو التركي تم بتوافق روسي تام، وأن الغاية من الاحتلال والجرائم اليومية بحق الأهالي في عفرين الغرض منه إفراغ المنطقة من السكان الأصليين، وضم عفرين نهائيا لتركيا تنفيذا لأطماع الساسة الأتراك في السيطرة على المنطقة كلها، مبينا في الوقت ذاته أن التقارب الدولي من قضايا الشعوب يندرج تحت بند المصالح المشتركة.

وهذا نص الحوار:

ـ هاجمت تركيا إقليم عفرين، فاستخدمت أسلحة الناتو كافة، حتى احتلتها بعد مقاومة استمرت

 ثماني وخمسين يوما، برأيكم لماذا احتلت تركيا عفرين؟ وهل كانت هناك مؤامرة لفرض السيطرة التركية على عفرين؟

بعد مرور الأعوام الأربعة للغزو التركي لمدينه عفرين؛ ننحني إجلالاً وإكباراً لأرواح شهداء مقاومة العصر، الذين حفروا أسماءهم بحروف من ذهب  في ملاحم البطولة والفداء، أولئك الأبطال الذين استطاعوا خلال ثمان وخمسين يوما من عمر المقاومة إظهار حقيقة المجتمع الدولي، وتعريته، وكشف زيف مؤسساته الأممية، ولاسيما رؤية العالم أجمع استخدام تركيا في غزوها لمدينة الزيتون، الأسلحة المحرمة دولياً، والطائرات والصواريخ، والغازات الكيميائية، وأحدث أسلحة الناتو، ضد شعب أعزل متمسك بأرضه، ويدافع عن وجوده التاريخي، وثقافته بصدور عارية، أما لماذا احتلت تركيا عفرين، فدون أدنى شك تركيا لم يرق لها موقف وحدات حماية الشعب بالدفاع عن نفسها، وحماية مناطقها، وخاصة بعد ظهور مرتزقة داعش، واحتلالها لمناطق واسعة في سوريا والعراق، وبعد إخفاق داعش في احتلال مدينة كوباني، أصبحت حسابات الدولة التركية تصب في القضاء على وحدات حمايه الشعب والمرأة، فأرادت باحتلالها عفرين أن تقطع الأقاليم الثلاثة (الجزيرة، كوباني، عفرين) من بعضها كمرحلة أولى، ومن ثم تبدأ المرحلة الثانية بالقضاء على تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية  الفتية، ولم يأتِ احتلال تركيا لعفرين الآمنة من فراغ، ودون تخطيط، فقد تآمرت روسيا مع تركيا على الاحتلال، حيث بدأت المؤامرة ضمن المحادثات التي جرت في أستانا، وسوتشي  ومع تدخل روسيا في سوريا بهدف دعم النظام بعد خسارته للعديد من المدن والبلدات، وحين أصبحت دمشق على وشك السقوط، بدأت تساوم الأتراك على تسليم مناطق في العاصمة دمشق مقابل صمت روسيا لغزوها عفرين.

ـ ما الهدف من الجرائم المتكررة بحق أهالي عفرين من قبل المجموعات المرتزقة التابعة لتركيا؟

إن إطلاق أرودغان يد المجموعات الإرهابية في عفرين، يأتي في سياق إحداث تغير ديمغرافي طويل الأمد وطرد أصحاب الأرض الأصلاء، بحجج واتهامات باطلة، وتقوم بين الحين والآخر بترهيب السكان من خلال القيام بتفجيرات بين الشعب بهدف إفراغ عفرين، وبالتالي السيطرة عليها كلياً من جهة، ومن جهة أخرى تسعى إلى زيادة الفرقة، والتخبط بين السوريين، لعدم تمكنهم من الوصول لحلول سياسية لبلدهم سوريا، كي يتسنى لأردوغان تحقيق أحلامه في استعادة السيطرة على المنطقة، وضمها الى أراضيه، محاولاً الاستفادة من الوضع العالمي المتأزم، والتكيف مع التناقضات الدولية؛ لترسيخ تواجده في المنطقة بأسرها.

ـ أين المجتمع الدولي مما يجري في عفرين من انتهاكات تطال البشر، والشجر، والحجر؟

إن ما يجري في عفرين اليوم بعد أربع سنوات من الاحتلال، يرتقي الى جرائم ضد الإنسانية، حيث التعذيب بسبب الاختلاف العرقي، والقتل المتعمد، واختطاف النساء، وسرقة الممتلكات، واستباحة الأعراض، وهدم أماكن العبادة للقرى الإيزيدية، وبناء مستوطنات احتلالية، وهدم وطمس المعالم الأثرية، وبالرغم من وجود العديد من وثائق الانتهاكات من قبل  منظمات أممية، وشهود عيان، وصور الأقمار الصناعية، عما حدث ويحدث إلا أن تلك المؤسسات الأممية، تخضع لضغوط القوى الدولية؛ نتيجة المصالح الجيوسياسية مع الدولة التركية، وربطها بملفات المنطقة عامة، وما ينتج عن توافقات بين تلك القوى.

ـ لماذا التزم المجتمع الدولي الصمت أمام الغزو التركي لعفرين، بينما يتحرك على أعلى المستويات ضد روسيا، وهي تغزو أوكرانيا؟

إن السياسة الدولية تعتمد على المصالح المشتركة بين الدول، وخاصة، ونحن نشهد تحولا على المستوى الدولي، فما يجري بأوكرانيا، هو استنزاف لقدرات وطاقات بعض الدول، وإمكانية تشكيل تحالفات جديده تكون أكثر قوة لفرض توازنات جديدة على العالم؛  لذا نرى أن الاستدارة الغربية صوب أوكرانيا، يأتي في سياق تواجدها في المنطقة، وبشكل أعمق في ظل اقتراب انتهاء المعاهدات الدولية، وضعف التحالفات السابقة، وأن الاهتمام المتزايد بالمسألة الأوكرانية، يندرج تحت فرض نفوذ دولي على حدود روسيا، أما صمتهم عن جرائم الدولة التركية المرتكبة في عفرين، وغزوها اللاإنساني فله ارتباط بالدور، الذي سوف تلعبه تركيا في خدمة التواجد الغربي في المنطقة، ولاسيما أنها عضوة في حلف الشمال الأطلسي.

ـ ما تفسيركم للدعوات المتكررة من قبل ما يسمى بالمجلس الوطني، والمتمثل بدعوة المهجرين العودة إلى عفرين، وهي تحت ظل الاحتلال التركي؟

إن المعارضة السورية، والمتمثلة بالائتلاف السوري لقوى الثورة ومن ضمنها المجلس الوطني الكردي، يرتبطون ارتباطا وثيقاً بتركيا، وبمواقفها المتوافقة مع الإرادة التركية في عفرين، وإن المواقف الصادرة عن شخصيات من المجلس الوطني الكردي من قبيل دعوة العفرينيين المهجرين للعودة، والعيش في كنف الاحتلال والتغاضي عن الانتهاكات المتواصلة بحق الأهالي، يندرج تحت بند ترسيخ الاحتلال التركي لعفرين.