مركز الأخبار ـ
ما حصل في مجزرة حلبجة التي لم يصفها المجتمع الدولي حتى الوقت الحاضر بالإبادة الجماعية يستمر حتى الوقت الحاضر من قِبل نظام آخر، فقط تبدلت الأوجه، فالفاجعة هي نفسها، ويقع الدور الأكبر على عاتق الجهات الصامتة حيال ما جرى ويجري الآن بحق الشعب الكردي.
في الذكرى السنوية الـ 34 لمجزرة حلبجة والتي حصلت عام 1988 بهجوم لنظام صدام حسين على المدينة والتي راح ضحيتها أكثر من خمسة آلاف من سكانها معظمهم نساء وأطفال، استذكر الآلاف من الكرد هذه الفاجعة في الأجزاء الكردستانية الأربعة والعالم أجمع، مؤكدين على أنها وصمة عار على جبين المجتمع الدولي الذي لم يصفه حتى الآن بالإبادة الجماعية.
وفي ذكرى المجزرة تظاهر عدد كبير من مواطني محافظة حلبجة احتجاجاً على الإهمال المتعمد لهم من قبل السلطات المعنية، وطالبوا بمحاسبة كل الشركات العالمية التي ساعدت النظام البائد بتنفيذ القصف.
وفي مراسم الاستذكار بباشور كردستان وجِّهت انتقادات حادة للحكومة حيث أقامت الحكومة وجمعية ضحايا حلبجة المراسم على حِدة؛ وزارة الشهداء في الحكومة أقامت المراسم في مزار شهداء القصف الكيماوي بينما أقامتها الجمعية أمام مبنى الجمعية. وانتقد رئيس الجمعية لقمان عبد القادر في المراسم المقاومة الحكومة “وعدونا منذ 34 عاماً، ونحن بانتظار تنفيذها لكن ليستمعوا هذا العام إلى ضحايا القصف الكيماوي، أردنا أن يتحدث الضحايا أنفسهم، وآمل أن يسمع المسؤولون ويعيدوا النظر بأنفسهم، ما قاموا به لا يقبله ضحايا القصف الكيماوي على حلبجة، لأن الخدمات في حلبجة معدومة وأهالي حلبجة أصبحوا ضحايا مجدداً”.
وبدوره دعا المؤتمر القومي الكردستاني (KNK) في بيان استذكاره لشهداء مجزرة حلبجة، المجتمع الدولي إلى الاعتراف بمجزرة حلبجة على أنها إبادة جماعية “هذه المجزرة المؤلمة لا تزال في قلوب وذاكرة الشعب الكردي، ولم يتم نسيانها ولن تُنسى أبداً، كما تم تنفيذ العديد من المجازر والإبادات الجماعية المماثلة لمجزرة حلبجة بحق الشعب الكردي من قبل الدول الاستعمارية والفاشية والديكتاتورية في أجزاء كردستان الأربعة”.
مشددين على أن الأسلحة الكيمياوية لم تستخدم بمجزرة حلبجة، فهناك أنظمة أخرى تستخدم المثل بحق الشعب الكردي: “نظام صدام حسين الفاشي ليس الوحيد الذي ارتكب مجازر مثل حلبجة، فقد ارتكبت الدولة التركية الفاشية عبر تاريخها منذ مائة عام من حكمها مجازر وإبادات جماعية عديدة بالأسلحة الكيماوية بحق الشعب الكردي، ولا تزال الدولة التركية الفاشية تستخدم الأسلحة الكيماوية ضد الكرد والمدنيين بشكلٍ وحشي، ونُذكّر أن الدولة التركية استخدمت ولا تزال تستخدم الأسلحة الكيماوية عشرات المرات، منذ العامين الماضيين ضد مقاتلي حركة التحرر الكردستانية والمدنيين في جنوب كردستان”.
المؤتمر القومي الكردستاني دعا في بيانه “المؤسسات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومحكمة العدل الدولية للاعتراف بمجزرة حلبجة على أنها إبادة جماعية”.