الإدارية بمجلس سوريا الديمقراطية بديعة عربو: الثامن من آذار نقطة تحول في تاريخ المرأة

روناهي/ الدرباسية –

أشارت الإدارية في مجلس سوريا الديمقراطية بديعة عبرو، إلى أن يوم الثامن من آذار يومٌ مفصلي في تاريخ المرأة على المستوى العالمي، حيث أصبحت ثورة المرأة في روج آفا مثالاً للمقاومة والنضال للوصول إلى حرية المرأة.

قسّم الثامن من آذار عام 1908 تاريخ البشرية إلى شطرين، ولا سيما موضوع المرأة ونضالاتها، حيث أن الواقع الذي تعيشه المرأة بعد هذا التاريخ، يختلف تماماً عما كانت تعيش قبل هذا التاريخ؛ وذلك من نواحٍ عديدة أهمها، تخفيض ساعات العمل اليومي، ومساواة أجر المرأة مع أجر الرجل، لذلك بات الثامن من آذار، يوم انطلاق أول مظاهرة نسائية ضد أوضاع المرأة في نيويورك الأمريكية، وبات يُعرف بيوم المرأة العالمي.

وللحديث أكثر عن معاني هذا اليوم ودلالاته، التقت صحيفتنا مع بديعة عربو، الإدارية في مجلس سوريا الديمقراطية بناحية الدرباسية، حيث قالت: “في عام 1908، رفعت نساء نيويورك رأسهن عالياً، في ذلك الوقت قُلن كلمتهن، وأعربن عن رفضهن للظلم، الذي يتعرضن له، كما أن تلك النسوة كن قد اكتشفن أنفسهن في التاريخ ذاته، لهذا السبب تعرض هذا اليوم للكثير من المحاولات، التي كانت تهدف إلى إعادة إركاع المرأة أمام الذهنية السلطوية للرجل، ولكن نضالات المرأة كانت أقوى من أن تُكسر، لذلك استمرت المحاولات لأكثر من خمسين عاماً، حتى تم اعتماد الثامن من آذار يوماً عالمياً للمرأة بالتصديق من قبل هيئة الأمم المتحدة”.

الإصرار على التحرر

بديعة تابعت: “أثناء خوض النضال؛ تعرضت المرأة لشتى أنواع التعذيب والمضايقات، ألا أن إصرارها على التحرر، أفشل كل هذه المحاولات، فبالرغم من معارضة الدول الرأسمالية الكبرى لفكرة تحرر المرأة، إلا أنها اضطرت مرغمة على تخصيص يوم للمرأة، وهذا إن دل على شيء، فإنه يدل على المستوى الرفيع من الوعي، الذي وصلته النسوة، والذي يمنعهن من الرضوخ مجدداً، كما أن ما حصل في نيويورك في ذلك اليوم، لم يكن سوى الشرارة التي أوقدت نار ثورة تحرر المرأة، وخير دليل على ذلك، هو استمرار النساء حتى يومنا هذا في مطالبتهن بالتحرر ورفض الظلم بجميع أشكاله، بدءاً من الظلم، الذي يتعرضن له في إطار الأسرة، وصولاً إلى نضالهن في المعامل وساحات العمل الأخرى”.

روج آفا والمرأة الحرة

بديعة أضافت: “أقسى أنواع الظلم، الذي تتعرض له المرأة هو في منطقة الشرق الأوسط، حيث نشهد انتشاراً مُرعباً للسلطة الذكورية، وهذا بسبب سياسات التجهيل التي تتبعها أنظمة هذه المنطقة عمداً، بهدف إحكام سيطرتها على الحكم، وقمع أي حركة تهدف إلى التحرر، كما أن الأقاويل التي تطال المرأة تاريخياً من قبل، “ناقصات عقلٍ ودين، وضلوع قاصرة في المجتمع”، لم تكن سوى أساليب متبعة لإعطاء نظرة دونية عن المرأة، بحيث تبتعد كل البعد عن خوض نضالات التحرر، ولكن ضمن هذا القمع المنظم الذي تتعرض له المرأة، ظهر في منطقة الشرق الأوسط نموذجٌ، يُمكن الاحتذاء به في هذه المنطقة والعالم أجمع فيما يخص تحرر المرأة، أنه نموذج الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا.

هذا النموذج الذي أفسح المجال للمرأة لإثبات ذاتها أولاً، وللعالم ثانياً، حيث أن وجود المرأة إلى جانب الرجل في كافة ميادين العمل في شمال وشرق سوريا، يُثبت بما لا يدع مجالاً للشك، أن هذه الإدارة أعطت المرأة حقها إلى درجة بعيدة، فلأول مرة يتم تطبيق نظام الرئاسة المشتركة في منطقة الشرق الأوسط، بعد أن كانت الإدارة بمختلف المستويات في هذه المنطقة محصورة بالرجل فقط، وما المرأة سوى تابعٍ لهذا الرجل، ولكن الإدارة الذاتية جعلت من المرأة مكافئاً للرجل، حيث لم يعد بالإمكان تهميش المرأة او استعبادها”.

تحرر قائم على أساس العلم

 الإدارية في مجلس سوريا الديمقراطية بناحية الدرباسية “بديعة عربو” اختتمت حديثها: “إن دفع المرأة إلى الواجهة، وخطوتها الأولى نحو التحرر في شمال وشرق سوريا، لم يكن على أساس فوضى، بل جرى بشكل منظم قائم على علم وفلسفة كاملة، هي فلسفة القائد عبد الله أوجلان، الذي أعار المرأة ومسألة تحررها اهتماماً كبيراً، تجلى في الجنولوجي (علم المرأة) والذي وضع الأسس العلمية لتحرر المرأة، والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، اعتمدت على هذا العلم في تعاملها مع قضية المرأة، لذلك نراها تخطو خطوات كبيرة نحو استكمال هذا التحرر”.