تعدد الجرائم والضحية واحدة.. ما أسباب ازدياد قتل النساء بشكل كبير في مناطق الحكومة السورية؟

قامشلو/ ميديا غانم –

آيات الرفاعي والشقيتان وئام ومريام وآخرها الشابة بتول صقر 22 عاماً؛ فمنذ فترة قليلة تداول خبر وفاتها في منزلها بقرية الجبيرية التابعة لمدينة القرداحة؛ فقد كثرت في الآونة الأخيرة جرائم قتل النساء في مناطق الحكومة السورية، فما الأسباب؟

زادت بشكل كبير ضحايا جرائم القتل على يد أقرب الناس إليهن في مناطق الحكومة السورية، جرائم تتوالى ولكنهن لسْنَ الضحية الأولى للتعنيف من قِبل الذكر، فهناك آلاف الضحايا السوريات، اللائي يتعرضن للتعنيف من قِبل الذكر وفي العائلة بالتحديد، إلا إن قضية بعضهن تحولت إلى الرأي العام، بينما كثير من النساء يتعرضن للتعنيف والضرب ومحيطهن لا يحرك ساكناً.

وبهذا الصدد حدثتنا الناطقة باسم مجلس المرأة السورية – مكتب حلب “هيفاء حسن” قائلةً: “كمجتمعٍ شرق أوسطي وسوريا من ضمنها، تسيطر عليه الذهنية الذكورية، التي تنظر للمرأة بمنظور الشرف والاستملاك، ومن ثم العادات البالية التي تتوارثه الأجيال، والتي تقيد حرية المرأة حتى أصبحت عاداتهم هذه قوانين مفروضة على المرأة، وأيضاً تحوير الذكر الدين لصالحه باستغلال المرأة باسم الدين خلق مجتمعاً جاهلاً بذهنية متخلفة، لا يعترف بحقوق المرأة والتصرف بحياة المرأة كسلعة، يمتلكها وله حق طبيعي بقتلها وتعنيفها وحرمانها من حقوقها كافة”.

“أسباب كثيرة”

وحيال أسباب ازدياد قتل النساء في الآونة الأخيرة، وبشكل خاص في مناطق سيطرة الحكومة السورية، ذكرت هيفاء أن ازدياد قتل المرأة في سوريا مؤخراً له أسباب كثيرة بدءاً من ارتباطها بالأسباب العامة، التي ذكرناها آنفاً، وزد عليها الأزمة السورية التي أثرت على المرأة خصوصاً بشكلٍ سلبي، كانعدام سيادة القانون في معظم المناطق، والتأثير السلبي للكثير من ضعفاء النفوس بالذهنية الوحشية للمتطرفين، كداعش تجاه النساء، وحالات الفقر وقلة وعي المرأة بحماية حقوقها وحرمانها منها، ذلك كله يؤدي إلى ازدياد جرائم قتل النساء، وأكبر مثال على ذلك الجريمة المروعة بحق آيات الرفاعي، وهذا يدل على مدى وحشية الذهنية الذكورية بحق النساء والمجتمع بعاداته البالية، كتزويج القاصرات مثل آيات كان السبب لحدوث الجريمة بحقها وهي قاصر”.

وتابعت: “أيضاً الطابع العشائري يعدّ سبباً كبيراً في تعنيف النساء اللواتي تعد شرفاً للعائلة، لذا أي جريمة بحقهن لا يخضع الذكر للقانون، فهو ينظر للمرأة كأنها من ممتلكاته، وأيضاً بمرور 11 سنة على الأزمة السورية لغة السلاح تضفي على الواقع، ما زاد العنف بحق النساء ضعف ما هو على الرجل، حتى بات بعضهم يتفننون بقتل المرأة، ويرون في ذلك رجوليتهم”.

“دور المنظمات”

وشددت هيفاء على دور المنظمات المعنية بشؤون المرأة في الحد من العنف بحق النساء وقالت: “للمنظمات النسوية دور ريادي وكبير في إيصال صوت المرأة، وفضح الجرائم بحق النساء وتشهيرها، والمطالبة بحقوقها، فمثل جريمة قتل آيات، فلولا تشهير النشطاء لهؤلاء المجرمين على مواقع التواصل الاجتماعي، لما كان لهذه الجريمة ذلك الصدى، ولما كانت محاسبة المجرمين، والدور الأهم هو توعية النساء وتطويرهن، وحثهن على المطالبة بحقوقهن وتعزيز دورهن في المجتمع”.

هيفاء أوضحت أن أكثر المناطق السورية عرضةً لجرائم قتل النساء، وتعنيفهن هي المناطق التي تحتلها تركيا ومرتزقتها، وأردفت: “في هذه المناطق لا قوانين تحمي حقوق المرأة وسط ذهنية ذكورية ضد أي حق للمرأة ولوجودها، بل على العكس هم يستعبدون النساء في تلك المناطق، بدايةً من إلباسهن الأسود، وحبسهن ضمن المنزل، وانتهاءً بالاعتقال والاغتصاب وقتل النساء وتعنيفهن بأبشع الأساليب”.

وبيَّنت هيفاء: أنه للحد من قتل النساء بالدرجة الأولى يتوجب توفير الأمان لهن، سواءً كان في العمل أو المنزل أو الشارع، وذلك عبر رفع سوية المجتمع وتوعيته بحقوق المرأة بدايةً من التعليم والحد من العادات البالية كزواج القاصرات، وغيرها وأضافت: “الأهم توعية المرأة بحقوقها وذاتها، فكل امرأة تعرف ذاتها تستطيع أن تجابه العنف بحقها بشكل أكبر”.

واختتمت الناطقة باسم مجلس المرأة السورية – مكتب حلب “هيفاء حسن” حديثها قائلةً: “نحن في مجلس المرأة السورية، نناشد جميع المنظمات والمؤسسات المعنية بشؤون المرأة أن تزيد من وتيرة النضال في وجه العنف بحق المرأة، ولنوصل قضايا جرائم العنف بحق النساء للمحافل الدولية، وتحصيل حقوقهن وتوعيتهن في جميع المجالات، وهذا واجب علينا يجب أن نؤديه على أكمل وجه لحماية كل امرأة من العنف”.