قامشلو/ رشا علي –
من أجل تسليط الضوء على المقاومة التاريخية في مدينة كوباني، وإظهار الملاحم البطولية للمقاتلين والمقاتلات، قامت مؤسسةُ كومين فيلم روج آفا المعنيّة بأعمال الفنّ، والسينما في شمال وشرق سوريا، في بداية عام ٢٠٢١ بتصويرَ فيلمٍ روائيٍّ تدورُ أحداثُه حول مقاومة مدينة كوباني، والتي لاقت صدىً عالمياً، بعد ملاحم بطولية أفضت لكسرِ الحصار المفروض على المدينة من قبل مرتزقة داعش عام ألفين وأربعة عشر.
من أجل القضاء على الوجود الكردي، وبدعم من دولة الاحتلال التركي، وبعض الدول الإقليمية، قامت مرتزقة داعش في عام ٢٠١٤ بالهجوم على مدينة كوباني من ثلاثة اتجاهات، حيث شارك في الهجوم عدد كبير من الإرهابين المدججين بمختلف الأسلحة الثقيلة، والحديثة التي استولوا عليها من الجيش العراقي بعد هروبه من مدينة الموصل العراقية، وتوقع معظم المراقبين بسقوط المدينة في أيدي مرتزقة داعش في مدة قصيرة، ولكن بفضل فلسفة الحرية التي يؤمن بها أهالي مدينة كوباني تم صد الهجمات ودحر المرتزقة، وتم الدفاع عن المدينة، وتسطير ملاحم البطولة والفداء، فتوحد الكرد في الأجزاء الأربعة من أجل الدفاع عن مدينة كوباني، وشارك في المقاومة التاريخية المقاتلون الكرد من الأجزاء الأربعة وبالإضافة إلى المقاتلين الأمميين. ومن أجل تسليط الضوء على المقاومة التاريخية، قامت مؤسسة كومين فيلم بتصوير فيلم تدور أحداثه عن المقاومة، وقصص المقاتلين الذين وقفوا في وجه أقوى مرتزقة إرهابية في العالم بإمكانيات قليلة.
إظهارُ المقاومةِ البطوليّةِ
ولمعرفة المزيد من المعلومات حول فيلم “مقاومة كوباني” التقت صحيفتنا “روناهي” مع منتج ومخرج مساعد الفيلم ديار حسو، حيث أوضح أن الهدف من صناعة فيلم مقاومة كوباني، هو إظهار قصة المقاومة البطولية للكرد، وللعالم أجمع، وأن القصة مهمة للكرد وللعالم لأنها قصة انتصار الشعب، والقيم الإنسانية على الظلام، والقوى الرجعية وقال: “إن صناعة أي فيلم تكون الغاية منها إظهار قصة ما، ونحن كان لدينا قصة مهمة جداً، وهي المقاومة البطولية لكوباني، وأردنا إظهارها، وتكمن أهمية القصة في علاقتها بالعالم أجمع، حيث قام المقاتلون في كوباني بالدفاع عن القيم الإنسانية بالنيابة عن العالم، وأردنا أن يعرف الجميع هذه القصة وأن يعرفوا أبطالها”.
وبين حسو أن قصة الفيلم تدور حول أحد الجوانب من مقاومة كوباني، والشخصيات التي تجسد المقاومة والأحداث، التي جرت وقتها، وأن الفيلم هو الجواب للسؤالين التاليين: ماذا حدث في مدينة كوباني؟ ولماذا كان أهالي كوباني أصحاب إرادة قوية؟ لماذا اتخذوا قرار المقاومة؟ وكيف استطاعوا هزيمة أكبر تنظيم إرهابي في العالم؟ كما بين أن الفيلم سيجعلك تستنتج كيفية دحر داعش ومعرفة التفاصيل، التي أدت إلى انتصار المقاومة، وأن الجواب يكمن في إرادة الشعب في كوباني، والتي أدت إلى الانتصار، وأن الفيلم يتناول مراحل المقاومة عبر بعض الشخصيات، التي قدمت أروع آيات البطولة.
انضمامُ ممثلين من داخلِ وخارجِ روج آفا
أما عن الممثلين الذين شاركوا في صناعة الفيلم، فقد أشار حسو أن معظمهم كانوا يشاركون للمرة الأولى، أو الثانية في التمثيل، وأنهم أشخاص كانوا في المدينة أثناء المقاومة، وشاركوا في المقاومة، وبعضهم من أهالي كوباني، عاشوا قصصاً مشابهاً أو عاشوا قصة كوباني، كما بينهم ممثلون من الجزيرة، وعفرين، ومن باكور كردستان، وقال: “من أجل ترشيح الممثلين للتمثيل في الفيلم، كانت اختيارنا لأشخاص يستطيعون إظهار المشاعر بشكل حقيقي، هم الذين كانوا قريبين من الحقيقة، وعاشوها بكل تفاصيلها، هم وحدهم يستطيعون أداء الدور بشكل صادق”.
الصعوباتُ والمعاناةُ
وحول الانتهاء من الفيلم والصعوبات التي واجهتهم لفت حسو، أن الأسباب، التي أدت إلى تأخير التصوير، وإنجاز الفيلم كانت كثيرة، وأن الفيلم تم تصويره في مدينة كوباني والمناطق المجاورة لها، وأنهوا تصوير المشاهد، والتي استغرقت ستة أشهر، ولكنهم لم ينتهوا من إنجاز الفيلم بشكل كامل، كما أشار حسو إلى وجود صعوبات أخرى، مثل أهمية الموضوع التي ستبنى عليها قصة الفيلم فيما يتعلق بالشعب الكردي، وأن القصة تحكي عن مقاومة وانتصار تاريخي، أثر على العالم، وأنها كانت بداية هزيمة داعش.
كما أكد حسو أن قصة الفيلم تحوي تفاصيل كثيرة جداً، حيث جرت معارك طاحنة في مدينة تحوي مئات الشوارع والأحياء، والآلاف من البيوت بالإضافة إلى الآلاف من أهالي كوباني، والمقاتلين الكرد والأمميين، الذين دافعو عن المدينة، كما نوه أن المدينة جرت فيها الآلاف من قصص المقاومة والبطولة، ووجود صعوبة في صناعة فيلم مدته ثلاث ساعات، وفيها هذه التفاصيل والبطولات المقاومة كلها وقال: “إن المنطقة كانت في حالة حرب بسبب الهجمات الاحتلالية للدولة التركية، وكانت أغلب الطرق مغلقة، واضطررنا إلى إحضار بعض الأدوات التقنية من أجل الفيلم من خارج المنطقة، بالإضافة إلى مشاركة الآلاف من الأشخاص في هذا الفيلم، تمثيل بعض المشاهد في مناطق أخرى، بسبب التهديدات التركية، ووباء كورونا وقواعد التباعد الصحي للوقاية منها، بالإضافة إلى حالة الطقس، وهناك الكثير من التفاصيل الأخرى”.
