قامشلو/ دعاء يوسف –
استنكرت الرئيسة المشتركة لمؤتمر الإسلام الديمقراطي في شمال وشرق سوريا “دلال خليل” أفعال الاحتلال التركي في عفرين، وتدمير الأماكن المقدسة؛ بحجة ادعائها السلام، وأشارت إلى أن المحتل التركي أساس الخراب والإرهاب في المنطقة.
رسمت الحرب لوحتها بألوان من دماء على أرض عفرين، إلا أن غصنها الأخضر لم يذبل، وروح المقاومة فيها، ما زالت تنبض، فصقلت بانتفاضتها أبناء جيلٍ مسلح بالكفاح، والحرية، قاومت، ولا زالت تقاوم الاحتلال بصوره كلها بغية تطهير تراب عفرين من دنس الاحتلال، الذي لوّث وعاث خراباً بأشجار زيتونها الساحر، ورغم محاولات الاحتلال التركي لاغتصاب السلام، والأمان من أرجائها الخضراء، لم يوفّر أهلها أية محاولة، أو مقاومة للنضال من أجل تحريرها.
فعندما تندلع شعلة الحرب تحرق كل ما تشاهده حتى تنتهي، وهذا ما حصل في مدينة الزيتون الأخضر، فلم يسلم شيء من براثن الاحتلال، حتى الأشجار وأحجار الأماكن المقدسة، ساعياً لتغيير ديمغرافية المنطقة، ومحو معالمها الأصلية، ورغم معاناة سكان المنطقة من ويلات القصف، والاحتلال، فمازالت روح المقاومة، والنضال تسطع في سماء عفرين.
الجرحُ الذي لنْ يندملَ
تغض أعين العالم الطرف عن اعتداءات المحتل التركي ومرتزقته في عفرين من تهجير الأهالي من منازلهم قسراً، وتدمير المعالم التاريخية، وإحراق الطبيعة، وإحداث تغييرات ديمغرافية فيها.
وفي هذا الصدد كان لصحيفتنا لقاءٌ مع الرئيسة المشتركة لمؤتمر الإسلام الديمقراطي في شمال وشرق سوريا “دلال خليل” التي حدثتنا عن انتهاكات الجيش التركي في عفرين: “صبّ جيش الاحتلال التركي جل غضبه على شعب عفرين، ففي أول يوم من احتلالها، دمروا الرمز الكردي تمثال (كاوا الحداد) الموضوع في ساحة كاوا وسط المدينة”.
وهذه الجرائم لم تقتصر على قتل السكان بمن فيهم الأطفال، والاختطاف فقط، بل وصلت للطبيعة فاغتصبت الأراضي المقدسة أيضاً، وهذا ما أشارت إليه دلال في قولها: “نهبت تركيا، ومرتزقتها كل ما طالت أيديهم الملوثة بالدماء، فقتلت من وصلت له رصاصات رشاشاتهم الغادرة، ولم يسلم من قصفهم الأحجار والأشجار في المنطقة، لتكسر غصن الزيتون الأخضر مدعيةً طرد الإرهاب، لكن بأفعالها المشينة تكون قد كرّست الإرهاب الحقيقي بأبشع أشكاله”.
وبيَّنت لنا دلال أن عفرين هي بداية سلسلة الاحتلال: “عندما يصمت العالم على هذه الأفعال، والجرائم التي تدنس الإنسانية ستطول يد المحتل، ويجوب لينشر الفساد والآلام في المناطق كافة، لتبقى عفرين لنا جرحاً لن يندمل أبداً”.
تدنيسُ الأماكنِ المقدّسةِ
هاجم الاحتلال التركي الأماكن الدينية والأثرية في عفرين، وأطلعتنا دلال على بعض الانتهاكات للأماكن المقدسة: “لم يكفهم محاولة إخلاء المنطقة من سكانها، وتوطين غيرهم، بل سعت الدولة التركية لتدمير كل شيء يربط أهلها بالأرض فدمرت ونهبت الكنائس، مثل كنيسة جوليانوس وهي من أقدم الكنائس في العالم، وهدمت الآثار الدالة على تواجد الديانات في عفرين مثل، قوس معبد أثري، نُحِتَ عليه طاووسان متقابلان، وتوسّطهما رمز للشمس، الذي يدل على تواجد الديانة الزردشتية في جبل ليلون”.
وأضافت دلال: “بنى الاحتلال مساجد في القرى الإيزيدية في عفرين، دخل مدعياً السلام، فقصف دور العبادة، ونهب الآثار فقتل وأباد الشعوب، وأي أثر يدل على وجودهم”.
ونوهت دلال إلى إن الإسلام بعيد كل البعد عن أفعال الاحتلال: “تدعي تركيا نشر الإسلام، وهي تدمر الكنائس والمساجد، ودور العبادة، فلم يسلم من قذائفها بشرٌ ولا حجرٌ، فقتلت الأطفال، والنساء، والشيوخ، والعجائز، وكل ما تفعله دولة الاحتلال التركي ليس له صلة مع أي كتاب مقدس، ولا يرتبط بأي دين فالديانات كلها تدل على السلام والأمان”.
وتابعت دلال: قبل احتلال عفرين، لم يفرق مواطنوها بين مسلم، أو مسيحي، أو إيزيدي، ليعيشوا بسلام وتحاب مع بعضهم، فلم يعتدِ أحدهم على الآخر، ولكن بعد الاحتلال تغير كل شيء، فلم تسلم من جشع دعاة السلام ـوالإسلام بريء منهم ـ أماكن العبادة والشهداء، والآثار، مستهدفة بذلك دور العبادة الإسلامية أيضاً”.
وخاطبت الرئيسة المشتركة لمؤتمر الإسلام الديمقراطي في شمال وشرق سوريا دلال خليل في ختام حديثها الضمائر الحية، والشرفاء في العالم، والمنظمات الإنسانية، والحقوقية، لوضع حد للانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال التركي ومن معه، وإيقاف خرقهم للحرمات الإسلامية، والمساجد، ومواجهة الفكر التعصبي، الذي ينشر في مدينة عفرين، والمناطق الأخرى التي يحتلونها، واستنكرت بأشد العبارات التدخل التركي واحتلاله، باسم طرد الإرهاب.
