قامشلو/ جوان محمد ـ استوقفتني صورة للاتحاد الرياضي بعفرين المحتلة، وهم في الخيم يقيمون دورة تحكيمية لكرة القدم استعداداً للبطولات الرسمية التي تُقام من قبلهم في الشهباء، ولكن أي اتحاد فعلها ولم ينحل ويتوقف بعد احتلال مدينتهم ومارسوا عملهم في الخيم؟، مقاومة العصر مستمرة في عفرين وبالأشكال كافة.
في 20/1/2018، بدأ جيش المحتل التركي ومرتزقة ما تُسمى بالمعارضة السوريّة بالهجوم على قرى ومدينة عفرين، وإثر ذلك تم تهجير عشرات الآلاف من قراهم ومن مدينة عفرين المحتلة الآن من قبل نظام أردوغان ومرتزقة المعارضة، ولكن هذا الشعب عاد ونظم نفسه تحت الخيم التي نصبت في الشهباء للمهرجين قسراً من عفرين، وعاد الاتحاد الرياضي بعفرين لممارسة عمله وتنظيم الحركة الرياضية في الشهباء، وأقام بعد تهجيرهم قسراً العشرات من النشاطات الرياضية ولكلا الجنسين.
من فعلها من قبل؟
أي اتحاد رياضي في العالم يفعلها؟ تحت الخيم، وأية خيم؟ شبه مهترئة هذا غير مرور البلاد بموجة برد شديدة مع عاصفة ثلجية تجتاح العديد من المناطق ومنها الشهباء، ناهيك عن انعدام الدعم من قبل المنظمات الدولية، إضافة إلى حصار من قوات حكومة دمشق على الشهباء، ورغم كل هذه المصاعب والمعوقات يستمر الاتحاد الرياضي بعفرين وضمن المخيمات في عمله وينظم دورات مختلفة ومنها دورة تحكيمية وإدارية لكرة القدم استعداداً لانطلاق الموسم الكروي الجديد 2022، بجميع فئاته للفرق الرياضية المتواجدة في مناطق الشهباء.
وفي بداية الدورة رحب الرئيس المشترك للاتحاد الرياضي في إقليم عفرين بالحضور الكابتن نذير كور مستو والمشاركين في الدورة وأكد على أهميتها وتحدث عن الصعوبات التي واجهها الواقع الكروي الموسم الفائت متمنياً من المشاركين أن يكون لهم دوراً هاماً في الموسم الجديد.
بعدها تحدث رئيس اتحاد كرة القدم في إقليم عفرين الكابتن مصطفى اسماعيل رحب فيها بالمشاركين وأكد على أهمية الدورة وأكد بأنه سيتم توزيع شهادات تحكيمية وتدريبية للناجحين في نهاية الدورة.
ومن ثم انطلقت الدورة التحكيمية والإدارية بإلقاء محاضرة تناولت أهمية التحكيم وشخصية الحكم وقرارات الحكام والواجبات التي تتطلب من اللاعبين والحكام على حدٍ سواء في الملعب.
كما تطرقت المحاضرة إلى أهم القوانين التحكيمية في عالم كرة القدم وفتح بعدها باب النقاش والحوار للإجابة عن الاستفسارات لدى المشاركين..
مقاومة لا مثيل لها
الاتحاد الرياضي بعفرين الذي يتخذ من الخيم مقراً لهم، يكافحون ويقاومون ظروف الحر الشديد صيفاً، والبرد القارس والعواصف الثلجية شتاءً، وبدون بنية تحتية متوفرة من الملاعب والصالات، ولكن النشاطات لم تتوقف لمختلف الألعاب مثل كرة القدم والطائرة والشطرنج.
الاتحاد الرياضي بعفرين سيشارك في البطولات التي من المتوقع أن تقام في الفترة القادم على مستوى شمال وشرق سوريا، وشارك في السابق ببعض البطولات، وتنشط كرة القدم النسائية وهذه الخطوة بحد ذاتها تعتبر إنجازاً كبيراً في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها الشهباء للأسباب التي ذكرناها ضمن سياق التقرير.
في الخيم ومع فقدان أبسط مقومات الحياة الاتحاد الرياضي ينشط ذلك الاتحاد الذي كان له نشاط كبير وكان مميزاً على مستوى روج آفا وشمال وشرق سوريا، ولكلا الجنسين وحتى الكرة النسائية نشطت بعفرين قبل احتلالها قبل باقي المناطق في روج آفا، ولكن جاء المحتل وهجر هذا الشعب من مدينته وبات يمارس فيها كل أنواع القتل والإرهاب.
نعم ما يقوم به الاتحاد الرياضي هو مقاومة من نوع آخر، ولا بد يوماً من الأيام أن تعود الصالات والملاعب تتزين بمواهب عفرين ومن كلا الجنسين، وتعود مدينة الزيتون وتعيش بأمن وأمان كما كانت في ظل الإدارة الذاتية حتى قبل احتلالها في آذار عام 2018 حيث حالياً المرتزقة والمحتل التركي لا يرحمون البشر ويقطعون حتى الشجر، ولكن هذا الشعب المقاوم في الخيم والذي لا يتخلى عن تنظيم نفسه، فسوف يعود لا محالة لأرضه الأصلية “عفرين الزيتون والسلام”.
