سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

المقبرة البحرية

أحمد ديبو_

منذ أيام قرأت قصيدته الشاعر الفرنسي “بول فاليري” العظيمة “المقبرة البحرية ” وعندما كنت في الجامعة، قرأت هذه التحفة، وبكيت لمضمونها، ولعظمة البناء “فهي مبنية على الوزن العشاري”، وهو وزن صعب، ولصعوبته لم يعد يكتب به أحد في فرنسا منذ القرون الوسطى، قصيدة صرف الشاعر الألماني العظيم “ريلكه” ثلاث سنوات؛ ليحقق ترجمتها مع قصائد أخرى مضمومة في ديوان “قصائد سحرية”، وترجمت إلى لغات أخرى كثيرة، ومنها العربية، وبأكثر من ثلاث ترجمات، وهذه القصيدة شغلت النقاد في فرنسا والعالم، فاختلفوا في فك رموزها، وأسرارها، وشطحوا بعيدا في التحليل والتفسير، إلى حد أن أحدهم كتب قصيدة مطولة كمقاربة إبداعية لها، وبعثها إلى فاليري، ظاناً أنه اكتشف سر البارود كما يقال، لكنها كانت ركوباً عليها لا تفاعلاً ابداعياً معها، وفاليري ترك بابها مفتوحاً على الغارب، لأن القصيدة لا تنتهي أبداً، بل تُترك.
جاء في “المقبرة البحرية”: نعم أيها البحر العظيم، الذي بالهذيان يتجمّل، يا جلد الفهد، ويا دثاراً مثقوباً، أيها الأسود المذهب، جاعلاً من الموت صدر أم، ها أنت تغفو على قطيع من القبور الساكنة، أُبعِدَ عنها الأحلام، والملائكة الفضوليون.
إنّه الموت، الذي ينتمي إلى الصمت العميق، إنه التحطيم المنهجي الدؤوب، البعيد المدى الطويل الأنفاس. ماذا يجري؟ وماذا جرى؟ ولماذا؟ ومَن؟ وماذا يجب أن نفعل؟ تساؤلات لم نحسم الجواب عليها، وبدون أن نفعل ذلك سنبقى “أبلمة” تتقاذفها أمواج البحار الهائجة.
و”أبلمة” جمع “بلم” حسب القاموس المحيط، والبلم هو جذر “بيلمان” أي الضخم المنتفخ، وبلماء: ليلة البدر، وهي الليلة الرابعة عشرة من الشهر القمري “كان البدر هو إنارتهم الوحيدة للعبور”. والبيلم: ولد الدب، والدب إذا ما انبطح يشبه البلم، وبَلّمَ أي سكت…الخ. هذه المفردات دخلت قاموسنا المحكي كشعوب سورية من وراء “البلم” وما فعله البلم بالكثير، ممن نزحوا، حيث كان وسيلتهم الوحيدة، وهم يبحرون في سِفر ِالنجاة من جحيمهم السوري.
مات آلاف السوريين في انقلاب “الأبلمة”، دون أن يكترث أحد لهم، إلى أن جاءت صورة الطفل “آلان” لتصدم العالم من فرط قوتها التعبيرية، فيداه لم تزل صوب البحر، وقدماه على العالم.
صورة لطفل لم يتجاوز ثلاث السنوات من عمره، أحدثت الاضطراب في كل بيت من بيوت العالم، إذ شعر الجميع، أن إنسانيته قد لحقتها الشوائب، وشعر كل واحد في العالم، أنه مدان، ولا يستطيع الانتظار والمشاهدة فقط، وأن سريره ينظر إليه باشمئزاز، ومرآته تلاحقه بنظرات فيها تطفّل غير مريح، أصبح كل واحد في العالم، يعتقد أنه غير خليق أن يكون سعيداً، هذه اللوثة كانت ككرة الثلج تعاظمت بسرعة، وأصبحت لبوس الإرغام لأكبر عدد من قادة العالم؛ كي يتحركوا، ويفعلوا ما كانوا يهربون من فعله، كي تعود البشرية إلى نصابها.
طفل سوري من أصول كردية، أراد أن يكون بينه وبين البحر “خبزٌ وملح”، والبحر كان لديه الكثير من الملح، وكان هو لديه الخبز، كان الوقت يحسب بالميزان، وكان الحكي بينهما موجاً، وفاض “آلان” في وجه الأمواج العاتية، وكان العرس بستاناً، وكان البحر يركض، وأخذه معه وكان المدد، في الأثناء ثمة أيام معدودات من العيش في الجحيم، إنها هدنة عادلة لجريمة آن لها أن تولد في مكان ما من العالم، محددة الصفات من الجغرافيا، والتاريخ، جريمة ولدت في منفى وملجأ هو “بلم” سمح له بالهروب من الجحيم؟!… من موتٍ، إمّا تحت الأنقاض، من موت ليس هادئاً كالذي يحدث عادةً، بل من موتٍ محسوب بدقة الصواريخ، وعماء البراميل، ولمعان النصل من شدة التكبير، ليس موتاً يأتي بأوان معلوم، وتعرف أنه يصيب، ويفتك، وتجهد في تجنب الفتك، والإصابة.
أسباب كثيرة قد تؤدي إلى الموت، تراها بأم عينيك الكليلتين وبعجز يديك، يا آلان، وكل من كنت معادلاً لهم في الشهادة، والحجة على قساوة هذا العالم وغدره، أيها المنتظر الفرج في “بلم” دون سرير، وأغطية، أيها الراغب في العيش، ولم تعد العدة لموتك، أيها المنتظر فراغ السماء وقسوتها، أيها المنتظر نضوب البحر من أدوات الموت الخانقة، ليس المنفى بيتك، ولا الأمواج الهائجة عنوانك، الزبد ليس مولدك “كمينيرفا” ابنة الآلهة اليونانية، أنت من مواليد البيوتات الفقيرة الهاربة من الحروب، التي تدوم نيرانها عمراً، كاملاً وليس ثمة غيرها في بلادك قادرٌ على العيش والتجدّد والصمود، ما الذي كنت تريده من هذا العبور؟…العيش بضعة أيام من عمى الصواريخ والقذائف؟ عقود مقبلة من الرخاء والحلم بمستقبل بديع يليق بك؟ أم كان عبوراٌ لمجرد النجاة؟!
ما الذي أردته بالضبط، حتى جررت على نفسك هذا الموت كلّه؟ هل كنت تريد أن تكون سوريا هادئة، وديمقراطية، تعطي الحقوق لشعوبها جميعها؟ ما الذي تمنيته بالضبط، حتى جرى ما جرى؟
في وسعنا أن نشاركك الأحلام فقط، لو تستطيع أن تُخبرنا بأحلامك، أن تقول لنا: ما الذي أردته وتمنيته في المنام؟ ومن الذي اعتدى على منامك؟ فتحوّل إلى مهب من ماء لا يخمد.
والآن، يستطيع المتمنطقون بالنياشين والأوسمة، جراء حروب خاسرة، أن يهددوا، ويعدوا بالويل والثبور، بعد “آلان” لم نعد نهتم بالأثمان، فما نهتم له فقط يقع في باب إدمان الحياة، يقع في تعلّم تقنية النجاة، بحبال قليلة وطعام شحيح، نُريد أن نعرف كيف سننجو؟ وكيف سنخرج إلى حياة منتصرة على هذا الموت! نُريد ذلك كله؛ لأننا نشبهك عظماً ولحماً، وهذه كانت جريمتك، التي عوقبت عليها هذا العقاب، ورصفت على درب جلجلتها مئات المقابر البحرية في إيجه، والمتوسط، فأفضل وسيلة لتحقيق أحلامك، هي أن تستيقظ.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle