جرحى القصف التركي وذووهم: متشبثون بأرضنا ولن نتركها للغاصبين مهما كانت التضحيات

كوباني/ سلافا أحمد ـ ندد الجرحى وذووهم الاستهداف التركي للمدنيين في كوباني، مؤكدين إن المحتل التركي يحاول من خلال استهدافه الإرهابي للمدنيين العزل خلق الرعب والخوف في نفوس الأهالي لترك بيوتهم وديارهم.

تعرضت مدينة كوباني، وقراها في ساعات الظهيرة من يوم السبت الواقع في الثامن من كانون الثاني، لقصف مدفعي عشوائي، ما أسفر عن استشهاد مدني وطفل، وجرح 11 مواطنا من أهالي كوباني.

وحسب المعلومات التي حصلت عليها مراسلة صحيفتنا في كوباني: إن الهجمات المدفعية، التي طالت مدينة كوباني وقراها، أدت لاستشهاد مختار قرية خاني شرقي في مدينة كوباني إبراهيم شريف، المعروف باسم الأشقر، والطفل خالد مصطفى بشار البالغ من العمر خمسة أعوام في قصف جيش الاحتلال التركي، ومرتزقته لمركز شركة نوروز، وإصابة 11 مدنياً بينهم نساء وأطفال، ومنهم ستة جرحى من عائلة واحدة من قرية قرموغ، وبينهم الطفل البالغ من العمر أربعة أعوام، ببتر ساقه أثناء القصف التركي، عندما كان يلعب أمام منزله.

خلق الرعب والخوف بين الناس

وحول هذا الموضوع؛ أجرت صحيفتنا لقاءات مع الجرحى وذويهم، وتحدث في البداية والد الطفل عبدو حنيفي، مصطفى حنيفي الذي بتر ساقه أثناء قصف تركيا العشوائي، الذي استهدف منزلهم الكائن في قرية قرموغ، فقال: أندد بشدة الهجمات التي تستهدفنا من قبل المحتل التركي ومرتزقته، إن الهدف من القصف المدفعي، الذي طال مدينة كوباني وريفها، استهدف المدنيين وخلق حالة رعب وخوف في نفوسهم، ولكن ما ذنب الأطفال؟.

وأضاف حنيفي: بينما كنا في المنزل وفجأة طال القصف التركي العشوائي منزلنا، لقد جرح على أثرها ستة أشخاص من عائلتي، بينهم ولدي عبدو البالغ من العمر أربعة أعوام، الذي بترت ساقه، والطفل حالته غير مستقرة، والجرحى الآخرون حالات البعض منهم حرجة جدا، ونقلوا على أثرها لمشافي مختلفة في شمال وشرق سوريا.

حالات الجرحى خطيرة للغاية

أما المواطنة نارين شكري، التي جرحت ساقها أثناء القصف التركي لمركز مدينة كوباني، فقالت: كنت في زيارة لبيت والدي، وفجأة سمعت صوتاً قوياً، وبعدها لم أر شيئا، حتى أصبحت في المشفى.

وِأشارت المواطنة نارين وهي أم لطفلين: إن الهدف من القصف التركي استهداف المدنيين، وليس شيئا أخر.

والجرحى هم: محمد بهاء الدين (35 عاماً)، المواطنة جيهان صالح ملا عثمان (25 عاماً)، نارين شكري بشار (25 عاماً)، عادل عايد كتكاني (25 عاماً)، مظلوم بكر طيب (36 عاماً)، الطفل ياور حنيفي (عام ونصف)، بسنة حجي (24 عاماً)، شيرين حنيفي (27 عاماً)، كريلا جلال عبد الله (36 عاماً)، عبدو مصطفى حنيفي (أربعة أعوام)، حمود مطر الغافلي (25 عاماً).

ويُشار: إن حالات بعض الجرحى حرجة جدا، حسب المعلومات التي وردت من المشافي التي تم نقلهم إليها، وتصنف هجمات الاحتلال التركي سواء عبر المسيرات، أو عبر قصفها المدفعي العشوائي، ضمن جرائم حرب وانتهاكات صارخة للمواثيق والمعاهدات الدولية والإنسانية في العالم، رغم ذلك لا زالت المنطقة تشهد صمتاً دولياً مخزيّاً، يساند عبره انتهاكات وجرائم تركيا بحق المدنيين في شمال وشرق سوريا.

يذكر إنها المرة الأولى التي تستهدف تركيا مقاطعة كوباني بالقصف المدفعي، ولكنها ليست الأولى لهجماتها واستهدافها عبر مسيراتها للمدنيين في شمال شرق سوريا.

وقد كانت حصيلة استهدافات تركيا لمدنيين في العام المنصرم عبر مسيراتها عشرة شهداء في صفوف المدنيين.

ومن جانب آخر تداول مستخدمون لمواقع التواصل الافتراضي على نطاق واسع هاشتاك تضامنا مع الطفل عبدو مصطفى حنيفي، الذي بترت ساقه في القصف، الذي تعرضت له مدينة كوباني وقراها.

حيث شارك عدد كبير من مستخدمي مواقع التواصل الافتراضية حملة “أنا لست إرهابياً أريد ساقي” مرفقة بصورة للطفل عبدو مصطفى حنيفي ذي أربع السنوات، الذي بترت ساقه نتيجة القصف الذي طال قرية قره موغ 18 كيلو متر شرق مدينة كوباني على الحدود مع باكور كردستان.

كما تداول المستخدمون مع الهاشتاغ صورا للعبة، التي كان الطفل عبدو مصطفى حنيفي يلعب بها قبل أن تطاله شظايا القذائف التركية، وبجوارها آثار الدماء، الذي نزفها متأثرا بجراحه.