عبد الباقي موسى: نسعى لبناء مجتمع زراعي أفضل يخدم المنطقة

قامشلو/ رشا علي –

أكد الرئيس المشترك لمديرية الزراعة والثروة الحيوانيّة في مقاطعة قامشلو عبد الباقي موسى أنّهم يعملون من أجلِ النهوض بالواقع الزراعيّ والحيوانيّ، وتأمين مستلزمات المزارعين في ظلِّ قلة الأمطار وتأثيرها السلبيّ على الموسم الزراعيّ، كما يعملون من أجل تأمين احتياجات الثروة الحيوانيّة.

يعدُّ إقليمُ الجزيرة مجتمعاً زراعيّاً، نظراً لسعةِ المساحاتِ الصالحةِ للزراعةِ في المنطقة، وترسّخِ ثقافةِ العملِ الزراعيّ في الأراضي بين سكان المنطقة، وتعتمد مصادر دخلِ المواطنين على الزراعةِ والثروة الحيوانية، وتحتاجُ المنطقةُ إلى خططٍ اقتصاديّةٍ استراتيجية لتأمينِ الاحتياجاتِ الأساسيّة وتحقيق الأمنِ الغذائيّ عبر تحسينِ مستوى القطاع الزراعيّ والمعيشيّ وتطوير الاقتصاد المحليّ للوصول إلى الاكتفاء الذاتيِ، وتسعى مديرية الزراعة والثروة الحيوانيّة في مقاطعة قامشلو إلى تقديم المساعدة للمزارعين وإمدادهم بجميعِ المستلزمات، وبخاصةٍ خلال الظروف الزراعية التي تمرُّ بها المنطقة نتيجة موجةِ الجفافِ التي تضرّ بمختلفِ المحاصيل الزراعيّة، كما حرصت مديرية الزراعةِ والثروةِ الحيوانيّة على تشجيع المزارعين على الزراعة من أجلِ توفير حاجةِ المنطقةِ من مادةِ القمح والشعير لتأمين الخبز والبذار واحتياجات الثروة الحيوانيّة.

وحول الواقع الزراعيّ والحيوانيّ وما قدّمته مديرية الزراعة والثروة الحيوانيّة للمواطنين في مقاطعة قامشلو التقت صحيفتنا “روناهي” مع الرئيس المشترك لمديرية الزراعة والثروة الحيوانيّة في مقاطعة قامشلو عبد الباقي موسى الذي استعرض في حديثه الصعوباتِ التي تواجهُ المزارعين واقتصاد المنطقة التي تعتمد بشكل أساسيّ على الزراعة نتيجة قلة كميات الأمطار على مدار السنتين وبين قائلاً: “إن إنتاج الأراضي البعليّة والمرويّة للمحاصيل الزراعيّة لم تكن جيدة في السنة الفائتة، ومن أجل تحسين الإنتاج الزراعيّ تم تقديم احتياجات المزارعين من مادة المازوت والبذار والسماد”.

مساعي لتطوير الخطة الزراعيّة

وعن الواقع الزراعيّ في المنطقة لهذه السنة وإعطاء أهمية أكبر للمساحات الزراعيّة المروية، أكّد موسى بأنّهم اهتموا بشكلٍ أكبر بالأراضي المروية، وتقديم الدعم اللازم للمزارعين حتى نهاية الموسم، وأشار إلى القرار الذي أصدرته الإدارة الذاتيّة لشمال وشرق سوريا، بالسماح للمزارعين لحفر الآبار من أجل توسيع الخطة الزراعيّة وسقاية الأراضي، وبأنّ الموافقة تتم حسب خطة الزراعة.

وحول آلية توزيع مؤسسة البذار للبذار على المزارعين لهذه السنة وضّح موسى قائلاً: “إن عقود إكثار البذار التي كانت تبرم مع المزارع كانت نسبتها ما بين 60- 70 بالمئة، ولكن في هذه السنة يُعطى المزارع حسب احتياجاته، وعلى هذا الأساس وضعت خطة لنكون متعاونين مع الأراضي المروية، لتوسيع مساحة الأراضي الزراعيّة في المنطقة، والتغلب على مشكلة تأمين البذار للسنة المقبلة، على هذا الأساس نقدّم الدعم للمزارعين، والمزارع الذي يملك بئراً وأرضه مروية ولم يأخذ عقود الإكثار، قمنا بتزويده بمادةِ المازوتِ والسمادِ”.

وأشار موسى إلى مشكلة تأمين مادة المازوت في البداية، وبيّن بأنّهم تخطّوا هذه المشكلة بعد مناقشتها مع إدارة المحروقات حسب الخطة الزراعيّة وعمليات إحصاء الآبار، كما نوّه إلى وجود الكثير من الآبار غير المهيأة للاستخدام، وبأنَّ كلّ مزارع سيحصل على مستحقاته لسقاية أرضه حسب الأراضي المزروعة، كما وضّح بأنَّ الوضع الزراعيّ في هذه السنة لا يختلف عن السنة الماضية بسببِ قلة الأمطار وضرورة الاستعداد لها: “من أجل الحصول على إنتاج جيد لهذا العام تمّ التحضير للعمل على تحسين إنتاج الأراضي المروية، وتقديم البذار والسماد ومادة المازوت حسب المساحة المزروعة، ومساعدة أيّ مزارع يرغب في سقاية أرضه الزراعيّة، ودعم المزارعين العاديين، هدفنا تحسين القطاع الزراعيّ والاهتمام بالأراضي المروية أكثر من البعليّة”.

وتحدث موسى عن النتائج الجيدة لاجتماعهم السنويّ، حيث تمّت مناقشة مشكلة المزارعين والزراعة في المنطقة وسبل حلها، كما أشار إلى تطبيق قرار فصل مديرية الزراعة والثروة الحيوانيّة عن هيئة الاقتصاد والتي كانت إحدى قرارات اجتماع العام الفائت.

تفعيل وحدات الإرشاديّة

ونوّه موسى إلى مطالب مديرية الزراعة والثروة الحيوانيّة في زيادة كمية الأدوية اللازمة وتأمين مستلزمات المخابر من أجل التجارب والبحوث العلميّة، وضرورة تطبيق قانون حماية الأراضي الزراعيّة وقال: “نهدف إلى بناء قسم للضابطة في مديرية الزراعيّة أي سجل عقاريّ، وتفعيل الوحدات الإرشاديّة في النواحي من أجل خدمة المزارع وتقديم المساعدة له، كما نعمل من أجل صيانة السدود والاستفادة منها عن طريق إعطاء مياه السد للمزارعين لسقاية الأراضي المجاورة للسد، ويوجد في مقاطعة قامشلو سبعة سدود جميعها بحاجة إلى الصيانة”.

ومن ناحية الثروة الحيوانيّة قال موسى: “منذ بداية العام وإلى الآن نحن مستمرون في الإحصاءات الحيوانيّة من أجل تقديم كمية العلف التي يحتاجون لها، وتامين اللقاحات لهم من أجل حمايتهم من الأمراض ويتم تقديمها في كلِّ عام”.

واختتم عبد الباقي موسى الرئيس المشترك لمديرية الزراعة والثروة الحيوانيّة في مقاطعة قامشلو حديثه قائلاً: “نتمنّى أن تتحسّن الهطولات المطريّة على منطقتنا وزيادة الإنتاج الزراعيّ وتقوية الاقتصاد، سنعمل من أجل تطوير الزراعة وزيادة الانتاج الزراعيّ والثروة الحيوانية لتحقيق الاكتفاء الذاتيّ”.

التأثير السلبي لقلة الأمطار

وحول التأثير السلبي لقلة الأمطار على المزارعين واقتصاد المنطقة بشكل عام تحدث المواطن مسعود رضوان من قرية سنجق حج سعدون والذي يعمل في مجال الزراعة قرابة ٢٠ سنة: “أعمل في زراعة الخضروات والقمح، وأملك بئراً لسقاية أرضي المزروعة، تأثر الانتاج الزراعي بشكل سلبي في السنة الماضية وهذه السنة بسبب قلة الأمطار، يخسر مزارع الأراضي البعلية بشكل كبير، أما مزارع الأرضي المروية يستفيد بسبب ارتفاع الأسعار للمحصول”.

وأوضح رضوان بأنه وفي حال عدم هطول الأمطار سيتطلب الأراضي المروية مياه أكثر وذلك يتطلب زيادة مادة المازوت المقدم للآبار وقال: “يتطلب من مديرية الزراعة والثروة الحيوانية متابعة الوضع الزراعي بشكل أكبر وتزويد الفلاحين بمادة المازوت بالشكل المطلوب، لأجل لا يتضرر المحصول الزراعي ولا يتأثر بقلة الأمطار ويعطيا نتاج جيد يفيد المنطقة”.