أربعون يوماً وذكراهم لم تغبْ عن عقولنا

قامشلو/ رشا علي –

أكدت نساء عائلة كلو الوطنية، أن استهداف العائلة من قبل الاحتلال التركي، هو عمل إرهابي وبعيد عن الإنسانية، وأشرن إلى أن الشعب الكردي يخوض مسيرته النضالية بروح الفداء والتضحية، كما أكدن أن مسيرة النضال على خطى الشهداء ستظل مستمرة.

ارتكبت طائرة مسيرة تتبع للاحتلال التركي، مجزرة في التاسع من شهر تشرين الثاني من العام الجاري، في حي الهلالية بمدينة قامشلو بحق عائلة كلو الوطنية، حيث استشهد على إثرها الشخصية الوطنية، يوسف كلو وحفيداه مظلوم ومحمد كلو، ثلاثة مدنيين ينتمون إلى عائلة واحدة، فقد ترسخ ذلك التاريخ في أذهان شعبنا المدافع عن قضاياه، بينهم عميدنا الرجل الكبير قدراً ووعياً وعطاءً، يوسف كلو، الرجل الذي لم يدَّخر يوماً أي عزيز في معركة الوقوف ضد العنصرية والاستعلاء والتمييز، التي تستهدف روح شعبه وهويته، وبينهم حفيداه مظلوم ومحمد كلو اللذان تمثلا بجدهما ، فكانا معه، فجسدا ما تعلماه منه، لقد أضافت عائلة كلو إلى سمائها العالية الزاخرة بالنجوم، ثلاث نجمات جديدات، فقد برهنت هذه العائلة بأنها مثال للتضحية والفداء من أجل الوطن والحرية، وبأنها نذرت أفرادها جميعهم لهذا النضال.

تنديدٌ بالهجمات وبالانتهاكات على شعوب شمال وشرق سوريا

وحول الاستهداف اللاأخلاقي الذي شنته تركيا المحتلة، واستشهاد ثلاثة مدنيين من عائلة كلو، التقت صحيفتنا “روناهي” مع نساء العائلة، حيث أكدن على ضرورة محاسبة الدولة التركية على الجرائم، التي ترتكبها بحق الشعب الكردي، كما وصفن أحداث المجزرة المروعة، التي ارتكبها الاحتلال التركي، وراح ضحيتها ثلاثة مدنيين من عائلتهم بالوحشية، وفي البداية تحدثت لنا “كليستان كلو” وهي عضوة منسقية المرأة لمؤتمر ستار في مقاطعة قامشلو وفرد من عائلة كلو، قالت: “مضى أربعون يوماً على استهداف الاحتلال التركي لثلاثة مدنيين من عائلة كلو، في حي الهلالية، نستذكر شهداءنا الثلاث، ونندد بالانتهاكات وبالهجمات على الشعب الكردي، وشعوب شمال وشرق سوريا، فمنذ بداية الأزمة السورية وتركيا تستمر في هجماتها الاحتلالية، وتعمل من أجل تثبيت سياستها الاحتلالية في مناطقنا”.

لن تنكسر إرادة الشعب الكردي

وعن رفض شعوب المنطقة سياسة الاحتلال، بيَّنت لنا كليستان: “نندد بالصمت الرهيب للرأي العام العالمي، والدول ذات التأثير على الوضع السوري، الاحتلال التركي يرتكب الجرائم بشكل مستمر، نقول لهم: يكفي هذا الصمت المخزي، سنرفع صوتنا إلى أن يصل العالم أجمع، وليعلموا أن هذا الشعب لن يبقى مكتوف الأيدي، بل سيناضل ويقاوم ويقف في وجه كل من يريد كسر إرادة الشعب وعزيمته، وسنقاوم كل من يريد أن يحتل أرضنا، ويحاول المساس بكرامتنا، يجب عليهم أن يعلموا بأن الشعب الكردي، لا ينكسر ولا ينتهي”.

وتابعت كليستان أنه كلما زادت الدولة التركية من انتهاكاتها بحق الشعب الكردي والقضية، ستزداد قوتنا وعزيمتنا وقالت: “سنزيد من قوتنا، وسننظم أنفسنا، ونسير على درب الشهداء، ونواجه العدو بكل قوة وإرادة”.

المجتمع الدولي صامت

وفي السياق ذاته تحدثت شمسي خان كلو، فبدأت حديثها متسائلةً: “إلى متى سيبقى العالم صامتاً أمام وحشية الدولة التركية؟”، ودعت الشعب الكردي، وأصدقاء الكرد إلى السعي؛ لكسر الصمت، وأن يرفعوا اصواتهم عالية، كما طالبت الدول العالمية، للتدخل وإيقاف الهجمات الوحشية للدولة التركية المحتلة على المدنيين.

ونوّهت شمسي خان في حديثها إلى المطالبة بحرية شعوب شمال وشرق سوريا، وإلى ضرورة العيش بأمان وقالت: “إن صمت الدول العالمية تعني اشتراكها مع الدولة التركية في المؤامرة، التي تمتد من تشديد العزلة على القائد، إلى فرض هجمات وحشية على الشعب الكردي”.

واختتمت شمسي خان كلو حديثها: “نقول ثانية للرأي العام، والعالم أجمع بوجوب متابعة القضية الكردية وتأكيد مطالبه، ونؤكد على أن الانتصار سيكون للشعب الكردي، وأننا بفكر وفلسفة القائد وصلنا إلى هذه المرحلة، مطالبين بالحرية للشعب الكردي وللقائد عبد الله أوجلان”.