قصي الشيخ حنجرة ذهبية تملأ كابينات التعليق صخباً

تل كوجر/ مثنى المحمود –

موهبة فريدة وتقنية عالية في وصف مجريات المباريات، صوت قوي وعبارات رنانة ومستقبل كبير يلوح في سماء التعليق الرياضي في شمال وشرق سوريا .

قصي محمود الشيخ شاب يبلغ من العمر أربعة وعشرين عاماً، يُقيم في بلدة تل كوجر، يمتلك موهبة عالية في التعليق الرياضي بدأها منذ طفولته، ولا يزال يملئ جنبات ملاعب كرة القدم في جل مناطق شمال وشرق سوريا بصوته القروي الفريد من نوعه أملاً في الوصول إلى العالمية.

بدايته

من الملاعب الترابية التي تملئ بلدة تل كوجر هناك حيث نشأة الشيخ انطلقت حنجرته الذهبية في التعليق على دوريات الأحياء الشعبية، التي كانت تقام هناك على طرف الملعب كان جمهور كرة القدم في بلدة تل كوجر يترقب بداية كل مباراة ليسمع الطفل الصغير يداعب مسامعهم بكلمات كان يقتبسها من مُعلقين كبار كما كان يُبدع من مخيلته الصغيرة، أن ذلك بعض من الكلمات التي قد ابتكرها واستحضرها، بدأ الشيخ التعليق على حد قوله وهو طالب في الصف التاسع وها هو الآن يسير على خطى معلقين كبار، حيث أصبحت مباريات كرة القدم اليوم تعتبر ناقصة إن لم تجد الشيخ يثريها بكلامه المرتب وتعليقاته المنمقة، في البداية دعمه أصدقائه مجول الأحمد وعبيد ورئيس نادي تل كوجر الحاج حامد وعبد إله المزعل الذين كانوا يؤمنون بموهبته ويحثونه على التقدم نحو صنع اسم كبير في مجال التعليق الرياضي.

نحو مستقبل كبير

يقول قصي الشيخ أن طموحه في التعليق الرياضي يزداد يوماً بعد يوم، حيث يعمل على تطوير نفسه بشكلٍ يومي، الشيخ يحلم أن يضع اسمه على لوائح اسماء المُعلقين الكبار وهو لا يدخر جهداً تجاه تنمية موهبته فهو يتابع جميع المباريات العالمية والمحلية، ويبحث في أروقة الكتب عن عبارات غير مستهلكة. تنقل الشيخ بين الملاعب الرياضية في جميع أقاليم شمال وشرق سوريا مرةً تجده في إقليم الجزيرة ومرةً يقصد إقليم الفرات، يمتلك الشيخ شخصية متفردة على مستوى التعليق ولن يجد صعوبة في اختيار الكلام المناسب في المكان المناسب في الوقت المناسب، هذا ما منحه تطوراً ملحوظاً يتمنى الشيخ أن يستمر في منح نفسه الوقت الكافي لدعم ذاته كما يتوجه بالشكر لمكتب كرة القدم في إقليم الجزيرة الذي منحه الفرصة في تقديم نفسه على مستوى أعلى من مستوى التعليق الشعبي.

أسماء في الذاكرة

بعض الأسماء لها في حياة قصي الشيخ الرياضية مكانة كبيرة، حيث يضع بعض المعلقين في مكانة القدوة التي يسعى للسير على خطاها يذكر الشيخ أن أولهم المعلق الكبير عصام الشوالي ومن ثم يوسف سيف الذين يجد فيهم مثلاً أعلى ويحاول جاهداً الاستفادة من مخزونهم الكبير والغني من الكلمات، كما يحب الشيخ التعليق على مباريات تخص أندية إقليم الجزيرة في مقدمة تلك الأندية نادي سردم ونادي الأسايش ونادي ديرك ويصفهم الشيخ بأنهم يمتلكون مواصفات رياضية، تجبرك على إخراج أجمل ما عندك من ألفاظ وعبارات يضاف إلى كل هذا الأندية العالمية مثل ريال مدريد وبرشلونة.

يحب قصي الشيخ التعليق على مباريات الفرق الشعبية حيث ينشط الآن في التعليق ضمن صفوف وكالة نودم على مجريات المباريات في ملعب حليق في منطقة آليان حيث يصف مباريات كرة القدم في هذه المنطقة بالمباريات العالمية، كما يضيف أن رياضة كرة القدم في إقليم الجزيرة بشكلٍ خاص وفي شمال وشرق سوريا بشكلٍ عام تُشكل حالة خاصة وتُظهِر مدى التطور الكبير الحاصل في ظل الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا على جميع الأصعدة أولها الصعيد الرياضي .

مهنيّة عالية

يمتلك الشيخ حنجرة ذهبية وكلمات رنانة، يضاف إليها مهنية عالية في التعامل مع مجريات المباريات والبطولات التي يُعلق عليها الشيخ، حيث لا تكاد تشعر بتحيزه لي أي فريق أو قرية أو بلد، يحب قصي الشيخ الرياضة بشكلٍ عام ويمنح اللاعبين الذين يُعلق عليهم ألقاب وصفات يقتبسها من مجريات المباريات، لا يفضل أحد على أحد يمتدح المبدع وينتقد المقصر ويشيد بكل مجتهد، ينتقي الشيخ كلامه بعناية وتحكم بصوته بطريقة فنية حيث يمنح المباريات حماساً زائد عندما يقتضي الأمر ذاك كما تجده يبتكر عبارات لم تكد تسمع مثلها من قبل. للشيخ أسلوب خاص في وصف مجريات المباريات كما يضيف رونق خاص لجميع البطولات، من هنا يبدأ النجاح لذلك في الأيام القادمة قد نجد الشيخ مُعلِّقاً في إحدى المحطات العالمية أو العربية.