قيّم المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) الأعمال التي جرت على الساحة الكردستانية واصفاً العام الحالي بعام الانتصار، وشدد على إن العام المُقبل سيكون أكثر انتصاراً على الرغم من خطورة المرحلة القادمة.
عقد المجلس التنفيذي للمؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) في الحادي عشر من كانون الأول الجاري لهذا العام اجتماعاً بحضور أغلبية أعضائه.
حيث كان الوضع في كردستان والعالم على جدول أعمال هذا الاجتماع وكذلك تقييم أعمال السنة للمؤتمر ومناقشة الوضع التنظيمي للمؤتمر الوطني الكردستاني وانتخاب أعضاء ومؤسسات جديدة والاستعداد لعقد الاجتماع العام الـ 21، كما تم التخطيط للأعمال التي سيقومون بها في المستقبل.
وتم الكشف عن نتائج اجتماع الهيئة التنفيذية للمؤتمر عبر بيان، ونقلته وكالة فرات للأنباء، وهي كالتالي:
باكور كردستان
مرحلة حرب الحرية، هذه الحرب التي بدأت منذ 2015 وحتى الآن، هي مرحلة جديدة وأكثر صعوبة، منذ تموز 2015، هناك حرب مستمرة في باكور كردستان (شمال كردستان)، حرب الوجود واللاوجود، هذه الحرب انتقلت من وقت لآخر إلى روج آفا وإلى باشور كردستان (جنوب كردستان)، في ربيع عام 2015، أنهت الحكومة التركية عملية الحوار، كما أنهت عملية وقف إطلاق النار، وشنت هجمات إبادة جماعية في 24 تموز، 24 تموز لم يكن صدفة، فقد تزامن مع ذكرى يوم توقيع معاهدة لوزان، الهجوم في هذا اليوم يعني أنه لا توجد كردستان (معاهدة لوزان تنص على ذلك) وسيتم إبادة أولئك الذين يطالبون بكردستان.
هذه حرب إبادة وحرب الوجود واللا وجود، هذه الهجمات التي حدثت في السنوات الست الماضية ماثِلة أمام الأعين، الهجمات على المدن الكردستانية، الهجمات على المؤسسات والمراكز الكردستانية كـ (البلديات والأحزاب والجمعيات والإنجازات الكردستانية)، وكذلك الهجمات على جميع القوات الكردية، واعتقال وسجن عشرات الآلاف من السياسيين، ليست عادية، العقلية التي تحكم تركيا اليوم هي عقلية الاتحاد والترقي، هذه العقلية أبادت الشعوب الأرمنية والرومانية والآشورية والسريانية والكلدانية على هذه الأرض، واليوم تريد إبادة الشعب الكردي، لهذا السبب هذه الحرب هي حرب الوجود واللا وجود .
في هذه الحرب عانينا كشعب وكحركة حرية كردستان ودفعنا ثمناً باهظاً، وعلى الرغم من كل هذه التضحيات والأضرار وهذه الأخطاء والنواقص، فإن حركة حرية كردستان موجودة في كل الساحات، وترفع من مستواها النضالي، وتستمر في عملها، قوات الكريلا تقاوم ببطولة عظيمة، رغم كل الاعتقالات والتعذيب والضغوط، فإن الشعب الكردي لديه إرادة وصاحب قرار، نعم رأينا دماراً كبيراً في هذه الحرب، لكن عدونا فقد طاقته، النظام التركي أصبح يواجه أزمات عميقة في العديد من المجالات، الأزمة الاقتصادية خرجت عن السيطرة، وسبب هذه الأزمات هو الحرب في كردستان ومقاومة القوات الكردستانية، إن مقاومتنا تمنح القوة والشجاعة لكل قوى المعارضة، نظام أردوغان على وشك الانهيار.
جيش الاحتلال التركي يستخدم يومياً الأسلحة الكيميائية، وخاصةً في منطقة متينا وزاب وآفاشين، حتى الآن استشهد أكثر من 40 من مقاتلي الكريلا وأُصيب عدداً آخرين جراء استخدام هذه الأسلحة، في جميع أنحاء العالم، يعبّر الشعب الكردي وأصدقائه عن رفضهم لهذا الوضع بكل الوسائل، رغم كل دعوات وفعاليات شعبنا، لا يزال العالم صامتاً حيال استخدام هذه الأسلحة، منظمة حظر الأسلحة الكيميائية (OPCW) والأمم المتحدة والدول المعنية تقف موقف المتفرج، الشعب الكردي في أجزاء كردستان الأربعة ضحية للأسلحة الكيميائية، حتى الآن لم يلتئم جرح حلبجة، في هذا الصدد، إن مهمتنا الرئيسية في هذا الصدد هي أن نتحرك باستمرار ضد استخدام الأسلحة الكيميائية.
روجهلات كردستان
لازالت سياسة الاستيعاب والقمع والتعذيب والتجويع والسجن والاعتقال وكم الأفواه مستمرة في روجهلات كردستان (شرق كردستان) من قبل الدولة الإيرانية، كما أن سياسة النظام الإيراني في نشر المواد المخدرة ضمن المجتمع الكردي مستمرة، وكذلك سياسة قتل التجار عبر الحدود والإعدامات، إيران تريد بكل الطرق والوسائل إبقاء الشعب الكردي بدون هوية وحقوق، وكقوة مهيمنة في المنطقة تسعى للتدخل في باقي أجزاء كردستان والتحالف مع القوى الأخرى المعادية الشعب الكردي.
وبالسير على نهج الاحتلال التركي، تزيد إيران من هجماتها على باشور كردستان منذ فترة، وخاصةً بعد مجيء إبراهيم رئيسي إلى سدة الحكم، وتقوم إيران الآن عن طريق تعاون بعض المسؤولين في باشور كردستان بالضغط على القوى والأحزاب في روجهلات كردستان على ترك سلاحهم والكف عن الهجمات ضد إيران، يجب رفض هذا الوضع الخطير، وعلى كل القوى الكردستانية ألا تنفذ مطالب الدولة الإيرانية هذه، بناء القوات المسلحة، كأي شعب آخر، هو حق مشروع للشعب الكردي، إن استخدام القوات المسلحة في جميع أنحاء كردستان الأربعة ليس حقاً مشروعاً فحسب، بل هو أيضاً حاجة ملحة وضرورة، أعداؤنا يستخدمون جميع أنواع الأسلحة ضدنا، على القوات الكردستانية تسليح نفسها والدفاع عن شعبها ووطنها.
ضد سياسات الدولة الإيرانية، تنظيم الشعب في روجهلات كردستان هي مهمة أساسية، يجب أن تتعلم القوى في روجهلات كردستان من تجربة أجزاء كردستان الأخرى وأن تؤسس الوحدة فيما بينها، ونحن، بصفتنا المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK)، سنزيد من جهودنا في هذا الصدد، كما سنعقد سلسلة من الندوات وحلقات النقاش في مختلف المجالات لفضح سياسات النظام الإيراني وتعزيز الحوار الداخلي.
باشور كردستان
على الرغم من أن باشور كردستان (جنوب كردستان) يتمتع بوضع فيدرالي دستورياً، إلا أن هذا الوضع لا يزال تحت التهديد، حيث أن من أهداف أعداء شعبنا القضاء على الوضع الفيدرالي في باشور كردستان، إن الهجمات التي أعقبت الاستفتاء وهجمات الدولة التركية وإيران هي لهذا الغرض ويجب النظر إلى هذه الحقيقة واتخاذ الإجراءات على هذا الأساس، لسوء الحظ، إدارة باشور كردستان ليس لديها استراتيجية مشتركة في هذا الصدد، فهي غير مبالية ولا تتصرف وفق هذه الحقيقة.
الهجمات الأخيرة من قبل تنظيم داعش الإرهابي هي أيضاً جزء من هذه السياسة ضد باشور كردستان، في الوقت نفسه، فإن أحد أهداف هذه الهجمات هو إخلاء المناطق المتنازع عليها (المناطق الخاضعة للمادة 140) من الكرد، نتيجة هذه الهجمات، أُخليت مئات القرى وشُرّد عشرات الآلاف من الكرد، هذه ليست مسألة داعش فقط، هناك قوميين عرب وقوات احتلال وراء هجمات داعش، يتم دعم داعش واستخدامه من قبل هذه القوات.
مشاكل باشور كردستان كثيرة من ناحية الحرية والديمقراطية، للأسف الوضع يتدهور يوماً بعد يوم، ومن ناحية أخرى، يزداد الفساد، وهذا يؤدي أيضاً إلى الشعور بعدم الراحة والجوع، شعبنا في باشور كردستان لا يأمن مستقبله، وهذا يؤدي أيضاً إلى الهجرة، الشباب على وجه الخصوص يهاجرون، المهاجرون على حدود بيلاروسيا وبولندا، للأسف، معظمهم من الكرد، يفقد العشرات من المهاجرين الكرد حياتهم على هذه الحدود كل شهر، ويغرقون في بحر إيجة والمانش، محتلو كردستان، ولا سيما الدولة التركية، يريدون أن يهاجر الكرد وأن تفرغ كردستان، يعمل هؤلاء المرتزقة والمهربون بدعم من هذه الدول في تهجير الشعب الكردي،، لسوء الحظ ، لم تتخذ الإدارة في باشور كردستان بعد، أي إجراءات ملموسة في هذا الصدد، هذا الوضع هو جرح ويجب أن يكون على جدول أعمالنا جميعاً.
قبل شهرين كانت هناك انتخابات في كل من باشور كردستان وفي جميع أنحاء العراق، لم يذهب معظم الشعب إلى صناديق الاقتراع ولم يصوّتوا، شعب باشور كردستان والشعب العراقي بشكلٍ عام غير راضين عن هؤلاء القادة، وُجِهَت لهم البطاقة الحمراء، من يقول إننا انتصرنا في الانتخابات ليس صحيحاً، الانتخابات لم تأتِ بأي حل وحتى الآن لم يجتمع البرلمان، ولكن مهما حدث، فقد تم إجراء انتخابات وتم انتخاب بعض الأشخاص كبرلمانيين، ندعو جميع البرلمانيين الكرد إلى العمل وفق الخط الوطني، والدفاع عن شعب ومصالح كردستان، والوقوف ضد الاحتلال ورفع أصواتهم.
تستمر التهديدات والهجمات على شنكال، بتاريخ 5/12/2021 هاجمت الدولة التركية بطائرات الدرون المسيّرة واغتالت الرئيس المشترك للإدارة الذاتية في شنكال مروان بدل، وبعد ذلك وفي يوم 11/12/2021 هاجمت الطائرات مبنى مجلس الشعب في شنكال، هذه عداوة عميقة ضد الشعب الكردي وفي نفس الوقت كراهية للمعتقد اليزيدي، هذه الهجمات ليست جديدة وهي استمرار لهجمات داعش، الدولة التركية تريد استكمال ما لم يحققه تنظيم داعش الإرهابي، في الوقت نفسه، تتعاون الحكومة العراقية وتمهد الطريق أمام دولة الاحتلال التركي لشن هجماتها وتبقى صامتةً حيالها، نحن بصفتنا المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK )، سنكون إلى جانب شنكال وأهالي شنكال حتى النهاية في وجه جميع المحتلين، بهذه المناسبة، نُدين مرة أخرى بشدة الدولة التركية وحلفائها والمتواطئين معها، كما نتقدم بتعازينا لعائلة مروان بدل وللمعتقد اليزيدي ولكل شعب كردستان.
