الاحتجاجات الشعبية في تركيا وباشور كردستان.. تدوين للتاريخ

إعداد/ بيريفان خليل ـ

تتزايد ردة الفعل الشعبي تجاه سياسات السلطات الموجودة في كل من تركيا وإقليم كردستان، برئاسة حزبي العدالة والتنمية، والديمقراطي الكردستاني، اللذين يجتهدان لإسكان الصوت الشعبي بشتى الوسائل، رافعين علم السلطة والإنكار تجاه شعبهما.

أبناء الشعب في المنطقتين من عامة، وأطباء، وطلاب، وعمال، يخرجون في تظاهرات جماهيرية حاملين شعارات، تظهر معاناتهم والإجراءات التي يجب أن تتخذها سلطات تلك المنطقتين كحلول لأزمات الموجودة فيهما.

“العمل لنا، الكلمة لنا” 

في تركيا نظم اتحاد الأطباء على غرار المظاهرات، التي حصلت، ولا زالت تحصل في الفترة الأخيرة، كاشفين التدهور الاقتصادي، وفشل سلطة العدالة والتنمية في تجاوزها، مؤكدين تدني المستوى المعيشي بشكل تدريجي لتصل تركيا إلى القاع اقتصادياُ.

وتحت شعار “العمل لنا، الكلمة لنا” عبر الأطباء عن المشاكل التي يواجهونها كمتقاعدين في القطاع الصحي، مطالبين بضرورة توفير بيئة عمل صحية كاملة، بالإضافة إلى أجور وفيرة لمعاشات الأطباء المتقاعدين، وقد انضمت لهذه التظاهرة منظمات الصحة، والعمل المهنية بأنقرة بمقاطعة تشاناك كايا.

وكشفت رئيسة اتحاد الأطباء الأتراك شيبنام كورونا عن الواقع المعيشي في تركيا، من خلال تصريحها “رغم أن حوالي 200 مواطن من شعبنا، يفقدون حياتهم كل يوم، فقد نشأت حالة من تبلّد الشخصية والإدراك في مجتمعاتنا”.

وكان قد تقدم 8 آلاف طبيب تركي، باستقالتهم ِإثر تدهور الأوضاع وانتشار جائحة كورونا بشكل كارثي في تركيا.

“الثروة التي لديك هي ما سرقته منا” 

كما ذكرنا آنفاً الساحة التركية، لم تفضَ من الردّ، ففي مناطق مختلفة خرج أبناء الشعب كفعل شعبي، مطالبين باستقالة الحكومة، غداة الهبوط الحاد الذي سجلته الليرة التركية، والتي وصلت إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق عند 10 ليرات مقابل الدولار الأمريكي خلال الأسبوع الماضي، وفقد أكثر من 25% من قيمتها منذ بداية العام.

وتصدر وسم #hükümetistifa (استقالة الحكومة) موقع تويتر، متهمين فيها سياسة الرجل الواحد أردوغان بسرقة أموال الشعب، وقالت: “الثروة التي لديك هي ما سرقته منا”.

وخلال استطلاع الرأي، تبين إفلاس تركيا، الأمر الذي يدفع بالفئة الشابة إلى الهجرة، تاركين موطنهم ففي أيار من العام الماضي، كشفت شركة أبحاث تركية من خلال استطلاع رأي أجرته عن أن 62.5% من الشباب الأتراك يريدون العيش خارج البلاد.

في الإقليم تعدّدت الأساليب؛ لإسكات صوت الطلبة

لم يكن الأمر مختلفاً في إقليم كردستان بقيادة حزبه؛ حزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يمارس السلطة وسياسة الحزب الواحد، ففي شوارع إقليم كردستان، وفي مناطق مختلفة من الإقليم؛ فالسليمانية شهدت تظاهرات طلابية، تعقيباً على انقطاع المساعدات المالية منذ سنوات، ونقص الخدمات مطالبين بتحسين أوضاعهم في السكن الجامعي.

خلال ستة أيام متتالية، تصدّت مواقع التواصل الاجتماعي الأصوات الطلابية من خلال مشاركة الآلاف من الطلبة، في التظاهرات غير أن ذلك جوبه بعنف من قبل سلطات الأمن في المنطقة، حيث تعددت وسائل إسكات صوت المطالب من استخدام الغاز المسيل، والمياه لتفريق التظاهرات إلى إغلاق أبواب الجامعة، حيث أقرت وزارة التعليم العالي، والبحث العلمي في إقليم كردستان يوم الثلاثاء الماضي، تعليق الدوام الرسمي في الجامعات والمعاهد في محافظة السليمانية لمدة أسبوع كامل.

الاعتقالات استهدفت العشرات من المتظاهرين، بينهم أربعة صحفيين ومن أجل الإفراج عنهم، طالبت السلطات الأمنية كفالة مالية، فكل صحفي يفرج عنه مقابل كفالة مالية قدره 500 ألف دينار عراقي، وعن كل متظاهر كفالة مالية قدره 150 ألف دينار عراقي.

واقع الطلبة يستدعي الاحتجاجات

تبلغ المنح المقدمة لطلبة المعهد التكنيكي، من قبل حكومة إقليم كردستان، 50 ألف دينار للطلبة، ممن يسكنون السليمانية، و100 ألف دينار للطلبة الذين يسكنون خارج السليمانية، وغالبية ما يكون الطلاب من خارج المدينة، يتوجهون إلى الجامعات من أجل الالتحاق بالعام الدراسي.

غالبية الطلبة الوافدين من الخارج، هم بحاجة إلى مأوى (بيت للآجار)، لكن نتيجة ارتفاع الآجارات في إقليم كردستان، لا يستطيع الطلبة تأمين مسكن، حيث وصل آجار الشقة السكنية في السليمانية إلى 250 دولار، وهذا المبلغ لا يستطيع الطلاب تأمينه، عدا عن الارتفاع الكبير بأسعار المواد التموينية، لذلك يحتاج الطلاب إلى الإقامة في السكن الجامعي.

المبنى الجامعي (السكن الجامعي)، لا تتوفر فيه شروط الإقامة للطلبة، وخاصة وسائل التدفئة، بالإضافة إلى المستلزمات اليومية من مياه، وكهرباء، وغيرها من المستلزمات.

وعليه كان للطلبة في السليمانية بشكل خاص، احتجاجات لانقطاع المساعدات المالية منذ سنوات، ونقص الخدمات، وانتشار الفقر في المنطقة؛ لتتوسع تلك الاحتجاجات إلى مناطق أخرى في الإقليم.

ويذكر أن وزارة التعليم والبحث العلمي في إقليم كردستان بحاجة إلى 70 مليار دينار عراقي (46 مليون دولار) سنوياً، لتغطية مخصصات الطلبة البالغ عددهم أكثر من 135 ألف طالب في عموم إقليم كردستان، كما كشفته وكالة روج نيوز وعلى وزارة مالية الإقليم تخصيص هذا المبلغ لوزارة التعليم.