قامشلو/ رشا علي – يناضل حزب العمال الكردستاني منذ 43 عاماً، بعزم وتصميم وإيمان من أجل الحرية، وحقق انتصارات عظيمة خلال سنوات النضال، استطاع إعادة إحياء الشعب الكردي، بعد تعرضه للتهميش والانصهار، ولمع نجم النساء داخل الحزب، أصبح تنظيمهن، وعملهن في الساحات السياسية، والإيديولوجية، والعسكرية، ساحة لنضال النساء جميعهن، نضال نساء حزب العمال الكردستاني، جعل المرأة في أنحاء العالم كله، تدافع عن هويتها وإرادتها.
اجتمعت مجموعة ثورية كردية في العاصمة الفعلية لكردستان “آمد” بتاريخ 27/11/1978 وعقدوا مؤتمراً، أسسوا فيه حزب العمال الكردستاني (PKK) وانتخبوا القائد عبد الله أوجلان سكرتيراً للحزب، ويعدّ حزب العمال الكردستاني أول حزب حقق تطورات كبيرة على صعيد النضال التحرري المعاصر في كردستان والمنطقة، وبنى قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان نظامه الاجتماعي بتأثيرات ميراث الثقافة النيوليتة، وبذل جهوده لإحياء هذه الثقافة العريقة، وكان هدف حزب العمال الكردستاني خلق المرأة والرجل أحراراً، فسعى بذلك إلى خلق وتطوير مجتمع عصري.
تشكيلُ أول تنظيم للمرأة
تشكل أول تنظيم للمرأة في عام 1987، وأُطلِق عليه اسم (اتحاد النساء الوطنيات الكردستانيات) YJWK الذي عدّ أول تنظيم نسائي عبّر عن القوة المنظمة للمرأة، داخل حزب العمال الكردستاني، ومثل أول تنظيم للمرأة الكردية عامةً، ومع حلول أعوام التسعينات، اكتسبت المرأة مستوى ملحوظاً من الوعي التحرري، والخبرة النضالية والتنظيمية، وتجلت قوة المرأة بوضوح؛ نتيجة انضمامها الفعّال إلى الحرب من جهة، وتقديمها لأروع آيات البطولة، والمقاومة، والتضحية من جهة أخرى، وبرهنت على عظمة تعلقها بالحرية؛ حتى في أحرج الأوقات والظروف، وكانت مقاومة المناضلة، بيريتان في حرب الجنوب عام 1992 بمثابة الضربة القاضية للخيانة والعمالة، وفي عام 1993كانت خطوات البداية تُنظم، حيث انتظمت النساء على ذرى الجبال على شكل وحدات مستقلة، وفي آذار 1995 انعقد المؤتمر الأول للمرأة وأٌسِّس (اتحاد حرية النساء الكردستانيات) والذي كان انعكاساً لتوسيع نطاق تنظيم المرأة الكردية، وفي الثامن من آذار عام 1998 أُعلِن عن أيديولوجية تحرر المرأة المختزلة على شكل خمسة مبادئ أساسية، من قبل قيادة حزب العمال الكردستاني.
أبدتْ أروع ملاحم البطولة والفداء
وفي عام 1999 أُسِّس حزب المرأة العاملة الكردستانية PJKK، وفي عام 2000 أُسِّس حزب المرأة الحرة YJA، ولأجل توحيد الحركة مع الساحة الاجتماعية، اُتخذ قرار تأسيس حزب حرية المرأة الكردستانية (PAJK)، وبهدف تنظيم المرأة في ساحة الدفاع المشروع، نُظمت وحدات المرأة الحرة ـ ستار ( YJA STAR).
ولمعرفة المزيد حول دور المرأة في حركة التحرر الكردستانية منذ تأسيسه، التقت صحيفتنا “روناهي” مع عضوة منسقية مؤتمر ستار في روج آفا “وليدة بوطي:” حيث هنّأت القائد عبد الله أوجلان، ومقاتلي الحرية، وشعوب العالم أجمع، بذكرى تأسيس حزب العمال الكردستاني، وأشارت إلى الإرث النضالي لحركة حرية كردستان وقالت: “حافظت حركة التحرر الكردستانية على الوجود الكردي، وعلى هويته، وتقديم الكثير من التضحيات عبر مراحل نضاله، وواجهت أشرس الحملات التي أفشلتها بمقاومتها التاريخية، واختلفت في نضالها عن الثورات أو الحركات الكردية الأخرى، وضمت في صفوفها شرائح الشعب جميعها، وانتشرت بسرعة كبيرة في أجزاء كردستان الأربعة، وانضمت إليها المرأة بشكل فعال، فأبدت أروع ملاحم البطولة والفداء”.
إنْ لم تتحرّر المرأة فلن يتحرّر المجتمع
وحول المجموعات الأولى، التي أسَست حزب العمال الكردستاني PKK بيَّنت لنا وليدة قائلةً: “شاركت المرأة في تأسيس الحزب منذ بداياته، ففتح القائد أبواب النضال أمام المرأة؛ من أجل نيل حقوقها؛ ولتغير النظرة الدونية من قبل المجتمع، حيث يقول القائد “إن لم تتحرر المرأة فلن يتحرر المجتمع” وهذا المفهوم ذو لون وفلسفة جديدة في نضال الشعب الكردي”.
وأوضحت وليدة: إن المرأة شاركت الرجل في الكثير من المجالات المختلفة، وقدمت الكثير من التضحيات قائلةً: “هناك الكثير من النساء، شاركن في الثورات والانتفاضات، ولكن المرأة في حزب العمال الكردستاني، تميزت بفعاليتها وأداء دورها بشكلٍ ديناميكي، وعلى الأصعدة جميعها، مشاركة المرأة في النضال، الذي تخوضه حركة الحرية، هو ثورة داخل ثورة، وعملت المرأة، بفكر وفلسفة القائد، فاكتسبت القوة والإرادة، ومارست دورها ضمن الحركة، المناضلة، ساكينة جانسيز كانت من المنضمين الأوائل إلى الحزب، فمن خلال إرادتها الحرة أخذت مكانها في الحزب”.
السيرُ على هديهنّ
وحول مشاركة المرأة في القيادة، وقيامها بجميع بمهامها النضالية جميعها، تحدثت وليدة قائلةً: “النساء المقاتلات في حركة الحرية أصبحن مثالاً يُحتذى به، فمنذ تأسيس الحزب، انضمت إليه المرأة بشكلٍ فعال، وأثبتت أنها تستطيع القيام بدورها القيادي في الحزب، وعلى الرغم من الصعوبات والعراقيل كلها، فقد استطاعت بناء قوتها العسكرية”.
وحول نهج المرأة ضمن نضال حزب العمال الكردستاني، نوّهت وليدة: إلى أن المرأة أصبحت قوة للدفاع عن الشعب الكردي قائلةً: “كانت المرأة تتعرض للانتهاكات والهجمات من قبل دولة الاحتلال التركي، ومقاومة الشهيدة بيريتان أيقظت الشعب الكردي وجعله يثور ضد الاحتلال والخيانة، ومقاومة السجون، وبذلك أثبتت حرية المرأة أو أنها لا تعرف الاستسلام، هناك الكثير من النسوة، يقمن بأحراق أنفسهن إن دعت الضرورة، إنها مقاومة منقطعة النظير”.
كما بيَّنت وليدة أن قوة المرأة في الحزب، وصل إلى مستوى كبير، حيث استطعن بناء قوتهن بأنفسهن قائلةً: “تقاوم وحدات المرأة الحرة، الهجمات الوحشية للاحتلال التركي، ومقاتلات الحرية يُبدين مقاومة بطولية على جبال كردستان، أن هؤلاء المقاتلات الأحرار كسرن القيود كلها، التي فرضها المجتمع والعادات والتقاليد عليهن، استطعن بناء جيش وقوة كبيرة للنساء، لقد أصبحن مثالاً لنساء روج أفا، نساء حزب العمال الكردستاني PKK، أصبحن أيقونة المقاومة والفداء، رغم الصعوبات لم تلن إرادتهن ولم تقل عزيمتهن”.
