هل سيكون تأسيس الاتحاد الرياضي العام الحل لمشاكل رياضتنا؟

روناهي/ قامشلو ـ

---

كشفت مها محمد الرئيسة المشتركة لهيئة الشباب والرياضة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عن أعمال الهيئة، وعن نيتهم لتأسيس اتحاد رياضي عام سيعمل لتطبيق القوانين والأحكام التي تصدرها هيئة الشباب والرياضة، ومع تشتت الرياضة في الكثير من مناطقنا هل سيكون هذا الاتحاد الحل؟، وهل ستكون هناك مركزية ونحن ندعو إلى اللا مركزية؟.

 لا بد الاعتراف بأن رياضتنا ما زالت تعاني من الرقة إلى قامشلو، هي حقائق لا ريب فيها والمشكلة والمعضلة الكبيرة هي المنشآت، نعم هي الملاعب والصالات الرياضية التي تفتقرها الكثير من المدن، رغم أن الوضع يختلف من مدينة إلى أخرى في شمال وشرق سوريا، ولكن هل تأسيس اتحاد رياضي عام سوف يفي بالغرض ويحل أغلب مشاكل رياضتنا وهل سنلتزم بالمركزية؟ ونحن هدفنا اللا مركزية على مستوى البلاد ككل؟.

في تصريح نُشر على الصفحة الرسمية للإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا، للرئيسة المشتركة لهيئة الشباب والرياضة مها محمد وتناولت فيه العديد من النقاط ولعل أبرزها هي قضية المنشآت وتأسيس اتحاد رياضي عام يصدر قوانين ومراسيم وتعاميم بخصوص رياضتنا التي كما ذكرنا في البداية بأنها تعاني في الكثير من النقاط وأولها بخصوص المنشآت.

استقلالية الاتحاد القادم

ولكن الكثيرين كانوا يتأملون باتحاد رياضي عام مستقل له خصوصيته بعيداً عن تدخل أي طرف كان، ولكن يبدو ما زال مصيره مرتبطاً بهيئة الشباب والرياضة في شمال وشرق سوريا، وإلى مدى ستنجح التجربة لا أحد يعلم؟.

وتحدثت الرئيسة المشتركة مها محمد لهيئة الشباب والرياضة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عن أعمال الهيئة حيث تركزت على ترميم المنشآت الرياضية بحكم أنَّ غالبية المناطق خارجة من الحرب ببنية تحتيّة ضعيفة؛ لذا قامت الهيئة بتأهيل الملاعب وتعشيبها، وإعادة الصالات البدنيّة إلى سابق عهدها، كما لحقتها عدة مهرجانات وفعاليات شبابيّة متنوعة ترفيهيّة توعويّة وثقافيّة إلى جانب تنظيم البطولات الكرويّة والفروسيّة وألعاب القوى والعديد من الأنشطة الذهنيّة إضافةً للحملات المجتمعيّة للتعريف بمخاطر العادات السلبيّة الشائعة في الأوساط الشبابيّة في المجتمع.

وأضافت بأن الهيئة ستكمل هيئة الشباب والرياضة مشاريعها التي لم تنجز في العام المقبل، ومنها إنشاء الملعب الكبير في كوباني، ومراكز تدريب الفئة الشابة في مختلف المناطق.

ونوهت “كما تعاني مناطق شمال وشرق سوريا من نقص المنشآت التي تجذب الفئة الشابة إلَّا أنَّ شباب المنطقة يُقبِلون وبكثرة على كافة الأنشطة التي تنظمها هيئات ولجان الشباب والرياضة في الإدارات الذاتيّة والمدنيّة”.

واختتمت الرئيسة المشتركة لهيئة الشباب والرياضة بشمال وشرق سوريا مها محمد حديثها قائلةً: “تعمل الهيئة على إعداد وصياغة القانون الناظم للعمل الرياضيّ وقانون العقوبات لضبط الأنشطة الرياضيّة في شمال وشرق سوريا وتقوم الهيئة بتأسيس الاتحاد الرياضي العام الذي سيعمل لتطبيق القوانين والأحكام التي تصدرها هيئة الشباب والرياضة”.

ما وضع الاتحادات القائمة؟

بدأ تشكيل الاتحادات الرياضية بشمال وشرق سوريا في عام 2015، وكان قبل ذلك الإعلان عن هيئات الشباب والرياضة في كلاً من الجزيرة وعفرين وكوباني، وهذه الاتحادات غير قادرة حتى الآن الحصول على الاستقلالية في القرارات، لأنها تتبع إدارياً لهيئة الشباب والرياضة والميزانية تأتي من الهيئة نفسها، ولكن إلى متى هذا الأمر؟

وإلى جانب هذه المناطق وبعد تحرير مدن مثل الطبقة والرقة وريف دير الزور ومنبج انضمت لرياضة شمال وشرق سوريا عبر لجان للشباب والرياضة واتحادات رياضية في هذه المناطق، بينما في كوباني تم حل الاتحاد الرياضي وجاء بديلاً عنه مجلس رياضي، وذلك في آذار عام 2020.

في كل منطقة هناك خصوصية في العديد من النقاط مثلاً قضية ترخيص أندية فإقليم الجزيرة قضية الترخيص بدأت عام 2015، وله شروط معينة، وفي مناطق أخرى ما زالت الأندية غير مستقرة، وحتى في إقليم الجزيرة توقف نشاط العديد من الأندية، ولذلك هناك تداخل كبير سوف يحصل في قضية الترخيص بحالها، ففي حال أصدرت قوانين خاصة بالتراخيص فماذا سيكون حال الأندية الحالية المتوقفة مثلاً في إقليم الجزيرة؟، فالاتحاد غير قادر لحل أي نادي إلا بعد توقف نشاطه لمدة ثلاث سنوات، بحسب قانونه الناظم للعمل الرياضي.

في كل إقليم ومدينة هناك بطولات ودوريات خاصة بها لمختلف البطولات، فكيف ستكون البطولات القادمة في حال قرر إقامة دوري عام في شمال وشرق سوريا لكرة القدم مثلاً؟ الدوريات المحلية في هذه المناطق هل سوف تُلغى أم ستبقى؟، يعني هل سيشارك أصحاب الألقاب بالمركز الأولى مثلاً في هذه البطولات؟ فهنا نصطدم بقضية أن نسميه دوري عام؟.

لا مركزية

المركزية من أهم المعضلات التي قد تواجه تشكيل هذا الاتحاد كمثال في هذا العام أقيمت بطولة على مستوى شمال وشرق سوريا لكرة القدم في مدينة الرقة، وانسحب نادي سردم قبل البدء بيوم عبر بيان رسمي لتدخل هيئة الشباب والرياضة في شمال وشرق سوريا وتوقف نشاط النادي لعام كامل!، ليعود النادي فيما بعد للاعتذار وتقوم هيئة الشباب والرياضة بإصدار عفو وإلغاء عقوبة النادي!.

وهنا نشهد تدخل مركزي فهل الاتحاد الرياضي العام سوف يتدخل في شؤون الاتحادات الموجودة؟ أم تلك الاتحادات سوف تنحل وتتحول لمكاتب؟ وهل ستبقى كافة البطولات والدوريات مرتبطة بروزنامة يصدرها الاتحاد الرياضي العام الذي مزمع تأسيسه؟ وهنا نرجع لنقطة المركزية من جديد، فما الحل؟.

مصاعب ومعوقات

فكرة تأسيس اتحاد الرياضي العام ليست وليدة اليوم بكل تأكيد، ففي عام 2019، وبهدف تنظيم الرياضة من قبل هيئة الشباب والرياضة في شمال وشرق سوريا، بدأت الهيئة بعقد اجتماعات موسعة مع الاتحادات والرياضيين في مختلف المدن والأقاليم، وذلك لتأسيس اتحاد رياضي عام لشمال وشرق سوريا.

وبحثت في الاجتماعات الهدف من الاتحاد الرياضي المزمع تشكيله وشرح مهامه، من جهة التنظيم والعمل للارتقاء بالواقع الرياضي بشكلٍ عام وكذلك التعرف عبر هذه الاجتماعات على الصعوبات والمشاكل التي يعانيها الرياضيون.

شرح مهامه وأهدافه

وفي حديث أجري في العام الماضي لصحيفتنا “روناهي” مع الرئيس المشترك السابق لهيئة الشباب والرياضة محمود بشير بخصوص تشكيل اتحاد رياضي عام ذكر قائلاً: “وضعنا خطة وشكّلنا لجنة تحضيرية من الرياضيين أنفسهم من كافة المناطق، وقُسموا كورشات عمل للقيام على تأسيس اتحاد رياضي عام تعمل تحت مظلته كافة الاتحادات الرياضية الموجودة في الأقاليم والمناطق المختلفة في شمال وشرق سوريا، بحيث كان هناك نقص وخلل واضح في الآلية التنظيمية وعلى سبيل المثال في حال أُقيم دوري على مستوى شمال وشرق سوريا من يرعاه؟، ومن يدعم هذه الاتحادات؟ فهيئة الشباب والرياضة هي تختص بالشباب والرياضة، ولتكن الهيكلية الرياضية مستقلة توجب علينا تشكيل هذا الاتحاد خاص بالرياضيين فقط“

وتابع قائلاً: “تأخر تشكيل الاتحاد بسبب هجمات دولة الاحتلال التركي على سري كانيه وكري سبي في عام 2019 وبعدها ظهور فيروس كورونا وزيادة المشاكل العالقة التنظيمية رياضياً في شمال وشرق سوريا وخاصةً في إقليم الجزيرة، ومنذ فترة بدأنا مجدداً بالعمل على تشكيل الاتحاد الرياضي العام ونقترب من الانتهاء من القانون الناظم للعمل الرياضي وهو قانون ملائم للجميع والذي ستعمل بموجبه كافة الاتحادات الرياضية، بحيث استفدنا من التجارب السابقة للاتحادات واكتشفنا نقاط الخلل لديها وعلى أساس ذلك تمت صياغة هذا القانون”.

وأضاف: “هذا الاتحاد سيتولى مهام التنظيم والإشراف على البطولات المختلفة على مستوى شمال وشرق سوريا” ونوه: “سيعمل هذا الاتحاد على وضع قوانين ترخيص مناسبة للأندية وإعادة هيكليتها جميعاً، وسيوضح آلية انتقال اللاعبين، وكيفية حماية حقوقهم، وآلية الدعم، وإصدار قانون عقوبات مناسب”.

وأشار: “سيكون هناك مجلس تنفيذي سيضم ممثلين عن الاتحادات الفرعية الموجودة في الأقاليم والمناطق المختلفة في شمال وشرق سوريا، وسيعقد اجتماعات شهرية دورياً، وللعلم جاء هذا الاتحاد بسبب الحاجة الملحة والضرورية لتشكيله، وتردنا رسائل مستعجلة بشكلٍ دائم من الرياضيين من مختلف المناطق للإسراع بتأسيسه”.

واختتم الرئيس المشترك السابق لهيئة الشباب والرياضة في شمال وشرق سوريا محمود بشير حديثه وقتها قائلاً: ندرك بأن البنية التحتية غير جاهزة في أغلب المناطق، وسنسعى في العام القادم 2021، أن يكون عام ترميم وتأهيل الصالات والملاعب الرياضية لأنها تعتبر الأساس لنجاح رياضتنا.

كل المؤشرات تدل على أنه يتطلب الإعلان عن الاتحاد الرياضي العام بأقرب وقت ممكن، على أن يكون مفعلاً ومشكلاً من أناس يستحقون تمثيل الرياضة في شمال وشرق وسوريا وبعيداً عن التدخلات من أي طرف كان، وهذا الأمر وحده كفيل بتعديل مسار رياضتنا في الوقت الحالي ومنح الاتحادات بشكلٍ عام نوعاً من الاستقلالية، غير ذلك سوف نبقى في دوامة الرياضة الشكلية والأسمية فقط.