جثامينُ الشهداءِ، أينَ اختفت؟!

دجوار أحمد آغا_

منذ الرابع والعشرين من نيسان المنصرم وحتى الآن، ودولة الاحتلال التركي تسعى جاهدة لتثبيت أقدامها في المناطق التي غزتها من باشور كردستان، في هجوم هو الأعنف من نوعه، مستخدمة فيه الأسلحة كافة، التي تمتلكها، حتى المحرمة دولياً (السلاح الكيماوي)، لكنها تصطدم بمقاومة عنيفة وعصرية، من جانب قوات الدفاع الشعبي (الكريلا)، في حرب أنصار تُنزل خسائر فادحة في صفوف القوات الغازية، وتلحق بها ضربات موجعة، وتكبدها الكثير من القتلى، والجرحى، كما لديها العديد من الأسرى، بالإضافة إلى قيام هذه الدولة المحتلة، بتصفية جنودها الأسرى، ومن يحاول منهم أن يستسلم لقوات الكريلا.

لعل الحدث الأبرز على الساحة الآن، بعد المقاومة الأسطورية المستمرة من جانب قوات الكريلا، هو سعي الحزب الديمقراطي الكردستاني، إلى افتعال حرب بين الأطراف الكردية رغم حديث مسعود البرزاني في أكثر من مناسبة إلى أن الدم الكردي على الكردي حرام، لكن قوات الديمقراطي الكردستاني، والتي تنسق مع دولة الاحتلال التركي، وتمهد لها الطريق من خلال الزج بمرتزقتها؛ لنزع الألغام المزروعة على الطرق، بهدف منع تقدم جيش الاحتلال التركي؛ وتنظف لها الطريق من الألغام؛ للتقدم أكثر فأكثر، واحتلال المزيد من أراضي كردستان، بل إنها تجاوزت هذا، فعلاوة على تقديم المساعدة للعدو في احتلال وطنها، سمحت لها التدخل المباشر، في الحرب الدائرة بين مقاتلي الحرية، وقوات العدو المحتل، ووصل بها الأمر إلى وضع كمائن لقوات الكريلا، الهادفين إلى حماية شعب وأرض كردستان من العدو المحتل، والدفاع عنها بدمائهم الطاهرة الزكية،  وهو ما حدث بالفعل، حيث أكد المركز الإعلامي لقوات الدفاع الشعبي، أن خمسة من أصل سبعة مقاتلين، استشهدوا نتيجة تعرضهم لكمين نصبته قوات الديمقراطي الكردستاني، في خليفان ليلة 28-29 آب المنصرم، وبعد 16 يوما، وصل أحد مقاتلي قوات الدفاع الشعبي إلى رفاقه، لكن مصير مقاتلي الكريلا، لا يزال مجهولا، على الرغم من الكشف عن هويات الشهداء، إلاّ أن الديمقراطي الكردستاني، لم يقدم جثامين الشهداء لعائلاتهم. ادعى عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، أن مقاتلي الكريلا، لم يتعرضوا لأي هجوم في منطقة خليفان، رافضاً الإجابة حول احتجاجات أسر الشهداء على معبر سيمالكا، والمطالبين بجثامين أبنائهم.

إلى ذلك أفاد عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، جعفر أمينكي، في مؤتمر صحفي، أنه لم يهاجم أي أحد مقاتلي الكريلا، وأن الحزب لم ولن يقتل أي أحد، وأجاب أمينكي على سؤال مراسل Rojnews والذي قال: إنّ لم تكونوا أنتم من استهدفتم مقاتلي الكريلا في خليفان، لماذا لا تردون على حزب العمال الكردستاني، الذين يطالبون بالكشف عن مصير مقاتليهم؟  ورد أمينكي بقوله: “هذا السؤال يجب أن يوجه لحكومة إقليم كردستان، إذا ما استجابوا، أو لم يستجيبوا هذا الأمر يعود لهم، الحزب الديمقراطي الكردستاني هو حزب سياسي، وله دور في حكومة الإقليم”.

جديرٌ بالذكر أن حزب العمال الكردستاني، قد طلب مرارًا من الديمقراطي الكردستاني بالكشف عن مصير المقاتلين الذين تعرضوا للكمين، لكن دون رد من قبل الديمقراطي الكردستاني بعد، ولم يسلم جثامين الشهداء لوذيهم بعد.

بعد أن تم التأكد من استشهاد مقاتلي الكيريلا، سعت عوائل الشهداء لدخول باشور كردستان، ومقابلة المسؤولين هناك؛ للمطالبة بتسليمهم جثامين أبنائهم، لكن قوات الديمقراطي الكردستاني منعتهم من العبور لأكثر من مرة، حتى أنهم رفضوا السماح لهم بإيصال رسالة لمسعود البرزاني، حول هذه الحادثة المفجعة. قامت هذه العوائل في الخامس من تشرين الأول المنصرم بنصب خيمة اعتصام، داخل حرم معبر سيمالكا، الذي يفصل بين روج آفا وباشور للمطالبة باستلام جثامين أبنائهم الشهداء.

توافد الآلاف من أبناء شعوب شمال وشرق سوريا الى هذه الخيمة؛ للتضامن مع عوائل الشهداء، والمطالبة بتسليمهم جثامين أبنائهم، لكن حتى هذه اللحظة، لم تَرُدْ لا حكومة اقليم كردستان، ولا الحزب الديمقراطي الكردستاني على مطالب هذه العوائل.

من خلال بعض التسريبات التي وصلت الينا، ذكر البعض: أن جثامين الشهداء بأيدي الجيش التركي، وتارة أخرى يقولون: أنهم لدى النظام الإيراني، ومنهم من يؤكد: أنهم لدى الديمقراطي الكردستاني، لكن دون أي رد رسمي من جانب هذه الأطراف، نزداد اقتناعاُ أنهم جميعاً متواطئون في هذه العملية القذرة والبشعة.

السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان، إن لم تكن جثامين الشهداء لديهم فأين اختفت؟!. برأي المتواضع، أرى أنهم لن يسلموا هذه الجثامين؛ لأن مجرد تسليمهم، سوف يثبتون تهمة الكمين الذي نصبوه لمقاتلي الحرية، والتي هي حقيقة دامغة، باعتراف أحد أفراد المجموعة، الذي وصل الى رفاقه، ذاكراً وقائع الحادثة بالتفصيل.

نترك لكم التعليق.