“الشهر الوردي” شهر التوعية لسرطان الثدي…

روناهي/ قامشلو ـ

يُعدُّ شهر تشرين الأول هو شهر التوعية لأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي عالمياً، وتقام فيه ندوات وجلسات توعوية للنساء بهذا الخصوص في مختلف بلدان العالم، وتنتشر الإعلانات المتعلقة بهذا الموضوع ويسمى “الشهر الوردي”.

وتأتي الأهمية عن الكشف المبكر عن المرض بزيادة نسبة الشفاء إلى 97%، وينقسم الفحص للمرض إلى ثلاث مراحل الأولى هي فحص ذاتي، وتكون لسن العشرين وما فوق، ويتم منزلياً باستخدام النظر وتحسس الثدي باليدين، لاكتشاف أي تغيير في شكل وملمس الثديين، ولكن لا يتم الاعتماد على هذه الطريقة بالشكل الكلي، والمرحلة الثانية هي الفحص السريري، وهي بزيارة عيادة تخصيصية عبر استخدام جهاز الموجات فوق الصوتية لاستكشاف أكثر عمقاً وهي لأعمار من 20 إلى 40 عاماً، أما المرحلة الثالثة وهي الفحص المبكر، والذي يتم عبر استخدام جهاز تصوير الثدي (الماموغرام)، بشكلٍ دوري، وحتى في حال لم تظهر أية أعراض، وهي لسن 40 وما فوق.

وقالت أخصائية الأورام والسرطان الدكتورة زاهرة الفهد، لتلفزيون محلي في سوريا، أن “سرطان الثدي يمر بعدة مراحل، يحددها انتشار الورم وحجمه، وتتراوح فرص النجاة بين 95 و100 % إذا تم اكتشافه في المرحلة الأولى، لتقل فرص النجاة الى 86% في المرحلة الثانية و57% في المرحلة الثالثة”.

وأكدت الدكتورة “زاهرة الفهد” على أهمية الفحص والكشف المبكر، حيث “يمكن للفحص الذاتي أن يكشف وجود ورم بنسبة 20% بينما الكشف السريري عند الطبيب يكشف بنسبة 40% لترتفع نسبة الكشف باستخدام الماموغرافي إلى 90%”.

بينما علامات ظهور سرطان الثدي هي كالتالي:

كتلة أو تثخنًا في الثدي يَختلف عن الأنسجة المحيطة، أو تغيراً في حجمه أو شكله ومظهره، أو تغير في الجلد الموجد عليه، أما الحلمة المقلوبة فهي حديثة الظهور، أو حصول تقشُّرًا أو توسفًا أو تيبسًا أو تساقطًا في المنطقة المصطبغة من الجلد المحيط بالحلمة (الهالة) أو جلد الثدي بالإضافة إلى احمرار جلد الثدي أو تنقيره، مثل جلد البرتقالة.

متى تزور الطبيب؟

إذا وجدتِ كتلة أو أي تغيُّر آخر في ثديكِ – حتى لو كانت صورة الثدي الشعاعية (الماموغرام) الأخيرة طبيعية – فقومي بتحديد موعد مع طبيبك للتقييم الفوري.

ويعرِّف الأطباء أن سرطان الثدي يحدث عندما تبدأ بعض خلايا الثدي في النمو بطريقة غير طبيعية. تنقسم هذه الخلايا بسرعة أكبر من الخلايا السليمة وتستمر لتتراكم، وتشكِّل كتلة أو ورمًا. وقد تنتشر الخلايا (تنتقل) من خلال الثدي إلى العُقَد اللمفية، أو إلى أجزاء أخرى من جسمك.

يبدأ سرطان الثدي عادةً مع الخلايا الموجودة في القنوات المنتجة للحليب (السرطان اللبني العنيف). يمكن أن يبدأ سرطان الثدي أيضًا في الأنسجة الغُدِّيَّة التي يُطلق عليها اسم الفصيصات (السرطان الفصيصي الغزوي)، أو في خلايا أو أنسجة أخرى داخل الثدي.

ولقد حدَّد الباحثون العوامل المرتبطة بنمط الحياة، والعوامل الهرمونية، والبيئية التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي. ولكن ليس من الواضح السبب وراء إصابة بعض الأشخاص بالسرطان على الرغم من عدم وجود أي عوامل خطر تحيط بهم، بينما لا يُصاب أشخاص آخرون يكونون مُعرَّضين لعوامل الخطر. ويُحتمل أن يحدث سرطان الثدي بسبب التفاعل المعقَّد للتكوين الجيني وللبيئة التي تعيش فيها.

سرطان الثدي الوراثي

بينما يربط الأطباء ما يقرب من 5 إلى 10 في المئة من سرطان الثدي بالطفرات الوراثية التي تنتقل عبر أجيال العائلة.

حُدِّد عددًا من جينات الطفرات المتوارثة التي يُمكن أن تَزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي. أشهر هذه الجينات هي الجين 1 لسرطان الثدي (BRCA1) والجين 2 لسرطان الثدي (BRCA2)، حيث يَزيد كلاهما من خطر الإصابة بكلٍّ من سرطان الثدي والمبايض.

إذا كان لدى عائلتكَ تاريخ قوي للإصابة بسرطان الثدي أو أنواع أخرى من السرطان، فقد يوصي طبيبكَ بإجراء اختبار دم للمساعدة في تحديد الطفرات المحدَّدة في الجين BRCA أو الجينات الأخرى التي تنتقل عبر العائلة.

وتشمل العديد من العوائل المرتبطة باحتمالية الإصابة بسرطان الثدي كونك أنثى وظاهرة التقدم بالسن تلعب دوراً في ذلك، كما أن التعرض للإشعاع يزيد فرضية الإصابة في حال تلقيت علاجاً شعاعياً على الصدر في مرحلة الطفولة أو الشباب، بالإضافة للسمنة والبدانة الزائدة.

كما في حال بدأت الدورة الشهرية لديك في سن مبكر، قبل الثانية عشرة يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي.

وأيضاً إنجاب طفلك الأول في سن متأخرة، فمثل النساء التي يلدن طفلهن الأول بعد سن الثلاثين قد يكون لديهن احتمالية أكبر للإصابة بسرطان الثدي. كما المرأة التي لم تنجب هي معرضة للإصابة أكثر ممن أنجبت مرة أو أكثر.

وأهم سبل الوقاية منه هي ممارسة الرياضة في غالبية أيام الأسبوع ومحاولة الحفاظ على وزن صحي، وعدم السمنة.

ويجب الحد من العلاج الهرموني بعد سن انقطاع الطمث، قد يزيد العلاج الهرموني المركّب خطر الإصابة بسرطان الثدي، وهنا ينصح باستشارة الطبيب بشأن مخاطر العلاج الهرموني وفوائده.

وفي شمال وشرق سوريا تقوم الحركات والمنظمات النسائية بحملات للتوعية سنوياً عن فوائد الكشف المبكر عن سرطان الثدي وطرق الوقاية منها، ولكن بسبب الحظر الكلي المطبق لمنع تفشي فيروس كورونا في العديد من المناطق، لم يصدر حتى الآن أي برنامج رسمي من أي جهة معنية بشؤون المرأة لا في الإدارة الذاتية وفي منظمات المجتمع المدني.

قصة الشهر والشريط الوردي

واعتماد أشرطة اللون الوردي لأول مرة عام 1992، عندما قامت مؤسسة “سوزان كومان” أشهر مؤسسة في مجال مكافحة سرطان الثدي بتوزيع أشرطة وردية على المشاركين في سباق أقيم للمتعافين من سرطان الثدي بمدينة نيويورك، وتم اشتقاقه من الشريطة الحمراء المخصصة لمرض الإيدز.

والشهر الوردي هو مبادرة عالمية بدأ العمل بها على المستوى الدولي في تشرين الأول/ أكتوبر 2006 حيث تقوم مواقع حول العالم باتخاذ اللون الزهري أو الوردي كشعار لها من أجل التوعية من مخاطر سرطان الثدي، كما يتم عمل حملة خيرية دولية من أجل رفع التوعية والدعم وتقديم المعلومات والمساندة ضد هذا المرض.

يذكر أن أكثر إصابات السرطان في العالم عند النساء هي سرطان الثدي، ويأتي بالمرتبة الثانية بكثرة الانتشار بين جميع الإصابات عند الجنسين، حيث أشارت إحصائيات منظمة الصحة العالمية لعام 2020 إلى أن “حالات سرطان الثدي تجاوزت المليوني حالة عالمياً وأودى بحياة أكثر من 685,000 شخص”.