أخوة يوسف العصر الحديث بين المصلحة والارتهان

مثنى عبد الكريم-

عندما نقرأ قصة يوسف عليه السلام نتعلم منها الكثير من العبر والدروس العظيمة التي لا يمكن لها أن تنسى، وأهم العبر هي الأخوة والارتباط بهذه القضية وهذه القصة التي نقرأها ونسمعها بل ونشاهدها تكررت بين الأخوة، فنرى اليوم أخوة يوسف الذين عادوه لتميزه يعودون مرة أخرى باحثين عن طريقة لقتله والقضاء عليه لماذا؟ لأنه تميز عنهم بتلك الأخلاق وانطلق ليكسب قلوب الناس بدعواه.

هذا ما جرى ويجري اليوم في الوقت الذي تصارع فيه الإدارة الذاتية وقواها وكوادرها العاملة كالخلية للحفاظ على المكتسبات، نجد أن الساعين في الأرض فساداً والذين باعوا أنفسهم للظلام يعملون في ذات الوقت محاولين أن يوقفوا عمل الخلية والتأثير عليه، منذ أيام وأحزاب تنشط في مناطق الإدارة الذاتية وتتحرك بمهماتها وتسهيلاتها تقوم بالتظاهرات في وقت كنا فيه في حراك مكوكي بلا راحة قادته ابنة النور إلهام أحمد التي تستحق أن تقول إنها وكامرأة سورية كردية تمثل المرأة السورية المناضلة السياسية بصدق.

ما لبثت أن تصل إلهام والوفد المشكل إلى روسيا حتى بدأت مكينات الاعلام المشبوه وأدواته الرخيصة بالترويج لغلاء وارتفاع في أسعار المازوت والذي نفته الإدارة بل وأصدرت البيان تلو البيان والتصريح تلو التصريح، ولكن الادوات المشبوهة تابعت نشاطها الفيسبوكي العجيب بل ونشاطها على ارض الواقع لتبدأ الدعوات للتظاهرات ولكن تعالوا معنا نحلل ما جرى هناك لأهميته وحتى لا ينساه التاريخ، أولاً: التظاهر حق طبيعي بعد الترخيص ليتم تأمين الحماية اللازمة والطبيبة لها فلماذا لم ترخصوا!

ثانياً: لماذا نتظاهر وضد من وما التوقيت المناسب لها بل والمكان؟

أنتم تظاهرتم بحجة الدفاع عن قضايا الشعب وحقوقه حسب زعمكم فلماذا لم نرى هذه التظاهرات عندما كان القصف على مناطقنا يجري على قدم وساق! الم يستشهد من ابناء الشعب الكثير؟ الم تتدمر الكثير من الملكيات الخاصة والعامة؟

فلماذا لم تتظاهروا وتقفوا إلى جانب ابناء شعبكم! لماذا لا تتظاهرون ضد الانتهاكات التي يعانيها ابناءنا في عفرين أليسوا شعبنا؟

هل المازوت أغلى عندكم من دمائهم!

ثالثا اذا كان التظاهر سيجري ضد الإدارة الذاتية فيجب أن يكون أمام مبنى الإدارة لتحقيق مطالبكم ولكن أن تذهبوا إلى مبنى الامم المتحدة في الوقت الذي يتواجد فيه المبعوثين امريكا وجنيف مستدعين كل وسائل الاعلام الموجودة وكأن الحدث الهوليودي المدبر جهز سيناريو احداثه مسبقاً، هذا الامر هو القشة التي قصمت ظهر البعير؛ فكيف لكم ان تفسروا هذا التجمع بهذا التوقيت، وكيف لكم أن تشرحوا أن ما جرى هو مظاهرة متهمين من تصدى لتلك المهزلة والمسرحية ولو حسبنا النسب المئوية لوجدنا أن شابا واحد ان اصاب اي رجل عن قرب سيتلقى عشرات الاصابات فلا قياس بالمجمل، ابدا وشتان بين من يريدون لمشروع جميل أن ينجح وبين من يسعى ان ينهيه ويدمره مثبتا ارتهانه للخارج، ومؤكداً أن ما يجري من احداث ما هم فيها الا بيادق تتحرك بين من يلعب بها.

كفى لعباً على وتر العنصرية البغيضة وعلى وتر التفرقة وتعالوا نعمل سوية لتطوير هذا المشروع الذي قدم الاف الشهداء لتتمكنوا أنتم اليوم من ان تتظاهروا ضد آباء وأمهات هؤلاء الشهداء كفى ولتبتعدوا عن الترهات، فالوطن أنا وأنت سوية بتوحدنا سنصنع حكاية الوطن.