منبج/ آزاد كردي –
يكثف بيت البركة الذي يحافظ على أصالة التقاليد الشعبية الغذائية جهوده لتحضير المؤونة الشتوية للعام الجاري بأسعار رخيصة وجودة عالية، كما يعتبر مساعداً للمرأة التي لا تملك شهادة دراسية من أجل أن تعمل وتؤمن احتياجاتها المتنوعة.
هي عادة توارثتها النساء عن أمهاتهن وجداتهن لمواجهة فصل الشتاء، بموسم البرد والأمطار والثلوج، حيث تندر في إعداد وجبات الخضار أو الفواكه أو المخللات، وتكون عوناً لسد تكاليف إعدادها لكثير من الأسر.
رغم الارتفاع الباهظ في أسعار الخضار والفواكه إلا أنها كما قالت المواطنة مريم الحمود لـصحيفتنا “روناهي” أنه: “موسم الخيرات والفرح بغض النظر عن الظروف الصعبة التي نمر بها هذه الأيام حيث فرض علينا أن نخفف من كميات بعض الأنواع نتيجة ارتفاع الأسعار”.
أصالة التقاليد الغذائية الشعبية
وتحافظ مريم، وهي من قرية كابرجه، جنوبي منبج، على أصالة التقاليد الغذائية الشعبية، شارحةً: “أحضر جميع أنواع المونة، كشك، دبس بندورة، دبس فليفلة، مربيات، أجبان، دبس الرمان، المخللات، حتى أني أجفف الملوخية، اللوبيا، بالإضافة إلى تجفيف الأعشاب الطبية كاليانسون والنعناع والبابونج. وأحاول أن أصنع زوادة تكفي عائلتي المؤلفة من خمسة أشخاص”.
وشرحت: “شهران أعمل لعدة ساعات في اليوم، بمساعدة أفراد أسرتي وحتى الجيران، ففي هذا الموسم كل نساء القرية يضعن يدهن بيد بعض، نتشارك الخبرة والعمل، أوقات جميلة نمضيها سوياً نتبادل الأحاديث، المواقف والذكريات ونحن ننجز المأكولات، فالأمر أكبر من مونة، بل روح جميلة، ألفة ومحبة بين من جمعتنا بهم الحياة، الوطن والقرية، إلى أن أصبحنا كعائلة واحدة”.
وتتابع: “في السابق كنت أحضر خيرات الله من مكدوس الباذنجان، لكن بسبب ارتفاع سعر الباذنجان والجوز، اضطررت إلى تخفيف الكمية هذه السنة، كما أحضر كميات كبيرة جداً من المربيات المختلفة، باختصار يصبح منزلي بعد تجهيز المونة مليئاً بكل أنواع المأكولات، حتى أكثر من أي دكان”.
وشهدت الأسواق خلال فترة الصيف الجاري ارتفاعاً ملحوظاً بكافة أنواع الخضار والفواكه، في مفارقة لم يعتد عليها السوريون أن يشاهدوا أن ما كانت تنتجه أراضيهم الخيرة والعامرة باتت قاحلة لا تلبي الطموح أو تخفف من حجم مصابهم بفقدان ما يحبون من الأطعمة. المونة التي كانت ذات يوم ما من أهون ما يعدونه لمقارعة قساوة فصل الشتاء صارت هي الأخرى عبئاً يضاف على بعض المواطنين أو حتى أغلبهم خاصةً النساء العاملات اللاتي لا يجدن وقتاً كافياً لإعدادها بسبب طبيعة عملهن.