منبج/ آزاد كردي ـ قالت رئيسة مجلس حزب سوريا المستقبل في مدينة منبج وريفها عذاب العبود، إن الجميع بات يعرف المشاريع التي تحاول الدولة التركية إمرارها وتمريرها في منبج خصيصاً ومناطق شمال وشرق سوريا عامة؛ وأشارت إلى أن هدف المحتل التركي استعمار المنطقة وإعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية إلى سابق عهدها، منوهةً إلى أن كل ذلك فشل بسبب تسلح وإصرار الشعوب على استمرار العمل بسلاح المقاومة والنضال.
شهدت مدينة منبج منذ ما يقارب الستة أشهر الماضية انتهاكات واعتداءات متواصلة على خط جبهة الساجور وغربي منبج، مما تسبب بموجات دائمة من نزوح السكان إلى مناطق أكثر أمناً تاركين بيوتهم وأراضيهم في مهب الدمار علاوةً على إصابات متكررة بصفوف المدنيين، كان آخرها طفلاً لا يتجاوز الثانية عشر من عمره، نُقِل على إثرها للمستشفى لتلقي العلاج وسط تجاهل المجتمع الدولي.
دعم المرتزقة وتقويض المشروع الديمقراطي
وفي هذا السياق، التقت صحيفتنا برئيسة مجلس حزب سوريا المستقبل في مدينة منبج وريفها عذاب العبود التي تحدثت فقالت: بدايةً وحول أسباب الاعتداءات التركية على شمال منبج وغربها، منذ نهاية حقبة العثمانيين أثناء الحرب العالمية الأولى إلى الآن تحاول الدولة التركية السيطرة، وبسط نفوذها ليس فقط في سوريا وإنما إلى كافة الدول الإقليمية ودول الجوار، في محاولة لإعادة أمجاد الدولة العثمانية، حيث لا تتوانى الدولة التركية على استخدام كافة الوسائل لتكريس جرائمها، بما فيها اختلاق أزمات بدول الجوار، ومن ثم إدارة هذه الأزمات واستغلال الظروف الداخلية في كل دولة حتى تتمكن من خلالها تمرير أجندتها فيها، وهذا النهج متبع باستغلالها للأزمة الليبية مؤخراً واستغلال الأزمات في كل من أرمينيا وأذربيجان واليونان وقبرص وأيضاً سوريا.
وأشارت عذاب: الدولة التركية دعمت المجموعات المرتزقة بما يسمى الجيش الوطني بكافة أنواع الدعم بغرض أن يكون لها نفوذ بهذه المناطق كما كان لها دوراً واضحاً بتأجيج الصراعات الإقليمية خاصةً بالأزمة السورية عن طريق دعمها المباشر والعلني لمرتزقتها المسلحين حتى تتمكن من خلالهم الوصول إلى مرادها، تدخّل الدولة التركية ليس لصالح السوريين أو لصالح المنطقة كما كانت تدعي، إنما كان لأجل تحقيق مطامعها في استعمار مناطق نفوذ وزيادة مصالحها الاقتصادية، بعد نجاح المشروع الديمقراطي في شمال وشرق سوريا وتوحد الشعوب من جميع العشائر والأديان والمذاهب والطوائف، التي استطاعت أن تقف صفاً واحداً من أجل تحريرها من مرتزقة داعش وقدموا تضحيات كبيرة، ثم جاءت مرحلة بناء مؤسساتها الإدارية كمؤسسات مدنية وعسكرية وسياسية.
المشروع الديمقراطي محط أنظار العالم
وعن الدعم المُقدم للمجموعات المرتزقة الموالية لتركيا لفتت عذاب حديثها بقولها: هؤلاء المرتزقة يتلقون دعمهم الرئيس من الدولة التركية حيث جندتهم ودربتهم في المعسكرات ومولتهم بكافة التجهيزات المادية واللوجستية، حتى تتمكن من جعلهم مطية لتتمكن من استثمار واستغلال طموحات الشعوب بالحرية والعدالة والديموقراطية لا سيما بعد انتفاضة الربيع العربي ضد حكامها، المشروع الديمقراطي لشعوب شمال وشرق سوريا أصبح محط أنظار جميع دول العالم، ولفت اهتمامهم العيش المشترك والديمقراطية الحقيقية والتسامح، حيث أصبحت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا مضرباً للمثل في جميع دول العالم خاصةً في مجالي الأمان والاستقرار.
وتابعت عذاب: إن الدولة التركية ونقصد بها كنظام وليس الشعب التركي ينتهج النهج الاستبداد الشيفوني وهي لا تريد لأي مشاريع ديمقراطية في المنطقة أن تنجح، بل تحاول إسكات جميع الأصوات التي تنادي بالديمقراطية، وقتل أي حركات تحررية تحاول إعادة الإنسان إلى إنسانيته إلى أصالته الحقيقية عبر الاستهداف المباشر المتكرر في مناطق مختلفة من سوريا كاحتلال عفرين وجرابلس والباب وإعزاز وعملية ما سميت بنبع السلام في سري كانيه وكري سبي منذ نحو عامين.
وأكدت عذاب: “إن الدعم المُقدم من الدولة التركية للمرتزقة السوريين الذين لا يحملون من الجنسية السورية إلا الاسم فقط لأن أفعالهم تدل على ارتباطهم بالمحتل التركي، لكن من خلال هذه العملية غير الشرعية لاحتلال سري كانيه وكري سبي فهي تمارس جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان، واعتداء على المدنيين ومحاولة لطمس المعالم الأثرية والحضارية”.
ونوهت عذاب: “إن الانتهاكات التركية لم تقتصر على المناطق المحتلة، وإنما تهدد كافة الأراضي السوريّة خاصةً على الشريط الحدودي مع المناطق المحتلة، نلاحظ القصف العشوائي المتكرر على تل تمر باستخدام الطائرات المُسيرة نجحت باغتيال عدد من السياسيين المدنيين، وحتى المراكز الصحية والمخيمات تعرضت للقصف في محاولة لخلق عدم الاستقرار بشكلٍ عام وبالأخص التركيز على مدينة منبج في الأشهر القليلة الماضية”.
الوقوف خلف قوات سوريا الديمقراطية
وحول لماذا يتم استهداف مدينة منبج من قبل الاحتلال التركي تحدثت عذاب بالقول: تعتبر مدينة منبج صلة الوصل بين الغرب والشرق وهي البوابة لمناطق شمال وشرق سوريا، ولن يتوانى الاحتلال التركي على استخدام كافة الوسائل لضرب المشروع الديمقراطي وكسر إرادة مجلس منبج العسكري وكسر إرادة أبناء منبج بشكلٍ خاص ومناطق شمال وشرق سوريا بشكلٍ عام، عملياتها العسكرية تستهدف ضرب المدنيين من خلال القصف العشوائي المتكرر اليومي للقرى الآهلة بالسكان في الريف الشمالي والغربي، كما حاولت أكثر من مرة خلق فتنة بين العشائر، وتحريض إعلامي غير عادي لزيادة عدم الاستقرار وتشويه الحقائق والوقائع على الأرض، واستدراج المنطقة لحرب أهلية وخلق الأزمات الداخلية أو محاولة استغلال مطالب الشعب المحقة إلا أن كل محاولتها باءت بالفشل بسبب صمود من قبل قوات سوريا الديمقراطية وقوات مجلس منبج العسكري.
وبينت عذاب: نحن كشعب سوري بالدرجة الأولى وكأهالي منبج بشكلٍ خاص، لو لم يكن هناك تضافر للجهود وتكاتف بين شعوب المنطقة لما تحررت مناطقنا، في المقابل ينبغي أن نكون داعمين لقوات سوريا الديمقراطية، ونؤكد على نهجنا السلمي حيث لا يمكن أن تحل الأزمة السورية إلا بوحدة الشعوب السورية والجلوس إلى طاولة الحوار بدون إقصاء أو تهميش أي طرف بما في ذلك مشروع الإدارة الذاتية، في حين يمكن أن يعمم هذا المشروع على كافة المناطق السورية ليكون سبيل لحل الأزمة السوريّة.
واختتمت رئيسة مجلس حزب سوريا المستقبل في منبج وريفها عذاب العبود حديثها قائلةً: لا يمكن للأزمات أن تُحل في سوريا إلا عن طريق تغيير ديمقراطي شامل، واعتماد الإدارة الذاتية كنموذج للحل شريطة أن يعمم على جميع الأراضي السورية كونه نجح بمناطق شمال وشرق سوريا، وهذا النموذج سيكون الأمل لوصول السوريين لبر الأمان في خضم بحر من الصراعات المدمرة التي عصفت بالشعب السوري منذ أكثر من عشر سنوات إلى الآن.
