الرحمة على الكويت ومشروعها

فوزي سليمان-

أقحمت تفكيري في متاهات البحث والاستقصاء وربط الأمور ببعضها لعلني أصل إلى بعض التفسيرات، حول ما تقوم به (دولة) الكويت من دور متمم في عملية التغيير الديموغرافي التي تتعرض له عفرين المحتلة من قبل الفاشية التركية ومرتزقتها، هذا ناهيك عن الجرائم اللحظية الفظيعة بحق أهالي عفرين في الداخل وفي مناطق الشهباء على تخوم عفرين، وذلك من خلال بناء مستوطنة باسم كويت الرحمة! وما زال السؤال يتكرر بلا توقف في ذهني الكويت… الكويت! ولماذا الكويت…؟! هذا البلد الذي حقيقةً كنت أتعاطف معه ومع شعبه إبان الاحتلال العراقي له. هذا البلد الذي يعرف تماماً معنى أن يبعد الإنسان عن مسقط رأسه وتستباح حرماته وينتهك كل شيء ذو معنى وغير ذي معنى بأبشع الصور، أن يقوم ورغم كل ما مر عليه من مظالم بالظلم بحق شعب عانى ولا يزال يعاني الويلات، من قبل أنظمة ظالمة، والتاريخ يشهد على ذلك.

لنفترض أن صدام حسين بقي في الكويت، وقام بإنشاء قرى لشعب الكويت في الكويت، ماذا سيكون موقفكم يا (دولة الكويت)؟! من المؤكد بأنكم لن تقوموا بتقديم آيات العرفان والثناء على كرم صدام حسين، بل ستنددون مشروعه إلى يوم الدين …! هنا لنعكس الآية ماذا تتوقعون من الشعب الكردي وخصوصاً العفريني على موقفكم هذا…؟! فليكن الجواب لكم! لو قامت (دولة قطر) مثلاً بما تقومون به يا (دولة الكويت) لآمنّا ما جرى وكان طبيعياً، ومع ذلك أننا ندرك تماماً طبيعة الدور الملزم لكم، وليس بمقدوركم الخروج عليه أو حتى رفضه.

 نعم ندرك ذلك تماماً، ومع ذلك لا بد من كلمة أن تقال أنكم يا (دولة الكويت) تُعينون الظالمين على شعب مظلوم، على شعب قاوم 58 يوماً ضد ثاني قوة في حلف الناتو، شعب لا يملك شيئاً سوى إيمانه بأرضه وتاريخه، مُقدماً الآلاف من خيرة أبنائه شهداء وقرابين حق الدفاع المشروع، الذي تؤكده كل الشرائع السماوية والبشرية، أن الله عز وجل يذكر في كتابه العزيز في سورة النمل 48 “ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون” وكذلك في حديث للنبي صلى الله عليه وسلم يقول “اتقوا دعوة المظلوم، وإن كان كافراً فإنه ليس دونها حجاب”.

إنكم لا تخاصمون شعباً مظلوماً فحسب يا (دولة الكويت) إنما تخاصمون الله جل جلاله، والله إنكم واقعون في ضلال مبين، فكما رحل صدام الغازي لدولتكم سيرحل المحتل التركي ومرتزقته مُكرهين عن عفرين وستظل التنديدات قائمة إلى يوم الدين.