الشهيدة “ديرين رامان” ملحمة مقاومة على جبال آفاشين

كل لحظة بالنسبة لقوات الكريلا هي بمثابة ملحمة كما أن كل لحظة مقاومة في جبهة “أرس فارس” تستحق عمراً كاملاً.

لكل مقاتل من مقاتلي الكريلا قصة مقاومة، لأن قدرهم هو المقاومة، وكلما اتسعت المقاومة، زاد عدد القصص التي ستروى وتكتب، وتتدفق الكلمات في كل لحظة خلال الحرب، لأن حرب الكريلا تحمل ذكريات ملحمية تستحق أن تُعاش، كانت كل لحظة مقاومة في جبهة أرس تستحق عمراً كاملاً.

كانت المقاتلة في صفوف الكريلا “ديرين” واحدة من أبطال المقاومة في أنفاق الحرب في جبهة أرس فارس في آفاشين، إحدى المقاتلات اللواتي التحقن برفاقها بعد المقاومة التي أبدتها، كانت تتحدث بقلب مفعم بالولاء والحب عن ذكرياتها وعن الخطوات التي أبدتها في المقاومة.

ديرين رامان قبل أن تذهب في مهمتها في 12 تموز تحدثت عن مقاومتها في أرس فارس أمام الكاميرا وكأنها كانت تعلم ما سيجري، وروت ما جرى في أنفاق الحرب، وارتقت لمرتبة الشهادة مع رفاقها الثلاثة في 12 تموز 2021 في منطقة آفاشين.

 تحدثت ديرين رامان المقاتلة في صفوف وحدات المرأة الحرة ـ ستار عن المقاومة ضد جيش الاحتلال التركي الذي توجه إلى جبهة أرس فارس بعد مقاومة مام رشو؛ قائلة: “في إطار الخطوات الثورية لصقور زاغروس، انضممت إلى المقاومة في جبهة أرس فارس، إذا أمكن وصف ما عشته هناك فسيتم فهم ومعرفة النهج الهمجي للعدو التركي، بعد معركة مام رشو توجه جيش الاحتلال التركي إلى أرس فارس، كان سبب توجه العدو إلى هنا هو أننا لا زلنا على قيد الحياة، وكانوا يتوقعون أن ملاحقتهم لنا والقبض علينا سيجعلنا نتخلى عن قيمنا وولائنا للحزب ونرضخ لدولة الاحتلال التركي، لكن كل توقعاتهم كانت خاطئة”.

وتابعت: “كانت هناك مقاومة ضد العدو في أنفاق الحرب كانت الصدمة عندما رأوا أن لأسلحتنا أثر كبير على تصعيد المقاومة لذلك بدأوا بدعاية جديدة، قالوا: استسلموا، الدولة ستحميكم. وبالأخص النساء ووجهوا دعواتهم إلى النساء قائلين: الحياة هنا لا تليق بكن، سنقدم لكن كل ما تريدون، أنتن أيتها النساء استسلمن، هذا أفضل لكن، كانوا يريدون أن تقوم الرفيقات بالاستسلام كانوا يقولون: استسلموا حتى لو لم يستسلم الرجال، يمكننا حمايتكن بشكلٍ أفضل منهم”.

وأردفت: “كنا كلما سمعنا أصواتهم كان الغضب يتملكنا، لأنهم كانوا يعلمون أننا لم نكن لننضم لأجل رغيف من الخبز ورشفة ماء، بالنسبة لنا الولاء للشهداء والقائد فوق كل شيء، وما قدموه لنا كانت أشياء قيّمة جداً. عندما كانوا يتحدثون عما يقدمونه لنا كنا نشعر بالسخرية ونضحك على كلامهم، عندما رأوا أننا لا نستسلم كانوا يقومون بالصراخ وكنا نرد عليهم بالزغاريد والشعارات. كان هذا يقودهم إلى الجنون، ثم قالوا إن لم تستسلموا سنستخدم الأسلحة الكيماوية كما استخدمناها في مام رشو وسندمركم، في كل مرة كانوا يتحدثون فيها كان الرفاق يقومون بعمليات ضدهم ويكبدوهم خسائر فادحة”.

وأكدت: “تفاجأ العدو من المقاومة التي يبديها رفاقنا الكريلا، وموقفهم الفدائي وعهدهم في حماية أرضهم وشعبهم، فالموقف النضالي الذي أبداه رفاقنا أصبح كدرع متين ضد العدو، كانت تلك المنطقة خندق للحرب خاض فيه رفاقنا نضالاً بطولياً لا مثيل له بالرغم من الادعاءات التي كان يطلقها العدو بنفاذ معداتهم العسكرية واللوجستية وعدم قدرتهم على الصمود في وجهه، لكنه لم يدرك أن التكتيكات التي كنا قد قمنا بتجهيزها جعل العدو يعيش الصدمة والارتباك، هذه التكتيكات وهذه الروح الفدائية وقفت دون تغلغل العدو داخل أراضينا، واتخذوا موقفاً صلباً للمحافظة على تضحيات رفاقنا الشهداء”.

ونوهت: “كانت الرفيقة أمارا إحدى الفدائيات في تلك المقاومة حيث ضحت بروحها لكي تتصدى للعدو وتمنعه من التغلغل داخل مناطق الكريلا. كانت تحتوي تلك الأنفاق على واحدة من وحدات قوات الكريلا وهذه الوحدة تصدت للعدو بإرادة قوية وتصميم عالي”.

وشددت بالقول: “نعلم أن العدو باستخدامه لهذه الأساليب الوحشية، لكننا نحن المقاتلات في صفوف وحدات المرأة الحرة ـ ستار لن نترك منطقة آفاشين حتى ننتقم لرفاقنا الشهداء، كانت منطقة أرس فرس منطقة مقاومة على مدى التاريخ والآن في كل رقعة من هذه المنطقة فيها دماء شهدائنا، نحن صقور زاغروس سننتقم بكل تأكيد لأصدقائنا، سنحافظ دائمًا على آمال رفاقنا بصفتنا مقاتلين في منطقة آفاشين، نعلم الآن أنه لا أحد منا سيقاتل بالطريقة القديمة. سنقاتل بروح أصدقائنا الشهداء الذين قاتلوا حتى النهاية بروح المقاومة لم تنتهِ حربهم ولا مقاومتهم سنواصل مسيرتهم حتى النهاية. راية الشهداء لن تسقط بغض النظر عن تقنيات العدو وشدة هجماته، إلا أننا سنكون أكثر ولاءً لقضيتنا لن نستسلم وسنواجه العدو”.