إيقاف ثلاثة نوادي في إقليم الجزيرة؛ فهل بدأت رحلة تنظيم العمل الرياضي؟

روناهي/ قامشلو ـ

---

قرر الاتحاد الرياضي في إقليم الجزيرة إيقاف كلاً من أندية: الجزيرة – جوانن عامودا ـ الطريق، موسم كامل 2021 ـ 2022، عن ممارسة النشاط الرياضي لكافة الألعاب، على أن تُحرّر كشوف اللاعبين لكافة الألعاب والدرجات، فهل سنشهد تقليص عدد النوادي في الفترة القادمة أيضاً؟.

وجاء القرار بعد انقضاء المدة المحددة لتثبيت المشاركة في الموسم الرياضي بعد إعلانها على الصفحة الرسمية للاتحاد وعدة صفحات للتواصل الاجتماعي مع إعطاء فترة زمنية لذلك.

وفي تعميم من الاتحاد الرياضي في إقليم الجزيرة صدر بتاريخ 8/8/2021، جاء فيه:

يعتمد الاتحاد الرياضي نشاطه على الألعاب الرياضية التالية في موسم 2021 ـ 2022:

– كرة القدم بكافة فئاتها: (رجال ـ شباب ـ ناشئين ـ أشبال ـ سيدات).

– كرة الطائرة بفئتي الرجال ـ الشباب – السيدات.

– كرة السلة بفئتي الرجال والسيدات.

– الألعاب الفردية: تايكواندو للذكور والإناث – كاراتيه للذكور والإناث – كيك بوكسينغ للذكور والإناث – كرة الطاولة للذكور والإناث – الريشة الطائرة للذكور والإناث – بناء الأجسام للذكور- الشطرنج للذكور والإناث.

وذُكِر بأن على كافة الأندية الرياضية في إقليم الجزيرة للدرجتين الأولى والثانية تثبيت المشاركة بالألعاب الرياضية لموسم 2021-2022 المُلزمة من قبل الاتحاد الرياضي بموجب قانون العمل الناظم.

1ـ كرة القدم بكافة فئاتها للرجال والشباب والناشئين والأشبال (مُلزمة) كرة القدم للسيدات (اختياري) إلا في حال يكون النادي مُرخّصاً للسيدات فيُلزم بتثبيت اللعبة.

2- كرة الطائرة بكافة فئاتها للرجال والشباب (ملزمة) كرة الطائرة للسيدات (اختياري) إلا في حال كان النادي مُرخّصاً للسيدات فيُلزم بتثبيت اللعبة.

3- لعبتان من الألعاب الفردية المذكورة أعلاه (ملزمة) يتم اختيارها مسبقاً من قبل إدارة الأندية وتثبيتها لدى المكتب المختص.

ونوه التعميم: في حال تثبيت الأندية المشاركة بلعبة كرة السلة والألعاب الفردية ولم يكتمل النصاب القانوني لعدد الأندية المشاركة وهو (أربعة أندية كحد أدنى) وفق قانون العمل الناظم وإذا تعذّر ذلك فيتم إلزام واعتماد النادي بالرجوع إلى تثبيت المشاركة بلعبة كرة الطائرة بفئاتها المعتمدة أصولاً وأيضاً يُطبّق القرار على الألعاب الفردية المعتمدة لدى المكتب المختص.

وحدد المهلة وقتها اعتباراً من تاريخ الأحد الموافق في 8/8/2021، ولغاية الأربعاء الموافق في 25/8/2021.

ومع منح مهلة للأندية المرخصة من قبل الاتحاد لتثبيت المشاركة وبعد قضاء المدة قرر الاتحاد إيقاف هذه النوادي الثلاثة: الجزيرة وجوانن عامودا والطريق، كما قرر ما يلي أيضاً:

– تشكيل لجنة من الاتحاد الرياضي لمتابعة الأمور التنظيمية والإدارية في الأندية المعتمدة لدى الاتحاد وستتخذ اللجنة قرارات بحق الأندية المخالفة للأمور التنظيمية والإدارية.

– على جميع الأندية الرياضية للدرجتين الأولى والثانية بالإضافة للأندية المرخصة للألعاب الأنثوية إرسال الهيكلية التنظيمية والإدارية للمكاتب لديكم بالأسماء وأرقام الهواتف لكافة الأعضاء، وآخر تاريخ هو الخامس من شهر أيلول القادم.

وقام مكتب التنظيم والمتابعة قبل أعوام بجولة كشف على كافة الأندية، ورُفعت التقارير وقتها على أن هناك نوادي لا تتوفر فيها شروط الترخيص، ولكن جرت تداخلات من جهات غير رياضية بخصوص بعض النوادي لذلك المهمة لم تكتمل.

عددها كبير

الأندية عددها كبير ووصل إلى 25 نادياً في إقليم الجزيرة ولكن الموسم الرياضي 2020ـ 2021، شهد انسحابات وتغيّب عن العديد من البطولات وبالأساس العدد كبير ولا يلائم مع حجم الجغرافيا والكتلة البشرية الرياضية المتواجدة وبرزت نوادي بغرض المصالح الشخصية ومجاكرة بين الرياضيين أنفسهم وحتى نصفها لا تحمل أي مشروع رياضي هادف وبعضها تابعة لهيئات وجهات حزبية وسياسية وبعضها تعتمد على الجيب الشخصي وبعض التبرعات وفي المحصلة العدد كبير وكتبنا بوجوب وقفة جدية من الاتحاد بخصوص هذه النوادي.

عملية تنظيم الرياضة التي بدأت في الجزيرة منذ عام 2015، عندما منحت الترخيص لأول نادٍ رياضي وكان لنادي جوانن عامودا وقتها الذي تحول اسمه فيما بعد إلى الاتحاد، كما تحوّل اسم نادي التحرير إلى نادي جوانن عامودا الذي يقع ضمن قائمة الأندية التي عاقبها الاتحاد الرياضي بعدم المشاركة في النشاطات الرياضية وإيقافه لمدة موسم كامل.

إن هذا الحرمان بكل تأكيد سوف يؤدي إلى حل النادي عاجلاً أم آجلاً لأن عملية لملمة اللاعبين وتنشيط أربعة ألعاب اثنتان فردية ومثلها جماعية لتلبية شروط الترخيص التي طلبها الاتحاد الرياضي سيكون صعب جداً، لذلك هذه الأندية باتت في حكم أنها حلت.

 قائمة الأندية في إقليم الجزيرة غير الأندية الثلاثة المُعاقبة:

الصناديد ـ شبيبة تل كوجر ـ فدنك ـ جودي ـ ديرك ـ برخدان ـ دجلة ـ الأسايش ـ سردم ـ شبيبة الحسكة ـ قنديل ـ الأخوة والسلام ـ الاتحاد ـ أهلي عامودا ـ آشتي ـ جوانن باز ـ خبات ـ سري كانيه ـ واشوكاني.

نادي بيمان رُخِّص كنادٍ نسائي ـ نادي قامشلو بقي من الفريق النسائي لكرة القدم والذي شارك باسم الأسايش في مسابقة الكأس والدوري هذا الموسم 2020 ـ 2021، ونال لقب بطولة الدوري.

شبيبة تل حميس مُنِح الترخيص وتبخّر على الفور عن الساحة الرياضية، وهي ليست التجربة الأولى كنادٍ ينال الترخيص ويختفي في اليوم الثاني فقد حصلت نفس التجربة مع شبيبة الدرباسية في الأعوام السابقة.

لا نملك مقومات أندية حقيقية

هي حقيقة وواضحة للجميع العدد الأكبر من الأندية لا تمتاز بامتلاكها لمقومات النادي، فلا ملاعب ولا مقرات ولا إعلام رسمي للنادي، ولا رئاسة مشتركة مُفعلة، ولا إدارة حقيقية، ففي بعض النوادي الرئيس المشترك هو الإعلامي والمدرب والإداري والمعالج وإلخ…

وبعض رؤساء الأندية اعترفوا بأن أنديتهم لا تملك مقومات الأندية، وهذا الأمر صحيح، وطبعاً لو كان لدينا عشرة نوادٍ كان الحال أفضل من كافة النواحي المالية والتنظيمية، فالجغرافية التي يتمتع بها إقليم الجزيرة من عشرة إلى أربعة عشر نادياً كافية للموضوع، فكما ذكرنا سابقاً لا الملاعب ولا الصالات ولا عدد الرياضيين توحي على استيعاب هذا الكم الكبير من الأندية.

على ناس وناس

تقرير سابق لصحيفتنا روناهي نُشِر فيه بأن الأندية تتجه نحو الانحلال وهذا الأمر بالفعل حصل وذكرنا سابقاً التالي:

أغنية قالها رئيس مشترك لأحد النوادي من سخطه لما يحصل في قضية حصول بعض الأندية على الدعم من بعض الجهات في إقليم الجزيرة، فالاتحاد الرياضي لا يقدم الدعم المالي. ولكن؛ هناك أندية يتم تمويلها من بعض الهيئات في الإدارة الذاتية الديمقراطية ومن حركة المجتمع الديمقراطي (تف ـ دم) وبعض الأحزاب السياسية وبعض أصحاب المشافي والمحلات التجارية، وبعضها لا حول ولا قوة لها بالرغم من مواهبها، ولكنها؛ تتجه للانحلال في ظرف سنة في أحسن حال، بسبب زيادة المصاريف والبطولات والاعتماد على طريقة الذهاب والإياب في دوريات وكل ذلك يُكلف الأندية مبالغ كبيرة.

وهي شيئاً فشيئاً تتجه نحو فقدان السيطرة على الجانب المادي للنادي، لذلك لو كان عدد الأندية ملائماً وليس بهذه الكمية؛ لكان الاتحاد قادراً على دعمهم بكل الأحوال، ويتطلب أن تكون الألعاب الجماعية فقط كرة القدم والطائرة والنادي مخوّل لتفعيل ألعاب أخرى، الألعاب الفردية الشطرنج والطاولة فقط تضطر الأندية لتفعيلها، أما الكاراتيه والتايكواندو وكمال الأجسام والألعاب على الشاكلة نفسها؛ يجب أن تكون بطولاتها فقط على صعيد المدن والمراكز والصالات لأن الأندية أثناء البطولة ترعى بعض لاعبي هذه المراكز فقط للمشاركة والتخلص من أحد شروط الترخيص، إذاً؛ العملية ليست الارتقاء بهذه الرياضات، لذلك من الأفضل أن تنفصل بطولاتها عن الأندية، وهذا سوف يحمل عن ظهر الأندية الكثير من المصاريف من الجهة المادية، أو هناك حل آخر، فبسبب توجه الأندية الاهتمام فقط بكرة القدم وطبعاً أغلبها كذلك، وتهمل باقي الألعاب والاتحاد يسعى لتفعيلها من الأفضل منح تراخيص لأندية خاصة بكرة القدم بشرط تفعيل الفئات كافة، القواعد والرجال وبالإضافة لفريق لسيدات، وعدم دعمه مادياً، والعمل على دعم باقي الألعاب في حال تم تنشيطها من قبل النوادي.

هذه هي بعض الخطوات التي قد تحل القضية أما على الوضع الحالي، فالجميع خاسر ورياضتنا لا تعيش حالة صحية سليمة، بل هي فوضى وتسلية وجكارات وبروزة وتباه بتملك نادٍ من قبل الكثيرين، علاوة على استغلال اللاعبين في قضية الاستغناء مقابل تقاضيه لمبلغ مادي بدلاً منه.

صحيفة روناهي ركزت على جانب تكاثر الأندية وحالة الشتات والتي لا بد من الاتحاد الاستمرار بعملية تنظيم واقع الأندية وقبل ذلك تنظيم عمل مكاتبه والتعاون قدر الإمكان مع الشخصيات الرياضية التي تحمل في طياتها أفكار لتطوير واقع رياضة إقليم الجزيرة التي باتت في حالة يُرثى لها، وأول الأسباب قلة الدعم وكثرة عدد النوادي ولذلك خطوة تقليص عدد الأندية يبدو أنها بدأت من قبل الاتحاد فهل سوف نشهد عدداً مناسباً مع توفر الدعم، وبالتساوي لكافة النوادي المتبقية؟