قامشلو/ رؤى النايف ـ
بدماء شهداء ضحايا التفجيرات الإرهابية تتجدد مقاومة الشعوب في شمال وشرق سوريا فلون الموت في تفجير قامشلو 27 تموز استُبدِل بلون المقاومة والإرادة الحرة والتكاتف والتعايش المشترك بين الشعوب كافة.
حاول مرتزقة داعش بفكرهم الإرهابي زرع الفتنة بين شعوب شمال وشرق سوريا والنيل من مكتسباتهم من خلال التفجيرات والهجمات والاغتيالات، حيث شهدت مدينة قامشلو منذ ما يُقارب الخمس سنوات فاجعة أُريقت فيها دماء مدنيين أبرياء، سعى من خلالها المرتزقة الحد من مقاومة الشعوب، في 27 تموز من عام 2016 فجّر مرتزقة داعش سيارة مفخخة على مقربة من جامع “قاسمو” على طريق عامودا بالحي الغربي بعد نحو 2 كيلو متر من مدخل المدينة الغربي، وخلّف التفجير أكثر من خمسين شهيداً ناهيك عن الأضرار المادية.
مقاومة بلون مختلف
في الذكرى السنوية الخامسة لمجزرة قامشلو تظهر ملامح المقاومة في المكان الذي حدثت فيه المجزرة وتجددت الإرادة الحرة لدى أهلها، ليُعاد فتح محلات ومراكز كانت شاهدة على الفاجعة واعتبرها المرتزقة آنذاك أنها دُمرت ولم يبقَ لها أثراً.
صيدلية جوهر كانت إحدى الصيدليات التي تضررت مادياً وبشرياً فالصيدلي جوهر محمد إسماعيل كان أحد ضحايا ذلك التفجير ولم يُعثر على جثته، تلك الصيدلية بقيت قائمة حتى الوقت الحاضر فزملاء الشهيد جوهر وجدوا بأن افتتاحها بنفس الاسم دلالة على الصمود في وجه المؤامرات التي تُحبك ضد شعوب المنطقة، “جمعة أكرم علي” صيدلاني يعمل في صيدلية جوهر في الوقت الحالي يقول لصحيفتنا مسترسلاً الوقائع: “الدكتور والشهيد جوهر كان صديق وزميل عمل، عندما سمعت بذلك التفجير المؤلم هرعت للاطمئنان عليه ولكني لم أجد أي أثر له، كان المشهد مؤلماً وصادماً، حيث السواد والدمار والدم قد ملأ المكان”.
وأوضح الهدف من إعادة افتتاح الصيدلية نفسها بقوله: “عندما أُعيد إعمار الصيدلية قررت افتتاحها بنفس الاسم ليس فقط تكريماً لذكراه، وإنما ليكون رداً لكافة الجهات والمخططات الإرهابية التي تهدف لضرب المشروع الديمقراطي والتآخي بين شعوب المنطقة فقد كان هذا النهج هو الذي يتعامل به الشهيد جوهر، وعلى الرغم من أن هيئة الصحة في مدينة قامشلو كانت قد أصدرت قرار بوقت مسبق أن يكون اسم الصيدلية على اسم صاحبها، إلا أنه وتكريماً لدماء الشهداء وافقت الهيئة على طلبي وبقيت الصيدلية تحمل نفس الاسم”.